باخموت الاستراتيجية.. من يسيطر على المدينة "العنيدة" وما أهميتها؟
في تطور مهم بالقتال الدائر منذ أسابيع حول مدينة باخموت، شرق أوكرانيا، قال رئيس مجموعة "فاغنر" العسكرية الروسية الخاصة يفغيني بريغوجين إن قواته رفعت العلم الروسي فوق مبنى إدارة البلدة.
بريغوجين أكد أنّ هذا يعني أنّ قواته "باتت تسيطر على المدينة بالمعنى القانوني، العدو يتركز في الأجزاء الغربية".
ونقلت وسائل إعلام روسية عن رئيس مجموعة "فاغنر" أن قادة وحدات القوات الروسية، الذين يتولون إدارة المدينة ووسطها بأكمله "سيقومون بتعليق ورفع الأعلام واللافتات".
وردا على ذلك، أكّد الجيش الأوكراني أنّه ما زال "مُسيطرًا" على باخموت. وأوضحت هيئة الأركان العامّة الأوكرانيّة على فيسبوك "العدوّ لم يوقف هجومه على باخموت. لكنّ المدافعين الأوكرانيّين يُسيطرون بشجاعة على المدينة وصدّوا الكثير من هجمات العدوّ".
وبفعل طول المعركة الجارية حولها والخسائر الفادحة التي لحقت بالطرفين، باتت باخموت البالغ عدد سكانها قبل الحرب حوالى 70 ألف نسمة، رمزا للمعركة بين الروس والأوكرانيين للسيطرة على منطقة دونباس الصناعية.
ففي حال تأكدت سيطرة روسيا على المدينة فإن ذلك الفوز سيؤدي إلى رفع الروح المعنوية بين القوات الروسية ويضر بالدعم الدولي لأوكرانيا، مع توقع أن يجلب الربيع طقسا أفضل لمعارك متجددة، وبالتالي يمكن أن يساعد هذا الدعم الجيش الروسي في العودة إلى المسار الصحيح في الحرب.
ما أهميتها؟
تحاول روسيا على مدار أشهر اقتحام المدينة في مسعى لتعويض خسارتها عقب فقدان السيطرة على مدينة إزيوم جنوبي منطقة خاركيف الشمالية سبتمبر الماضي، حيث باتت المدينة بوابة جنوبية شرقية شبه وحيدة لتقدم القوات الروسية في عمق مقاطعة دونيتسك، خاصة نحو المدن التي تخضع لسيطرة أوكرانيا.
وتستميت أوكرانيا للدفاع عن المدينة التي تمثل حصنا منيعا للدفاع عن باقي مقاطعة دونيتسك، ومنها تشن كييف ضربات نحو مواقع القوات الروسية في الأجزاء الخاضعة لسيطرتها.
كما تعد باخموت مركزا صناعيا مهما كونها أحد أكبر مراكز صناعة الآلات الثقيلة في أوكرانيا، كما أن موقعها الجغرافي هام جدا حيث يمر خلالها خط سكك حديدية يربط جنوب وشرق حوض دونيتسك بالغرب والشمال.
وفضلا عن كونها قلعة صناعية، هي مركز زراعي هام حيث تنتشر حول المدينة حقول الحبوب ودوار الشمس وغيرها.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjA5IA== جزيرة ام اند امز