مصرف لبنان يحسمها: لا دعم للمحروقات بعد اليوم
أعلن مصرف لبنان المركزي أنه سيستخدم سعر السوق لليرة لتقديم الاعتمادات اللازمة للمحروقات.
وقال مصرف لبنان المركزي في بيان اليوم الأربعاء، إنه سيبدأ بتأمين الاعتمادات اللازمة للمحروقات على أساس سعر السوق لليرة اللبنانية مقابل الدولار الأمريكي.
وذكر البيان الذي أصدرته وحدة الإعلام والعلاقات العامة بالبنك المركزي "اعتبارا من تاريخ 12/8/2021 سيقوم مصرف لبنان بتأمين الاعتمادات اللازمة المتعلقة بالمحروقات، معتمدا الآلية السابقة إياها، ولكن باحتساب سعر الدولار على الليرة اللبنانية تبعا لأسعار السوق."
- استجواب حاكم مصرف لبنان في قضايا اختلاس.. سر "الرجل الحديدي"
- محطات الوقود بلبنان تتحول لـ"مسرح جريمة".. سقوط قتيل بعد خلاف على "التعبئة"
وفي وقت سابق اليوم، أبلغ حاكم مصرف لبنان رياض سلامة المجلس الأعلى للدفاع اللبناني بأنه لم يعد قادراً على دعم شراء المحروقات.
ومجلس الدفاع الأعلى اللبناني هو مجلس يتألف من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وعدد من الوزراء والقادة الأمنيين اللبنانين وهو حالياً يتولى إدارة شؤون البلاد وعزز دوره بشكل كبير بعد استقالة الحكومة برئاسة حسان دياب.
وكشف وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر أن سلامة أبلغ المجلس بصريح العبارة أنه لم يعد بإمكانه توفير الدعم للمحروقات، بعد أن تفاقمت الأزمة وهددت القطاعات كافة بالتوقف.
وأدى فقدان مادة المازوت من السوق اللبناني، إلى توقف المولدات الخاصة التي كانت تؤمن النقص في الكهرباء الذي بلغ ذروته في الشهرين الأخيرين، ولم تستطيع كهرباء لبنان تأمين أكثر من ساعتين في الـ24 ساعة، ما دفع قطاعات حيوية في البلاد إلى التوقف عن العمل.
وقال غجر في تصريح بعد انتهاء اجتماع مجلس الدفاع"نحن اليوم في مرحلة الذروة في الحاجة للكهرباء. حاجتنا هي 3000 ميجاوات والقدرة الإنتاجية بحسب الفيول المتوفر لا تتجاوز الـ750 ميجاوات".
وأكد أن "الحل يكون باقتراح قانون في مجلس النواب بطلب صرف اعتمادات لكهرباء لبنان من أجل شراء الفيول لأنها الحل الأوفر على المواطن حتى ولو تم رفع التعرفة عليه".
ولفت إلى أنه في حال "توقف الدعم للمحروقات فالسعر يتحرر ويصبح موحدا".
في الموازاة، تشهد المستشفيات والأفران في مختلف المناطق اللبنانية أزمة مازوت غير مسبوقة، وأعلن نقيب المستشفيات سليمان هارون أنّه "تبلّغ نفاد المازوت من ثلاثة مستشفيات (قرطباوي وبهمن والحياة)"، مشيراً إلى أنّ "المرضى ينتظرون ومنهم على أجهزة التنفس".
كما أوضح هارون أنّ "مخزون المازوت في المستشفيات الأخرى قد لا يكفي لأكثر من أيام قليلة"، محذّراً أنّنا "أمام كارثة في حال عدم إيجاد حلّ سريع للأزمة".
واتّخذ المجلس الأعلى للدفاع سلسلة قرارات وتوصيات لمعالجة أزمة المازوت، ومنها الطلب إلى قادة الأجهزة العسكرية والأمنية تكثيف الاجتماعات الدورية التنسيقية، لمتابعة الأوضاع الأمنية ومعالجتها، في وقت أبقى المجلس على مقرراته سرية.
وتوقف الدعم على المحروقات يعني ارتفاع أسعارها بشكل جنوني بحيث سيصبح سعر صفيحة البنزين حوالي الـ13 دولاراً بحسب سعر صرف السوق السوداء أي بما يقارب الـ260 ألف ليرة، وسعر صفيحة المازوت حوالي الـ11 دولاراً أي 220 ألف ليرة، وهذه المبالغ تفوق قدرة أغلبية الشعب اللبناني الذي يعتمد على المادتين لتسيير حياته، عبر السيارات الخاصة وسيارات النقل أو لتعويض عجز الكهرباء عبر المولدات الخاصة.
كما أن ارتفاع أسعار المحرقات بهذه الطريقة سيؤدي إلى رفع السلع والخدمات بطريقة جنونية سيعجز عن تأمينها أكثر من 80 بالمئة من اللبنانيين، الذين لا يزال معدل رواتبهم لا يتجاوز الـ100 دولار.
كما أن توقف الدعم سيدفع بالشركات المستوردة على تأمين الدولار من السوق وبالتالي زيادة الضغط عليه وارتفاعه بشكل جنوني وسط غياب للحلول البديلة.
ورفعت الحكومة أسعار الوقود في يونيو/ حزيران الماضي بعد أن بدأ البنك المركزي تقديم خطوط ائتمان للوقود بسعر 3900 ليرة للدولار، وهو أعلى من السعر الرسمي البالغ 1500 ليرة لكنه ما زال منخفضا كثيرا عن سعر السوق الموازية.
وجرى تداول الدولار عند حوالي 20 ألف ليرة في السوق الموازية اليوم الأربعاء.
في المقابل عجزت الحكومة حتى اللحظة من وضع آلية تنفيذية للبطاقة التمويلية التي أقرها مجلس النواب منذ أكثر من شهرين لتكون بديلاً يدفع بالدولار عن رفع الدعم وسط تخبط في تأمين التمويل لها.
aXA6IDE4LjIyMi4xNjMuMTM0IA== جزيرة ام اند امز