الرحلة الأخيرة في 2020.. إنقاذ 130 مهاجرًا من براثن مليشيات طرابلس
أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تأمين الإفراج عن 130 لاجئاً، كانوا محتجزين لدى المليشيات المسلحة، شرق طرابلس في ليبيا.
وقالت مفوضية اللاجئين، في بيان اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، إنها تمكنت من إجلاء مجموعة مكونة من 130 طالب لجوء من الفئات الأكثر ضعفاً من ليبيا إلى بر الأمان في رواندا، في رحلة الإجلاء الرابعة والأخيرة في عام 2020.
شريان مهمّ
وأوضحت المفوضية، أن المجموعة تضمنت رجالاً ونساءً وأطفالاً من إريتريا والسودان وإثيوبيا والصومال، كان العديد منهم محتجزين في السابق في مراكز إيواء في طرابلس.
وقال جان بول كافاليري، رئيس بعثة المفوضية في ليبيا: "لقد أثبتت عمليات الإجلاء من خلال مراكز العبور الطارئة أنها شريان حياة مهمّ للاجئين المستضعفين في ليبيا، ويجب على المجتمع الدولي بذل المزيد من الجهود لتقديم دعم أكبر لهؤلاء السكان".
وأوضح رئيس بعثة المفوضية، أن جائحة كورونا فرضت قيودًا على اللاجئين في ليبيا، تسببت في فقدانهم سبل كسب العيش وأدت إلى انعدام الأمن الغذائي وعدم إمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية، مشيرًا إلى أنها أثرت أيضاً على إمكانية الوصول إلى المسارات والحلول القانونية خارج ليبيا، مما أدى إلى زيادة حالات اليأس بين الفئات الأكثر ضعفاً.
ودعت المفوضية، البلدان المستقبلة على توفير المزيد من فرص إعادة التوطين من أجل مساعدة طالبي اللجوء المستضعفين في ليبيا.
وأشارت إلى أن عدد اللاجئين وطالبي اللجوء الذين تم إجلاؤهم من ليبيا في 2020 بلغ، 811 شخصاً، بما في ذلك 321 عن طريق إعادة التوطين، مؤكدة أن هناك 44 ألفًا و725 لاجئاً وطالب لجوء مسجلاً لدى مفوضية اللاجئين في ليبيا، بينهم 329 محتجزاً.
ظروف مأساوية
وتأتي الرحلات التي تنظمها مفوضية شؤون اللاجئين لإنقاذ المهاجرين غير الشرعيين من براثن المليشيات المسلحة وشبكات تهريب البشر، التي تقتات على معاناة المهاجرين وتجبر ذويهم على دفع أموال لإطلاق سراحهم.
ويعيش آلاف المهاجرين في مراكز احتجاز تديرها حكومة فايز السراج بطرابلس، في ظروف غير آدمية، وفي مرمى نيران المليشيات.
وتحول احتجاز المهاجرين داخل مراكز الإيواء إلى أحد أهم المجالات المربحة، ونموذج عمل مغر لشبكات تهريب البشر، لكسب المزيد من الأموال، وسط غياب القانون والمساءلة من قبل ما يسمى بحكومة الوفاق في ليبيا، برئاسة فايز السراج.
ممارسات "إجرامية"
ووثقت منظمة العفو الدولية في تقرير لها نشرته في سبتمبر/أيلول الماضي واطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، ممارسات "إجرامية" ترتكبها المليشيات المسلحة بحق المهاجرين في مراكز الإيواء، عبر إجبارهم على المشاركة في عمليات عسكرية، الأمر الذي يعرض حياتهم وسلامتهم للخطر.
وسجلت في تلك المراكز جرائم بحق المهاجرين بينها إجبارهم على المشاركة في أعمال ذات طابع عسكري، كما يتم استخدام بعضها كمخازن للأسلحة والذخيرة.
وقتل في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مهاجر نيجيري في العاصمة طرابلس حرقًا على يد عناصر المليشيات المسلحة في المصنع الذي يعمل فيه بمنطقة تاجوراء شرقي طرابلس، وفق ما أعلنت منظمة الأمم المتحدة.
أرقام رسمية
وفي يوليو/تموز، قتل رجال أمن ليبيون مهاجرين سودانيين في بلدة الخمس الساحلية غرب البلاد، قيل إنهم حاولوا الفرار بعد أن اعترضهم خفر السواحل الليبي في البحر المتوسط.
وفي مايو/أيار الماضي، هاجمت عائلة أحد المهربين الليبيين مجموعة من المهاجرين من بنجلاديش في بلدة مزدة الصحراوية، وأطلقت النار عليهم ما أدى إلى مقتل 30 منهم على الأقل، وفق المنظمة الدولية للهجرة.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أنه "في 31 يوليو/تمّوز 2020، كان هناك أكثر من 2780 شخصاً، 22% منهم من الأطفال، محتجزين في مراكز" مخصصة لاحتجاز المهاجرين غير الشرعيين في ليبيا.
وأحصت الأمم المتحدة "أكثر من 669 ألف مهاجر" على الأراضي الليبية خلال النصف الثاني من العام 2018، بحسب تقرير عن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريس، العام الماضي.
aXA6IDMuMTQ1LjY0LjI0NSA= جزيرة ام اند امز