ورقة نقدية بقيمة "مليون".. عجائب التضخم في فنزويلا
وسع البنك المركزي الفنزويلي نظامه النقدي من خلال إصدار 3 أوراق نقدية جديدة؛ منها واحدة تبلغ قيمتها مليون بوليفار، في ظل التضخم الجامح.
وتتراوح قيمة الأوراق النقدية الجديدة بين 200 ألف و500 ألف ومليون بوليفار، وسيبدأ التداول بها تدريجياً اعتباراً من 8 مارس/آذار 2021 من أجل "تلبية حاجات الاقتصاد الوطني"، وفق لما أعلنه البنك.
لكن هذه الأوراق مجتمعة لا تمثل ما يعادل دولارا أمريكيا الذي يستبدل حاليا بـ1,88 مليون بوليفار.
ويبلغ سعر كيلوجرام من الطماطم و8 قطع خبز و250 ملّيلتر صودا أو صابون رديء النوعية، نحو مليون بوليفار في اقتصاد فنزويلي يعاني للسنة الرابعة من التضخم المفرط الذي وصل إلى نحو 3000% في 2020.
وتم استبدال البوليفار عمليا بالدولار الذي أصبح العملة الفعلية في فنزويلا.
في المتاجر، تعرض الأسعار بالدولار ويتم الدفع بالعملات الأجنبية، ولكن من أجل الدفع بالعملة المحلية، يستخدم السكان المحليون عادة بطاقة ائتمان أو يجرون تحويلا مصرفيا.
وتستخدم غالبية البوليفار الورقي في وسائل النقل العام.
في العام الماضي خسرت عملة البوليفار 95.7% من قيمتها، ثم تدهورت مجددا مطلع 2021 لتفقد 38,14%، ولم تعد صالحة إلا لغرض واحد.
وأمام هذا التدهور المتواصل في عملتهم والتضخم الخارج عن السيطرة، يلجأ الفنزويليون أكثر فأكثر إلى استخدام الدولار.
وتعززت أزمة الثقة هذه بالعملة المحلية جراء أسوأ أزمة اقتصادية تعيشها فنزويلا في تاريخها الحديث.
وانخفض إجمالي الناتج الداخلي في هذا البلد الأمريكي اللاتيني، الذي كان من بين أكثر دول القارة ازدهاراً، إلى النصف بين 2013 و2019.
ماذا يشتري البوليفار؟
وأمام هذا الربط غير الرسمي للاقتصاد بالدولار، يضطر التجار لاستخدام طرق الدفع الإلكترونية حصراً لكل المبيعات بالبوليفار، حتى ولو كان ذلك مقابل رغيف خبز فقط.
في التنقلات الداخلية في البلاد، تتقاضى حافلات النقل بين المدن رسومها بالبوليفار عبر كافة طرق الدفع الإلكترونية، خصوصاً عبر الهواتف الذكية.
لكن هذا النوع من التحويلات المالية الذي يستلزم أن يكتب الشخص رقم هويته ثم كلمة مرور، يبدو من المستحيلات في حافلات العاصمة المكتظة، حيث لا يزال عدد من يستقلونها كبيراً على الرغم من تفشي وباء كوفيد-19.
وتعهد الرئيس نيكولاس مادورو، الذي اعتبر بنفسه أن ربط الاقتصاد بالدولار يشكل "صمام أمان" أمام العقوبات الأمريكية، بوضع نظام دفع إلكتروني للحافلات في العاصمة.
ويشير مكتب "إيكو أناليتيكا" إلى أن نصف السكان لا يملكون إمكانية للحصول على الدولار بشكل دوري، على الرغم من أن 65,9% من التحويلات التجارية في فنزويلا تتم بالدولار.
وتضخّم هذه الظاهرة يزيد الهوة الاجتماعية بحسب كاسيك، مع العلم أن 4 من كل 5 فنزويليين لا يحصلون على عائدات تكفيهم لشراء الطعام، وفق دراسة أعدتها الجامعات الرئيسية في البلاد.