بدأ تنظيم الإخوان يتحرك داخل الدوائر الإعلامية والسياسية الأمريكية من أجل صد توجه الرئاسة الأمريكية نحو تصنيف التنظيم على قوائم الإرهاب
بدأ تنظيم "الإخوان" يتحرك داخل الدوائر الإعلامية والسياسية الأمريكية، من أجل صد توجه الرئاسة الأمريكية نحو تصنيف التنظيم على قوائم الإرهاب. التنظيم استشعر سريعاً خطورة ما ينتظره في حال تم اعتباره إرهابياًّ من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، إذ يرتبط ذلك ارتباطاً وثيقاً بعقوبات مالية واقتصادية، وهو ما سوف تتضرر منه الشبكة المالية والتجارية التي يديرها ويمتلكها هذا التنظيم في مختلف دول العالم، وسيؤثر ذلك بالضرورة في قدرة التنظيم على الاستمرار في نشاطاته، فضلاً عن الملاحقات التي ستطال العناصر المنتمية إلى هذا التنظيم تحت طائلة القانون.
إن الدفع باتجاه وضع هذا التنظيم على قائمة الإرهاب من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ينبغي أن يبقى هدفاً رئيسياًّ بالنسبة إلى الدول العربية المتحالفة لمحاربة الإرهاب، وهناك ضرورة ملحة في أن تستمر هذه الدول في تزويد الإدارة الأمريكية بالمعلومات المطلوبة من واقع ما شهدته الدول العربية.
نشرت صحيفة نيويورك تايمز بتاريخ 10 مايو/أيار الجاري مقالاً مطولاً كتبه ديفيد كيركباتريك دافع فيه عن تنظيم الإخوان المسلمين، واعتبر أنه في الوقت الذي يرى فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن هذا التنظيم إرهابي فإن بعض فروع هذا التنظيم -وفق وصفه- تعتبر حليفة لواشنطن، وأن تصنيف التنظيم دولياًّ على أنه إرهابي سوف يضع واشنطن في إشكالات قانونية عديدة، حسب زعمه. وعدد الدول العربية التي يوجد فيها هذا التنظيم، واعتبر أن أغلبها يعتبر "حليفاً".
سوف يعمل تنظيم "الإخوان" خلال المرحلة المقبلة بشكل مكثف من أجل إقناع مختلف الدوائر السياسية والإعلامية والمالية وغيرها في الولايات المتحدة الأمريكية بضرورة التأثير في موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وثنيه عن التوجه نحو تصنيف التنظيم على قائمة الإرهاب، ومن دون شك سوف تعمل أنقرة وطهران والدوحة ومعها الحزب الديمقراطي عبر قنواتها للحيلولة دون ذلك، لكونها مسألة مصيرية بالنسبة لهم، وترتبط ارتباطاً وثيقاً بانهيار المشروع "الإخواني" بأكمله في الشرق الأوسط.
إن الفهم القاصر لحقيقة تنظيم "الإخوان المسلمين" يدعو البعض إلى الاعتقاد بوجود أجنحة مدنية سلمية وأخرى انتهجت العنف، في حين أن البنية الأساسية لهذا التنظيم ترتكز بشكل كبير على العمل فوق السطح بصورة ديمقراطية مدنية سلمية، بينما يفرخ التنظيم من تحت الطاولة العناصر والجماعات الإرهابية، ويعمل على تغذيتها وتجنيدها في خدمة مصالحه. زعيم تنظيم "القاعدة" السابق أسامة بن لادن جاء من أصول "إخوانية"، والأمر نفسه ينطبق على "أبوبكر البغدادي" زعيم تنظيم "داعش"، وهذه نماذج رئيسية ومهمة عند الحديث عن طبيعة عمل تنظيم "الإخوان المسلمين"، وهناك العديد من الأمثلة الأخرى التي تؤكد أن هذا التنظيم هو الأب الشرعي والروحي لسائر التنظيمات الإرهابية، وأنه البوابة الرئيسية نحو الإرهاب والعنف والتطرف.
ولذلك فإن الدفع باتجاه وضع هذا التنظيم على قائمة الإرهاب من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ينبغي أن يبقى هدفاً رئيسياًّ بالنسبة إلى الدول العربية المتحالفة لمحاربة الإرهاب، وهناك ضرورة ملحة في أن تستمر هذه الدول في تزويد الإدارة الأمريكية بالمعلومات المطلوبة من واقع ما شهدته الدول العربية حتى تكون هناك حجة قوية تستخدمها الإدارة الأمريكية في صد الحملة الديمقراطية التي سترفض وضع التنظيم على قائمة الإرهاب.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة