العجز عن الرضاعة.. خطر يهدد حياة أطفال الروهينجا
جانب آخر من مأساة لاجئي الروهينجا تكمن في عدم قدرة الأمهات على إرضاع أطفالهن.. ما السبب؟
مأساة تلو الأخرى تواجه مسلمو الروهينجا اللاجئين في بنجلاديش منذ أغسطس/آب الماضي، ومن المعروف أن الأطفال دائمًا الطرف الأكثر تضررًا من أي كارثة، والآن هم عرضة للموت بسبب عجز أمهاتهم عن إرضاعهم.
ويقف رضيع نظيمة بيجوم (سبعة أشهر) في منطقة الخطر، فمحيط ذراعه 85 ملليمترًا مما يشير إلى إصابته بسوء التغذية الحاد ويجعله عرضة لخطر الموت، بينما يزن 4.2 كيلوجرام، وطوله يزيد قليلًا عن 60 سنتيمترا، وتقدر منظمة الصحة العالمية أن متوسط وزن وطول رضيع في عمره هو 8 كيلوجرامات و69 سنتيمترًا.
وتقول بيجوم إنها عانت لإرضاع رضيعها منذ وصولهما إلى بنجلاديش في سبتمبر/أيلول الماضي؛ لأنها عجزت عن إنتاج ما يكفي من لبن الأم، وهي شكوى شائعة بين النساء الزائرات لمركز منظمة العمل ضد الجوع في مخيم هاكيمبارا.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حذرت اليونسيف من أن طفلا روهينجيا من بين أربعة أطفال في بنجلاديش يعاني من سوء التغذية الحاد، وفقًا لصحيفة "الجارديان" البريطانية.
ولضمان نمو أفضل، توصي منظمة الصحة العالمية واليونسيف والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالرضاعة الطبيعية الخالصة للأشهر الستة الأولى من حياة الطفل على الأقل، ثم الاستمرار في الرضاعة مع استخدام السوائل حتى عمر العامين.
ولكن في أوقات الأزمات -عندما تصبح الرضاعة أكثر أهمية للأطفال– من الممكن أن تعاني النساء لإنتاج ما يكفي من اللبن، ويمكن أن تكون هناك أسباب مختلفة لهذا، فبعض الأوقات يصبح الأطفال مرضى وأضعف من القدرة على الرضاعة، وفي أوقات أخرى لا يكون لدى الأم ما يكفي من الطعام المغذي لنفسها.
وبالنسبة لمخيم هاكيمبارا، فالسبب الكبير لعدم إنتاج اللبن هو الصدمة العاطفية التي تأتي مع النزوح، فتقول مشرفة الممرضات التي تعمل لصالح العمل ضد الجوع سوكلا سركار، إنهم عادة ما يرون 10 إلى 15 أمًا شهريًا في المخيم يعانون من صعوبات في إرضاع أطفالهن مرتبطة بالإصابة بالصدمة.
وأغلب الحالات التي شاهدتها سركار تتعلق بالمشاكل العائلية، فإما نساء عاجزات عن التواصل مع أطفالهن الرضع أو العناية بأنفسهن عناية مناسبة.
وتقول سركار إن المشكلات تتعلق بالنزوح، موضحة أن النساء في بورما يعشن معًا في أسر ولكن الآن يعشن مع والديهن أو أن أزواجهن في أماكن أخرى، ويتعاملن مع الضغوط والمتاعب، وإذا كانت المرأة لديها أطفال أكبر سنًا يكون هناك توترات بشأن كيفية إطعامهم ورعايتهم.
ولدعم النساء، توفر منظمة العمل ضد الجوع جلسات استشارية محددة للنساء اللاتي يعانين من مشاكل في الرضاعة، وتساعدهن المنظمة على محاولة إعادة الرضاعة الطبيعية بعد التوقف عنها أو دعوتهن لمناقشة البدائل مثل استخدام غذاء بديل عن اللبن.