"ثم سقط المطر الأسود".. ذكريات الناجين من هيروشيما تلهم فيلمًا جديدًا
تزامنا مع ذكرى انتهاء الحرب العالمية الثانية التي شهدت المآسي الأكبر بالتاريخ، شكلت مذكرات القس الياباني كيوشي تانيموتو، التي تروي فظائع عانى منها اليابانيون، مصدرا لفيلم يتناول هذه المأساة.
ووفقا لصحيفة "الغارديان" البريطانية، يجري حاليًا إنتاج فيلم روائي طويل عن هيروشيما، مستوحى من مذكرات غير منشورة لياباني شهد الدمار الذي لحق بالمدينة بعد إسقاط القنبلة الذرية في عام 1945.
- "مروض الأعداء".. رحيل الدبلوماسي الأمريكي بيل ريتشاردسون
- روسيا تستدعي "الحرب العالمية الثانية".. رسائل "شديدة" لليابان
وعثرت كاتبة السيناريو الأمريكية إليزابيث بنتلي على المذكرات الشخصية لكيوشي تانيموتو التي تمتد في 230 صفحة في أرشيف أمريكي.
وتمكن تانيموتو، القس المسيحي، من النجاة من القنبلة لأنه كان ينقل خزانة ملابس كبيرة إلى مدينة أخرى على عربة عندما تم قصف هيروشيما.
وفي مذكراته، أشار تانيموتو إلى أنه عندما رأى الدمار لأول مرة من على بعد ميلين، بدأ بالشك في حواسه: "فقد كانت المدينة بأكملها مغطاة بالغيوم الداكنة وكانت الحرائق تندلع في اتجاهات مختلفة، فيما بدأت قطرات المطر الأسود، بحجم التوت، في التساقط".
ويقول إنه عند عودته إلى المدينة، واجه "عالمًا لم يشهده من قبل أو حتى دار بخياله. فقد هبت رياح ساخنة بالغة القوة، وشكلت زوبعة، وحملت كل شيء في الهواء. وكانت شظايا الحديد الساخنة والألواح المحترقة تتصاعد في الهواء. هذه الزوبعة، جعلتني أمشي على الجدران. وحملتني لسبعة أو ثمانية أقدام، كما لو كنت أسبح في الهواء.. وللحظة، لم أستطع التنفس".
وأضاف: "كانت القنبلة الذرية سلاحًا مرعبًا، لكن روح الإنسان القتالية هي التي جعلت الحرب أكثر فظاعة".
اكتشف بنتلي مذكرات تانيموتو - وهي ترجمة باللغة الإنجليزية - في مكتبة بينيكي للكتب النادرة والمخطوطات في جامعة ييل بولاية كونيتيكت.
وكانت هذه المذكرات من بين أوراق جون هيرسي، الحائز على جائزة بوليتزر الأمريكية والذي توفي عام 1993. والذي حصل عليها من تانيموتو عندما ذهب إلى هيروشيما بعد 8 أشهر من إلقاء القنبلة النووية وألف كتابه "هيروشيما"، وهي رواية واقعية عن الناجين في عام 1946.
توفي تانيموتو في عام 1986 عن عمر يناهز 77 عاماً، وتشكل مذكراته "مصدر الإلهام الرئيسي" للفيلم المقبل "ما يفرقنا"، والذي سيعكس الفظائع التي عانى منها المدنيون اليابانيون العاديون، في الوقت الذي يتناول وحشية القوات اليابانية تجاه أعدائهم.
وقال بنتلي: "مذكرات تانيموتو قدمت صورة واضحة لما شعر به المواطنون اليابانيون العاديون. أرى هذا الرجل يحاول جاهدا نقل تجربته عبر نقل التفاصيل المرعبة".
ويأتي الفيلم الجديد بعد نجاح فيلم أوبنهايمر، وهو فيلم عن السيرة الذاتية للرجل الذي صنع القنبلة التي أسقطت على هيروشيما.
يشار إلى أن عددا من الأفلام الوثائقية تناولت سقوط القنبلة على هيروشيما وناغازاكي، كان أبرزها الفيلم الوثائقي "اليوم التالي للثالوث" الذي أُنتج عام 1981 ورشح كذلك لجائزة أوسكار أفضل فيلم وثائقي.
وفيلم "محاكمات جي روبرت أوبنهايمر"، وهو وثائقي آخر أنتج عام 2008 وجمع بين التاريخ والسيرة الذاتية، وسعى صانعوه للإجابة عن بضعة أسئلة أهمها: لماذا انقلبت أمريكا على أوبنهايمر بعدما كان يُنظر إليه باعتباره بطلا قوميا.
وفيلم "هيروشيما: التداعيات"، وتضمن الفيلم روايات عشرات شهود العيان سواء شفهيا أو عبر الإشارة إلى الوثائق التاريخية من كل من المواطنين اليابانيين والأمريكيين.
وفيلم "الضوء الأبيض/المطر الأسود: تدمير هيروشيما وناغازاكي"، الذي صدر عام 2007 وهو أحد أفلام "إتش بي أو" الوثائقية.