تصاعد الدخان الأسود من مدخنة كنيسة سيستين مساء الأربعاء، دلالة على أن التصويت الأول للكرادلة لم يسفر عن انتخاب بابا جديد.
شهدت كنيسة سيستين في مدينة الفاتيكان، مساء الأربعاء، تصاعد دخان أسود من مدخنتها الضيقة، في مؤشر صريح على أن الاقتراع الأول الذي أجراه الكرادلة المشاركون في الاجتماع المغلق لم يفضِ إلى انتخاب البابا الجديد الذي سيقود الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، والتي تضم قرابة 1.4 مليار تابع حول العالم.
وتجمّع آلاف الأشخاص في ساحة القديس بطرس يترقّبون النتيجة المعلنة عبر الدخان المنبعث من المدخنة المرتفعة فوق الكنيسة، بعد يوم طويل من الطقوس الكنسية المعتمدة منذ قرون.
تقليد تاريخي يحكم اختيار الحبر الأعظم
يعتمد الكرادلة في اجتماعهم المغلق على وسيلة وحيدة للإشارة إلى نتيجة الاقتراع، تتمثّل في لون الدخان الناتج عن حرق بطاقات التصويت. فإذا كان التصويت غير حاسم، يتصاعد دخان أسود. أما في حال تم انتخاب بابا جديد، فيصعد دخان أبيض وتقرع أجراس الكنيسة، إعلانًا عن اختيار الحبر الأعظم رقم 267 في تاريخ الكنيسة.
جدير بالذكر أن المجمع المقدس نادرًا ما ينجح في حسم الاقتراع من اليوم الأول منذ قرون، وقد يمتد التصويت لأيام حتى يتمكن أحد الكرادلة من نيل ثلثي الأصوات المطلوبة.
مجمع انتخاب البابا: عزلة تامة وطقوس صارمة
كان الكرادلة الكاثوليك قد دخلوا صباح الأربعاء إلى الكنيسة، مغلقين خلفهم الأبواب الخشبية الثقيلة، ليبدأوا مجمعهم السري لاختيار خليفة للبابا فرنسيس، الذي وافته المنية الشهر الماضي.
وفي مشهد يحمل رمزية دينية وتاريخية، دخل 133 كاردينالًا بخطى بطيئة إلى كنيسة سيستين، وأدوا القسم في حضرة جدارية "يوم الحساب" الشهيرة التي رسمها الفنان مايكل أنجلو، وسط أجواء ذات طابع كنسي تقليدي.
إعلان اللاتينية وانطلاق الاقتراع
أعلن رئيس الأساقفة دييجو رافائيلي، كبير مسؤولي المراسم في الفاتيكان، بصيغة لاتينية العبارة التقليدية "إكستراآمِنِس!" والتي تعني "اخرجوا جميعًا!"، طالبًا من كل من لا يشارك في المجمع المغلق مغادرة المكان.
بعدها أُغلقت أبواب الكنيسة بالكامل، ليبدأ أول اقتراع رسمي في العملية المعقدة لاختيار البابا الجديد. وقد شهد الأربعاء تصويتًا واحدًا فقط، على أن تُستأنف العملية في الأيام التالية، حيث قد تُجرى حتى أربع جولات تصويت في اليوم الواحد.