كيف انقضت "الإخوان" على ثروات ليبيا؟.. إرهابيون في "المصرف الخارجي"
ما إن تنفست ليبيا الصعداء، بتشكيل حكومة جديدة وبدء إعادة توحيد المؤسسات حتى ظهرت نوايا الإخوان الخبيثة في السيطرة على ثروات البلاد.
الصديق الكبير محافظ مصرف ليبيا المركزي والقيادي الإخواني بامتياز، تبنى صفقة، أعاد بموجبها عناصر تنظيم الإخوان للسيطرة على ثروات ليبيا من بوابة المصرف الليبي الخارجي.
وأعاد الصديق الكبير، الأحد، تشكيل لجنة إدارة مؤقتة لمصرف ليبيا الخارجي، مسندا المناصب الجديدة إلى قيادات إخوانية وإرهابية، حاولت في وقت سابق السيطرة على مؤسسات الدولة بالاستعانة بمليشيات مسلحة.
وأسند القرار، رئاسة لجنة الإدارة المؤقتة للمصرف إلى محمد علي الضراط، وخالد القنصل نائبًا له، وبعضوية أحمد العبار، وأحمد المنتصر الميهوب، ومصطفى المانع، وعلمان عبدالقادر، وخالد الحامي.
ونصت المادة الثانية من القرار على تكليف أكرم خليفة محمد القريو مديراً عاماً للمصرف الليبي الخارجي، فيما نصت المادة الأخيرة على أن تقوم لجنة الإدارة المؤقتة للمصرف بتقديم تقرير شهري لإدارة الرقابة على المصارف والنقد عما اتخذته من إجراءات لمعالجة المشاكل التي يعانيها المصرف.
قرار الصديق الكبير، جاء بعد شروع مجلس النواب الليبي في فتح باب الترشح للمناصب السيادية، والذي يقضي في نهايته إلى تغيير الصديق الكبير، الذي تتهمه دوائر ليبية كثيرة بأنه يعمل لصالح تمكين تنظيم الإخوان من ثروات الليبيين.
وبدأت لجنة استلام وفرز ملفات المترشحين للمناصب القيادية بالوظائف السيادية والمشكلة بقرار رئيس مجلس النواب، في الأول من أبريل/نيسان الجاري، قبول ملفات المترشحين للمناصب والتي من بينها منصب محافظ مصرف ليبيا المركزي، ونائب محافظ مصرف ليبيا المركزي وعضو مجلس إدارة مصرف ليبيا المركزي.
لكن ما هي أهمية المصرف الليبي الخارجي، وما تأثيره على الأوضاع في ليبيا؟ ومن هم عناصر تنظيم الإخوان الذين سلمهم الصديق الكبير، مفاتيح ثروات البلاد؟
تأسس المصرف الليبي الخارجي (LFB) في عام 1972 في العاصمة طرابلس كمصرف أجنبي عربي ليبي، وفي عام 2005 تم تغيير اسمه إلى المصرف الليبي الخارجي، وكان أول مؤسسة مصرفية خارجية في ليبيا مرخصة للعمل على المستوى الدولي.
واحتل في العام 2017، المرتبة الأولى عربيًا والرابعة أفريقيا ضمن قائمة أكبر 100 مصرف في أفريقيا بحسب رأس المال الأساسي.
ويبلغ رأس مال المصرف 4.46 مليار دولار وتصل موجوداته إلى 23.7 مليار دولار ومعدل كفاية رأس المال 27.8%، بحسب مجلة اتحاد المصارف العربية في عددها الصادر في العام 2017.
أما عن أعضاء لجنة إدارة المصرف الليبي الخارجي والذين كشفت تقارير صحفية عن "ماضيهم الأسود" في السيطرة على ثروات ليبيا، فهم:
محمد الضراط
الرئيس الجديد للجنة إدارة المصرف الخارجي محمد علي الضراط، شخصية إخوانية من مصراتة، وداعم كبير للميليشيات المسلحة، ويحمل الجنسية الأمريكية.
