خلايا تنظيم داعش الإرهابي النائمة لا تزال بمثابة قنابل موقوتة تؤثر بفكرها المتطرف على مستقبل الأجيال وقد تنفجر بأي لحظة.
تؤكد قيادة التحالف الدولي ضد داعش، ممثلةً بقوات سوريا الديمقراطية، في تقاريرها، أن التنظيم الإرهابي انتهى جغرافياً في سوريا، لكن خلاياه النائمة لا تزال بمثابة قنابل موقوتة تؤثر بفكرها المتطرف على مستقبل الأجيال وقد تنفجر بأي لحظة وفي أي زمان أو مكان حول العالم، الأمر الذي يؤثر على الأطفال بشكل أو بآخر.
ثمة فرق هائل بين الأطفال السوريين، ولاسيما في الرقة، العاصمة المزعومة لتنظيم داعش، بين مَن التجأ إلى المخيمات وبين مَن يعيش في منزله، حيث تختلف ظروف الحياة بين المكانين بشكل كبير.
يحاول أطفال المخيمات أن يستقبلوا يومهم الاعتيادي بالابتسامة، لكن هل ابتسامة هؤلاء الأبرياء، الذين لا شأن لهم بحروب الكبار، كافية وحدها لهزيمة حياة المخيمات أم أن الأقدار شاءت أن يسكنوا في بيوت من البلاستيك تفتقر لتحقيق أدنى متطلبات الحياة الإنسانية؟
المخيمات التي خلّفها التنظيم الإرهابي في الرقة وما حولها كافية لتمنحنا تفاصيل كاملة عن كيفية المقارنة بين أنماط حياة الأطفال قبل أن يصبحوا لاجئين وحياتهم الآن.
مخيمات، لجوء، أطفال، عودة، داعش، ألغام.. دخلت هذه الكلمات وغيرها إلى قاموس الأطفال دون أن يشعروا وكبروا قبل أن يعطوا طفولتهم حقها.. إنهم أطفال المخيمات بكل ما تعنيه الكلمة من قسوة وألم.
ربما بات حلم العودة إلى منازلهم، هذا الحلم الصغير – الكبير، المسعى الأخير لهؤلاء الأطفال لكي يعتقدوا أن أيامهم المقبلة قد تشهد بعض الحيوية، وتضيف بعض الحركة إلى الدم المتوقف في شرايين الخير، باستثناء مَن يعمل بقلب سليم.