يعتبر اسم مارسيال أربيزا، لاعب ريال مدريد الإسباني السابق في الأربعينيات، من أهم الأسماء المرتبطة بالحرب العالمية الثانية.
ولعب أربيزا 30 مباراة فقط بقميص ريال مدريد خلال تلك الفترة، لكنه في المقابل سجل 29 هدفاً، إلا أن مسيرته عانت من تعثرات غير عادية بسبب السياسة وتعرضه للاعتقال.
وتصف صحيفة "ماركا" الإسبانية أربيزا بأنه من أفضل المهاجمين الذين دافعوا عن ألوان ريال مدريد، رغم عدم تتويجه بأي لقب مع الفريق عبر 3 سنوات دافع فيها عن ألوانه.
وبدأت علاقة أربيزا مع جماهير ريال مدريد يوم 5 أكتوبر/ تشرين الأول 1941، حين سجل 3 أهداف "هاتريك" في الفوز 5-2 على غرناطة في مباراة ودية.
ما هي قصة مارسيال أربيزا؟
يروي خافيير، نجل مارسيال أربيزا، قصة معاناة والده في سنوات الحرب الأهلية الإسبانية والحرب العالمية الثانية، واللتين كان لهما أثر سلبي على مسيرته.
عندما وجه أدولف هتلر، الديكتاتور الألماني الذي شغل منصب مستشار الدولة بين 1933 و1945، تهديدات لفرنسا كان أربيزا يتواجد بدراجته على الحدود الفرنسية البلجيكية حيث كان يريد العودة لإسبانيا.
وخلال رحلة أربيزا إلى مدينة إرون في الباسك، تم إلقاء القبض عليه من قبل القوات الإسبانية واحتجازه واتهامه بالفرار من الخدمة العسكرية، وإرساله لمعسكر الاعتقالات.
وعرفت معتقلات الديكتاتور الإسباني فرانكو حاكم إسبانيا في تلك الفترة بأن أوضاع العيش بها كانت غير آدمية على الإطلاق، وشهدت الكثير من مشاهد التعذيب المختلفة.
وعن معاناته في ثكنات الاعتقال يروي خافيير الابن: "لقد تحدث معنا عن الفئران ونقص الغذاء والعديد من الأمور غير الآدمية الأخرى".
وتسبب قيام مدرب فريق ألافيس آنذاك، ميراندا باتكسي غامبروينا، بالتعريف بأربيزا والاعتناء به على الصعيدين الغذائي والبدني، في عودته من جديد لعالم كرة القدم.
ويمكن القول إن كرة القدم نجحت في إنقاذ حياة مهاجم ريال مدريد السابق وإعادته مجدداً إلى الحياة.
مسيرة أربيزا
بدأ مشوار أربيزا في فرنسا، إبان فترة الحرب الأهلية الإسبانية مع "هاوتمونت"، لينجح بفضل هدف سجله في مرمى فريق بودابست المجري، الذي كان يمثل قوام منتخب المجر الذي تأهل لنهائي كأس العالم 1938، أن ينال إشادة الصحافة العالمية، ووصفته الصحف الفرنسية بالرائع.
وانضم أربيزا بناء على مستواه المذهل إلى "إكسيليور" في عام 1939، ثم ريال يونيون الإسباني وبعده مواطنه ديبورتيفو ألافيس الذي انضم له سنة 1940 بعد أزمة الاعتقال الشهيرة.
وفي 1941 دافع عن ألوان ريال مدريد ومنه انتقل لريال سوسيداد الذي دافع عن ألوانه من 1943 إلى 1945 وسجل معه 13 هدفاً في 33 مباراة، ثم أنهى مشواره مع ريال يونيون خلال الفترة من 1945 إلى 1948.
أما أفضل إنجازاته فكان خسارة الدوري وكأس الجنرال مع ريال مدريد في 1942 و1943 لصالح فالنسيا وأتلتيك بلباو على الترتيب.