مسلمو أوروبا يقاطعون مؤتمرا إخوانيا بعد فضائح تمويلات قطر

الصحيفة أرجعت سبب مقاطعة المسلمين للمؤتمر إلى الفضائح التي طالت طارق رمضان حفيد مؤسس الإخوان.

قاطع مسلمو أوروبا مؤتمرا إخوانيا يسمى "التجمع السنوي للمسلمين"، والذي يعد أحد أكبر الملتقيات السنوية لهم، وينظمه عناصر إخوانية في فرنسا.

وجاءت تلك المقاطعة على خلفية فضائح طارق رمضان، حفيد مؤسس الإخوان، وما كشفه كتاب "أوراق قطر" عن حجم التمويل الذي يتلقاه إخوان فرنسا من أموال مؤسسة "قطر الخيرية".

وسلطت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية على التجمع السنوي للمسلمين، الذي ينظمه منظمة "مسلمي فرنسا" المحسوبة على تنظيم الإخوان الإرهابي في أوروبا، موضحة أن التجمع هذا العام الذي يجرى بين 19 إلى 22 أبريل/نيسان في بورجيه، لم يلقَ رواجاً بعد مقاطعة عدد كبير من مسلمي أوروبا للمؤتمر الذي يكافح للبحث عن جمهور.

• "أوراق قطر".. كتاب جديد يفضح تمويل الدوحة للإرهاب في أوروبا
• بالوثائق.. مؤلف "أوراق قطر" يفضح أنشطة "الحمدين" المشبوهة بأوروبا

وتحت عنوان "في بورجيه، تجمع سنوي للمسلمين يبحث عن جمهور"، أوضحت الصحيفة أن مسلمي فرنسا أخذت مسافة من الفعاليات التي ينظمها الإخوان في باريس، بعد الفضائح المتتالية التي تلاحقهم، لا سيما بعد اتهام أحد قادتهم وأبرز الوجوه، طارق رمضان حفيد مؤسس الإخوان، المتهم في قضايا اغتصاب عدة في فرنسا وسويسرا".

وتابعت "السبب الآخر، بعدما كشف الصحفيان جورج مالبرنو، وكريستيان شينو في كتاب "أوراق قطر" عن حجم التمويل الذي يتلقاه هذا التنظيم من قطر".

ويواجه الإخوان في فرنسا تحديًا في الآونة الأخيرة، بعد التحقيق الاستقصائي الذي أجراه الصحفيان الفرنسيان وكشفا عن التمويل السخي الذي قدمته قطر إليهم، حيث تخطى عشرات الملايين من اليوروهات.

وأوضحت الصحيفة أنه "في مدخل المؤتمر، تجد كل من منظمي المؤتمر يحمل حقيبة في محاولة لجمع تبرعات لتمويل المساجد، وخارج الساحة المقام فيها الفعاليات تجد المنظمين يحاولون إقناع العائلات الرافضة لدخول المؤتمر، المقام في أرض المعارض في بروجيه بإقليم "سان سانت دوني"، الذي يعقد كل عام في نهاية أسبوع عيد الفصح".

وعلى الرغم من أن المؤتمر معلن عنه منذ أشهر، ويقام كل عام بحشد عدد كبير من مسلمي أوروبا، إلا أنه هذا العام يفتقد المؤتمر للجمهور، وسط مقاطعة الجميع وبدا ذلك واضحاً خلال فعالياته.

ونقلت الصحيفة عن مصدر وصفته بالموثوق أن "عدد المشاركين في المؤتمر هذا العام منخفض جداً، شبه منعدم، فيما بلغ عدد المشاركين العام الماضي وفقاً للموقع الرسمي لمنظمة مسلمي فرنسا (اتحاد منظمات مسلمي فرنسا سابقاً، الفرع الفرنسي لتنظيم الإخوان) أكثر من 70 ألف زائر.

وأضاف "هذا التجمع يجذب العديد من مسلمي أوروبا كل عام إلا أن هذا العام أصبح عاطلاً عن العمل وسط مقاطعة مسلمي أوروبا بعدما فضح أمره".

عزوف مسلمي أوروبا

ووفقاً للصحيفة الفرنسية، فإن فعالية هذا العام من المفترض أن تسمى "مستقبل بناء"، ولكن هذا العام من المفترض أن يتم وضعها تحت شعار "مستقبل لن يبدو أكثر إشراقًا"، مشيرة إلى أن الفعاليات تلتها اجتماعات متفجرة للغاية، لاسيما أحدهما كان الأكثر جدلاً واحتداماً مثل تلك التي خصصت يوم السبت للسياسة الأمنية.

وتابعت الصحيفة: "حتى إن أحد قادة المنظمة مروان محمد، كان يناضل من أجل حشد الجمهور في قاعة المؤتمرات الكبرى حول موضوعه المفضل وهو دمج المسلمين في المجتمع الفرنسي، ولكن دون جدوى لم يحضر أحد".

وأشارت "ليبراسيون" إلى أنه "قبل بضع سنوات، كانت هذه القاعة مكتظة عندما يدخل إليها طارق رمضان"، موضحة أن هذا المؤتمر خسر أحد أوجهه البراقة الخادعة الذي كان يروج له وهو طارق رمضان، وذلك بعد اتهامه في ثلاث لوائح اتهام بالاغتصاب في فرنسا وسويسرا".

وأوضحت الصحيفة أنه "لم يعد المفكر السويسري (طارق رمضان) له رائحة القداسة التي كان يدعيها لدى مسلمي فرنسا الذين نأوا بأنفسهم وقاطعوا بورجيه".

الإخوان يخسرون شعبيتهم

ورغم سقوط قناع طارق رمضان، فسّر أحد المقربين من الإخوان أن سبب مقاطعة مسلمي أوروبا للفعالية هو أن "قادة منظمة اتحاد منظمات مسلمي فرنسا لم يتغيروا، رغم أن المنظمة بدلت اسمها إلى اتحاد مسلمي فرنسا".

وأضاف: "أحد الأسباب أيضاً هو فشل المنظمة في تجديد مسؤوليها كما عانت من نزيف فقدانها الشباب الذين انضموا إليها خلال العقد الماضي".

صدمة كرايستشيرش

والسبب الثالث عن عزوف المشاركين، بحسب الصحيفة، هو السياق العالمي الذي أصبح لا يشجع مسلمي فرنسا على الوثوق بهم مرة أخرى، لا سيما عقب الهجوم الإرهابي على مسجدين في كريستشيرش بنيوزيلندا في 15 مارس/آذار الماضي، حيث دعا مسلمو فرنسا مصطفى فاروق، رئيس مجتمع نيوزيلندا، لتكريم ضحايا الهجوم الخمسين ولكنهم لم يفعلوا آنذاك.

كما أن الفعالية تجنبت عمدا وسائل الإعلام، ودعت عددا قليلا منهم حتى يتسنى لهم الحديث بحرية، فيما دعا رئيس منظمة مسلمي فرنسا، عمار الأصفر، الحكومة الفرنسية لإصدار قانون ضد الإسلاموفوبيا.