إيقاف مالك قناة "الحياة".. 4 تهم ثقيلة أمام قضاء الجزائر
شهدت "قضية" قناة "الحياة" الجزائرية الخاصة تطورات جديدة ومتسارعة في الساعات الأخيرة وانتقلت إلى أروقة المحاكم.
حيث أوقف الأمن الجزائري في وقت متأخر من، مساء السبت، هابت حناشي مالك قناة "الحياة" الجزائرية الخاصة، والمعارض السياسي نور الدين آيت حمودة على خلفية التصريحات التي أدلى بها الأخير على القناة الخاصة والتي اعتبرت "مسيئة لرموز الدولة وتجاوزا للخطوط الحمراء الخاصة بحرية التعبير".
- وقف بث قناة "الحياة".. لإذاعتها برنامجا "مسيئا" لرموز الجزائر
- بعد جدل "عقوبة تارك الانتخابات".. الجزائر تحسم "الفتوى المفتعلة"
ومثُل المعنيان، الأحد، أمام وكيل الجمهورية بحكمة "سيدي أمحمد" في الجزائر العاصمة، عقب الدعوى القضائية التي رفعها ضدهما "39 شخصاً" يمثلون عائلات وأحفاد الشخصيات التاريخية التي هاجمها "آيت حمودة"، وتأسس فيها 5 محامين.
وتوقعت هيئة الدفاع عن عائلات الشخصيات التاريخية والثورية أن يوجه القضاء الجزائري 4 تهم ثقيلة للمعارض السياسي ومالك ومدير قناة "الحياة"، وهي "الاعتداء على رموز الأمة والثورة، والإساءة لرئيس جمهورية سابق (هواري بومدين)، وسب وشتم وقذف، وخطاب الكراهية والتمييز بين الشعب الواحد".
ولم يستبعد الحقوقيون الذين تأسسوا في القضية أن تلتحق وزارة "المجاهدين" (قدماء المحاربين) بالأطراف المدنية التي ترفع دعوى قضائية ضد المتهمين الاثنين وفقاً لقانون "المجاهد والشهيد" الذي يجرم الإساءة للرموز التاريخية الجزائرية.
والاثنين الماضي، قررت السلطات الجزائرية، وقف بث قناة خاصة بشكل مؤقت على خلفية بثها برنامجاً "مسيئاً لرموز الدولة" لمدة أسبوع واحد مع سحب الاعتماد منها مؤقتاً لنفس الفترة.
وصدر القرار عن "سلطة ضبط السمعي البصري"، وهي هيئة حكومية تابعة لوزارة الاتصال (الإعلام) مهمتها مراقبة برامج ومضامين القنوات التلفزيونية الجزائرية المحلية ومدى مطابقتها لقوانين الجمهورية، خصوصاً ما تعلق منها بقوانين الإعلام والعقوبات والسلم والمصالحة الوطنية وتجريم خطاب الكراهية.
وأصدرت الهيئة الحكومية قرارا بتعليق بث قناة وجميع برامج قناة "الحياة" الخاصة لمالكها "هابت حناشي" اعتبارا من الأربعاء المقبل، وإلى غاية 29 من الشهر الحالي، مع توجيه إنذار للقناة هو الرابع من نوعه ضدها، وسحب الاعتماد منها بشكل مؤقت.
وبحسب بيان عن "سلطة ضبط السمعي البصري" الحكومية، اطلعت "العين الإخبارية" على تفاصيله، فقد جاء القرار "بعد دراستها للبرنامج الذي بثته قناة الحياة يوم 18 يونيو/حزيران الماضي واستضافت فيه النائب السابق نور الدين آيت حمودة الذي يدّعي أنه باحث في تاريخ الثورة الجزائرية وأرشيفها".
وأوضح البيان أن ضيف البرنامج "لا يملك الكفاءة اللازمة التي تسمح له بالفصل في حقائق تاريخية جعلته يقع في أخطاء وتناقضات مست بذاكرة الأمة في وقت يتهيأ فيه كل الجزائريين إلى الاحتفال بالذكرى الـ59 للاستقلال".
من جانبها، قررت وزارة الاتصال (الإعلام) الجزائرية سحب اعتماد قناة "الحياة" الخاصة مؤقتاً خلال نفس المدة.
قضية رأي عام
وتحولت تصريحات النائب البرلماني السابق والمعارض نور الدين آيت حمودة خلال استضافته، منذ نحو أبوعين في برنامج خاص على قناة "الحياة" إلى قضية رأي عام، وأثارت جدلا واسعاً في البلاد، وسط اتهامات رسمية وشعبية للمعارض وللمحطة بـ"الإساءة والتجريح لرموز وشهداء الدولة الجزائرية".
وكان آخر المنتقدين، الكاتب والروائي الجزائري واسيني الأعرج، الذي رد، الأحد، على ادعاءات وتصريحات المعارض آيت حمودة التي أدلى بها للمحطة التلفزيونية المحلية.
ووصف "الأعرج" المعارض السياسي بـ"الجاهل والواهم والشعبوي المقيت"، واستغرب متسائلا في منشور تناقلته وسائل الإعلام المحلية: "هل بدأت حرب الرموز أم هي مجرد شعبوية معهودة يلعب عليها آيت حمودة غير مُقدر لامتداداتها".
ووصف الروائي الجزائري تصريحات المعارض بـ"التدمير المنظم" وتساءل عن الأطراف التي تقف ورائه والغرض منها.
وأدلى المعارض بتصريحات خطرة وغير مسبوقة، اتهم فيها عدة شخصيات تاريخية جزائرية بينها "الأمير عبد القادر" وهو مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة بما أسماه "بيع الجزائر لفرنسا من خلال إمضاء اتفاقية التافنة"، كما اتهم الرئيس الراحل هواري بومدين (1965 – 1978) بـ"الخيانة" على حد زعمه.
واضطرت المحطة المحلية لحذف المقابلة الصحفية مع المعارض نور الدين آيت حمودة من منصاتها عبر مواقع التواصل، كما أصدرت بياناً "توضيحياً" موقعاً من "هابت حناشي" مالكها الذي أدار المقابلة الصحفية أيضا.
وتبرأ بيان القناة التلفزيونية من تصريحات الشخصية المعارضة وبأنها "لا تمثل وجهة نظر القناة أو مقدم البرنامج"، واعتبر أنه من حق عائلة الأمير عبد القادر أو شخصيات أخرى الرد على مزاعم النائب البرلماني السابق.
ومنذ انطلاق الحملة الانتخابية الخاصة بالانتخابات التشريعية المسبقة التي جرت في 12 يونيو/حزيران الماضي، أثارت أيضا قناة "الحياة" الخاصة جدلا واسعاً في الجزائر، وطالتها انتقادات شعبية ومن سياسيين على ما اعتبروه "تحويل القناة إلى بوق إخواني".
وتداول جزائريون عبر منصات التواصل فيديوهات وصور لتركيز المحطة التلفزيونية على "انتقاء ضيوفها في البرامج من جماعة الإخوان"، ولجأت في الأيام الأخيرة من عمر الحملة الانتخابية إلى استضافة الإخواني عبد الرزاق مقري رئيس ما يعرف بـ"حركة مجتمع السلم" بشكل متكرر وشبه يومي.