كيف تواجه مصر شائعات الإخوان الإرهابية؟
"حرب الجيل الرابع تستخدم ضد المصريين الهدف منها سقوط الدولة، وهو ما لن يحدث".. كانت تلك أبرز كلمات الرئيس المصري ردا على شائعات الإخوان.
ورغم مرور 7 سنوات على هذه الكلمات التي قالها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في المناورة بدر 2014، إلا أنها ما زالت تلخص منهج جماعة الإخوان الإرهابية، في استخدام الشائعات والأكاذيب كمحور أساسي لإثارة الفوضى وزعزعة الاستقرار.
ومنذ ذلك الحين، لم تكتف اللجان الإلكترونية التابعة للتنظيم الإرهابي بنشر الأخبار المضللة والأكاذيب عن مؤسسات الدولة المصرية، لكنها تمادت في استغلال أزمات إنسانية، فلم تردعها أزمة كورونا (كوفيد-19)، أو يلجمها أعداد الوفيات والإصابات.
وفي تصريحات خاصة، كشفت نعايم سعد زغلول، رئيسة المركز الإعلامي بمجلس الوزراء المصري لـ"العين الإخبارية"، طرق وآليات لجان الإخوان الإلكترونية، التي تستخدمها في نشر الشائعات المغرضة، وكيفية تصدي الدولة المصرية لمروجيها، لا سيما في ظل أزمة عالمية غير مسبوقة.
وقالت "زغلول" إن "الجماعات والعناصر والمؤسسات الإعلامية المعادية للدولة يصرون على إحداث نوع من عدم الاستقرار الداخلي وتفكيك وحدة المجتمع وتماسكه وإثارة بلبلة الرأي العام، حيث يتبعون طرقا وآليات متعددة ومختلفة للترويج للشائعات وخداع المواطنين، لا سيما الشائعات التي تمس حياتهم المعيشية واليومية بشكل مباشر".
وسائل إرهابية
وعددت المسؤولة الحكومية وسائل اللجان الإلكترونية الإرهابية في نشر الشائعات بقولها: رصدنا إنشاء حسابات وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي لمسؤولين أو لجهات حكومية واستغلالها في نشر أخبار ومعلومات غير صحيحة، ونسب تصريحات خاطئة ومعلومات مثيرة للجدل لوزراء ومسؤولين.
وأضافت: أيضا يتم تداول فيديوهات وصور مفبركة لا تمت للواقع بصلة، ونسبها لجهات رسمية بعد اقتطاعها من سياقها، بالإضافة استغلال "الشعار" الخاص بالمواقع الإلكترونية الموثوقة لنشر وفبركة أخبار غير صحيحة.
وأوضحت أن "حجم الشائعات تزايد بشكل ملحوظ ولافت بداية من عام 2020 مقارنة بالأعوام السابقة عليه، بسبب أزمة انتشار فيروس كورونا وتداعياتها على مختلف القطاعات"، لافتة إلى أن مروجي الإشاعات استغلوا المناخ العام للأزمة الإنسانية للترويج للأخبار الكاذبة والمضللة".
بُعد آخر لفتت له "زغلول" إلى جانب أزمة كورونا، وهو حجم الإنجازات التي تحققت في مختلف المجالات خلال عام 2020، والتي تحاول الجماعة الإرهابية تشويهها.
النصيب الأكبر لكورونا
ووفق آخر حصاد أصدره المركز الإعلامي لمجلس الوزراء عن مواجهة الشائعات في عام 2020، فإن الشائعات المتعلقة بجائحة كورونا استحوذت على النسبة الأكبر من إجمالي عدد الشائعات على مدار عام 2020، والتي بلغت 51.8% من إجمالي عدد الشائعات التي تم الرد عليها والمتعلقة بمختلف المجالات الأخرى.
كما أوضح التقرير أن عام 2020، كان من أكثر السنوات استهدافاً بالشائعات على مدار الأعوام الستة الماضية، بنسبة بلغت 29.9%، مقابل 2.3% في 2014.
وعلقت المسؤولة المصرية: هذه النسبة تعكس كثرة الشائعات التي تم تداولها على مدار العام وحجم انتشارها السريع، واستغلال بعض الجهات والمنصات والمؤسسات الإعلامية المعادية للدولة لأزمة كورونا.
وجاء قطاع الصحة في مقدمة القطاعات الأكثر استهدافاً بشائعات كورونا على مدار عام 2020 بنسبة 51.4%، يليه قطاع التعليم ثم الاقتصاد، كل منهما بنسبة 18.1%.
ومن أبرز الشائعات التي روجها الذباب الإلكتروني المجند، وفق المسؤولة المصرية، كان أغلبها متعلقا بجائحة كورونا، مثل شائعة وجود عجز في أجهزة وحدات الرعاية المركزة أو مستلزماتها بالمستشفيات الحكومية، وشائعة توزيع كمامات مصنعة من مواد غير طبية بمستشفيات العزل الصحي، وكذلك شائعة نشر الحكومة لافتات إعلانية تحمل عبارة "الخطر يقترب" لإثارة الهلع بين المواطنين.
"نقف بالمرصاد"
وترى مديرة المركز الإعلامي لمجلس الوزراء أن "الشائعات حاليا أصبحت أكثر تعقيداً من ذي قبل كما أنها تأخذ أنماطاً وطرقاً متعددة للترويج لها"، مدللة على ذلك بقولها "رصدنا انتشار شائعات بعد نفيها وتوضيح حقيقتها للرأي العام سرعان ما تعود للتداول والانتشار مرة أخرى".
وتابعت: إذا كانت تلك هي أساليبهم وآلياتهم غير المشروعة للترويج للشائعات فنحن في المقابل نقف بالمرصاد لمواجهتها مع حرصنا الشديد على الوصول لكافة شرائح وفئات المجتمع المصري.
وأوضحت "زغلول" مجموعة من الآليات تستخدمها الحكومة في مواجهة الشائعات تتلخص في تعزيز التواصل المباشر مع المواطنين والرد على كافة تساؤلاتهم واستفساراتهم بشأن أي شائعة على مدار 24 ساعة وطوال أيام الأسبوع.
كما تعد الصفحة الرسمية لرئاسة مجلس الوزراء على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أحد الأدوات الهامة لرصد الشائعات من خلال متابعة أي استفسارات أو معلومات مغلوطة ويتم الرد عليها فوراً، بالإضافة إلى تخصيص بريد إلكتروني ورقم هاتفي وواتساب لاستقبال أي شائعات أو استفسارات من المواطنين.
وتختم المسؤولة حديثها: ورغم حرب الشائعات التي نواجهها لكننا نرصد ردود فعل إيجابية من خلال المواطنين عبر آلياتنا المتعددة، والذين يؤكدون دائماً على دعمهم للدولة وللوطن ورفضهم لكل محاولات التشكيك والوقيعة.
ومنذ سقوط حكم الإخوان في مصر، لم تتوقف خلالها محاولات التنظيم الإرهابي لبث الفوضى بالداخل المصري، واستغلال الأحداث لإعادة الجماعة المطرودة بأمر الشعب إلى المشهد السياسي، لكنه دائما ما يفشل في تحقيق مآربه التخريبية بفضل يقظة الأجهزة الأمنية ووعي الشعب المصري.
aXA6IDMuMTQ1LjEwOS4yNDQg جزيرة ام اند امز