قضى معظم حياته خارج ليبيا بسبب معارضته للنظام السابق، إلا أنه عاد بعد الإطاحة بالقذافي وفاز في انتخابات 2012 عن مصراتة ليصبح عضوًا في المؤتمر الوطني، ورئيس اللجنة المالية فيه، كما شارك بملتقى الصخيرات في عام 2015 بالمغرب.
وتمكن الضراط في العام 2016 بمساعدة عناصر مسلحة من السيطرة على مقر محفظة ليبيا أفريقيا الاستثمارية في العاصمة طرابلس، ونصب نفسه بالقوة مديرًا للمحفظة التي تدير أصولًا بحوالي 5 مليارات دولار، مدعيًا أنه يستمد شرعيته من رئيس اللجنة التسييرية الذي أصدر قرار تعيينه.
لكن رئيس اللجنة التسييرية للاستثمارات الليبية الدكتور علي محمود، أعلن بطلان هذا التعيين، معتبرًا أن القرار فردي وباطل، مهددًا باتخاذ كافة الإجراءات القانونية بالخصوص، الأمر الذي أفشل جهود الضراط.
خالد القنصل
ولد في 13 أغسطس 1973، بمدينة غريان غربي ليبيا، وهو أحد أعضاء تنظيم الإخوان في ليبيا، وأحد المستشارين الماليين للتنظيم في ليبيا، كما أنه مقرب من لوبي الإخوان في مصرف ليبيا المركزي وأبرزهم مصطفى المانع (أحد أعضاء اللجنة الجدد).
أقيل في عام 2018 من منصبه رئيسًا لشركة الاستثمارات الخارجية الليبية، بعد عام واحد من توليه منصب، لتورطه في قضايا فساد، والسطو على الاستثمارات الليبية.
تولى عضويات مجالس إدارات شركات، منها مجلس إدارة الأردن دبي الإسلامي، وشركة الاتحاد الإسلامي للاستثمار، وعضو مجلس إدارة بنك صفوة الإسلامي.
أحمد العبار
ينحدر العبار من مدينة بنغازي شرقي ليبيا، إلا أنه بعد عام 2011، انتمى إلى تنظيم الإخوان في ليبيا، ما أهله لشغل حيز في المشهد السياسي في السنوات الماضية؛ إذ كان عضوًا بالمجلس الانتقالي السابق وأحد المشاركين في الحوار السياسي الليبي بمدينة الصخيرات المغربية.
وبعد وصول حكومة الوفاق إلى سدة الحكم، كان العبار من المدافعين عنها بشدة، إلا أنه توارى عن المشهد السياسي، واكتفى بالمكافآت التي كان الصديق الكبير يغدقها عليه من حين لآخر.
أحمد المنتصر الميهوب
حافظ الميهوب المعروف عنه تماشيه مع توجهات تنظيم الإخوان المسلمين على عضويته باللجنة الجديدة.
وكان الصديق الكبير، اختار في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، الميهوب، عضوا بلجنة الإدارة المؤقتة للمصرف الليبي الخارجي، والتي أجرى بها تغييرات بعد نحو شهر من صدور أمر من مكتب النائب العام بضبط وإحضار المدير العام السابق للمصرف الليبي الخارجي محمد محمد علي بن يوسف.
مصطفى المانع
قيادي إخواني بارز في التنظيم، وكان عضوًا في مجلس إدارة المؤسسة الليبية للاستثمار، حتى أطاح به فايز السراج رئيس حكومة "الوفاق" السابقة، في 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، في خطوة أثارت غضب عدد من قيادات تنظيم الإخوان المسلمين، بينهم الصديق الكبير.
وكان آخر ظهور للمانع رفقة الصديق الكبير خلال أمسية حافلة مع رجال أعمال أتراك في ضواحي إسطنبول، فيما بدا الكبير وهو يردد عبارة "تشكرات تشكرات" لمضيفه التركي والمانع يسير خلفه خطوة بخطوة.
وسهل المانع إصدار جواز سفر خاص بامتيازات دبلوماسية لمنسق العمليات بين تنظيم داعش وجماعة أنصار الشريعة الإرهابية عماد الشقعابي بصفة مزورة (مستشار بالمؤسسة الليبية للاستثمار).