"أفاتار" الفلسطيني يقاوم الاحتلال في مسيرات العودة بغزة
محمد الذي بدأ وحيداً بتنفيذ مبادرته، في محاكاة أبطال فيلم "أفاتار" الشهير، لم يعد بمفرده.. فما قصته؟
وقت ليس طويلاً، يأخذه الشاب محمد أبو حجر في تجهيز نفسه ليصبح شبيها لأبطال الفيلم الأمريكي الشهير "أفاتار" من حيث لون الملابس الزرقاء، وطلاء الوجه، واليدين باللون الأزرق، بالإضافة لارتداء شعر طويل مستعار، لكي يتوجه مع أصدقائه إلى الحدود الشرقية لمدينة رفح بقطاع غزة للمشاركة في مسيرة العودة السلمية.
محمد الذي بدأ وحيداً بتنفيذ مبادرته، في محاكاة أبطال فيلم "أفاتار" الشهير، استطاع خلال أيام قليلة إقناع عدد من أصدقائه، لارتداء نفس الزي، وتشكيل فريق يواجه الاحتلال الإسرائيلي بشكل مختلف، ولسان حالهم يقول: "نحن دعاة سلام ولم نعتد على أحد، بل نحاول الدفاع عن أراضينا التي احتلها الجيش الاسرائيلي وهجرّنا منها بشكل قسري".
ولم تمنع إصابة محمد (27 عاما)، قبل شهور، من ابتكار وسيلة جديدة للمقاومة السلمية، هذه المرة استحضر الشاب الفلسطيني المهجرة عائلته من يافا، شخصية "أفاتار" في الفيلم العالمي الذي يحمل الاسم نفسه، والذي حارب الظلم وقاوم من أجل رفعه عن قبيلته.
في مقابلة مع "العين الإخبارية"، يقول أبو حجر إنه أراد أن يوصل رسالة للعالم الغربي، بأن الفلسطينيين الغاضبين على حدود قطاع غزة الشرقية كما أفاتار يدافعون عن حقهم في الحياة بكرامة وحرية ضد من احتل أرضهم وشردهم، وليسوا "إرهابيين" كما يصفهم الإعلام العبري.
أبوحجر الذي درس القانون في غزة، يطمح لاستكمال دراسته العليا، لو استطاع إلى ذلك سبيلا وتم إنهاء حصار القطاع وأصبحت المعابر أقل خنقاً.
وقد تقمص في وقت سابق شخصية بابا نويل وقدم هداياه للأطفال في الشجاعية شرق غزة، واستطاع اليوم أن يكوّن فريقاً من 12 شخصاً يحاكون فيلم "أفاتار" ويقدمون عروضا داخل مخيم العودة، في محاولة للفت الأنظار إلى أن المتظاهرين على الحدود، لا يريدون سوى الحرية، والعودة إلى ما كانت عليه البلاد قبل أن يحل الظلم باحتلال الأرض وتهجّير أهلها.
ولا يمل أبوحجر وأصدقاؤه من تكرار ذات المشهد كل يوم جمعة، حيث يتبادلون الأدوار والملابس وينخرطون مع شبان آخرين في مقاومة الاحتلال بالطرق السلمية.
وانطلقت مسيرات العودة على الحدود الشرقية لقطاع غزة، مارس/ آذار الماضي، للتعبير عن حق العودة، وتخللتها فعاليات ثقافية وإبداعية، وابتكارات عفوية ومدروسة، وستمتد إلى 14 مايو/ أيار الجاري، الذي يصادف ذكرى النكبة الفلسطينية.
وقد واجهت القوات الإسرائيلية مسيرات العودة بالأسلحة، مما أسفر عن استشهاد نحو 50 فلسطينياً من بينهم صحفيان اثنان.
أبو حجر الذي أصيب مجددا في ذات القدم بالرصاص المطاط بالكاد يستطيع المشي، ولكنه يصر على الاستمرار في إيصال رسالته بالتواجد في مخيم العودة على الحدود الشرقية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
ويحمل أفاتار غزة لافتات كتب عليها باللغة الإنجليزية إن "إسرائيل إرهابية"، كما توجد صور لمناضلين ومتضامنين أجانب على صدورهم من أمثال راتشيل كوري، التي ماتت في مدينة رفح حينما دهسها جندي إسرائيلي رغم معرفته بأنها متضامنة أجنبية.
وكما أفاتار يؤمن أبو حجر ورفاقه بأن يوم العودة لبلداتهم التي هجروا منها عام 1948 "قادم لا محالة"، مؤكداً في رسالة للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي كتبها على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي: "بأن القادم أعظم".
ولفت في حديثه لـ"العين الإخبارية" إلى أن "الأيام المقبلة ستحمل المزيد من المفاجآت".
وكانت مواقع التواصل العبرية قد نشرت صور أفاتار غزة، مع تغريدة تتهمهم بـ"الإرهاب"، وتدعو العالم لعدم تصديق رسالتهم، واصفة إياهم بـ"المخربين".
ويؤكد أبو حجر أن رسالتهم للعالم الغربي: "إننا أصحاب أرض وحق ولن يضيع حق وراءه مطالب".