الصين تتفوق على أوروبا للعام الخامس كأكبر مصدر للجزائر
خلال الـ9 أشهر الأولى من 2018، حلت الصين في المركز الأول ضمن قائمة الدول المصدرة للجزائر خلال هذه الفترة بـ5.520 مليار دولار
حافظت الصين للعام الخامس على التوالي على موقعها كأكبر مصدر للسلع للجزائر، وسط منافسة شرسة من عدة دول أوروبية وفي مقدمتها فرنسا التي تحاول استعادة مكانتها التقليدية كأكبر مصدر للجزائر.
ووفق إحصائيات جديدة نشرتها إدارة الجمارك الجزائرية الأحد، تخص وضع التجارة الخارجية للجزائر خلال الـ9 أشهر الأولى من 2018، فقد حلت الصين في المركز الأول ضمن قائمة الدول المصدرة للجزائر خلال هذه الفترة بـ5.520 مليار دولار، ثم فرنسا بـ3.455 مليار دولار، فإيطاليا بـ2.804 مليار دولار، وحلت إسبانيا في المركز الرابع بـ2.475 مليار دولار وخامسا ألمانيا بـ2.256 مليار دولار.
وتظهر هذه الإحصاءات أن الصين تعد البلد الوحيد خارج الاتحاد الأوروبي الذي يحافظ على مكانته بين كبار المصدرين نحو الجزائر.
"انقلاب اقتصادي" في 2013
واعتلت الصين موقع أكبر مصدر للجزائر العام 2013 لتضع بذلك نهاية للهيمنة التقليدية لفرنسا منذ عقود.
وفي شهر أبريل/نيسان الماضي أعلن الاتحاد الأوروبي انزعاجه من الحضور الصيني الكبير في مجال التصدير نحو الجزائر، متهما الأخيرة بمنح أفضلية للمنتجات القادمة من هذا البلد الآسيوي.
- الجزائر: الصين شريكنا التجاري الأول بـ 8 مليارات دولار سنوياً
- خبراء لـ"العين": على الجزائر إعادة تقييم اتفاق الشراكة مع أوروبا
وصرحت سيسيليا مالمستروم، مفوضة التجارة بالاتحاد الأوروبي، خلال جلسة استماع أمام لجنة الشؤون الخارجية والاقتصادية بالجمعية الفرنسية، أن "الكثير مما تقوم به الجزائر غير متطابق مع اتفاقيات التبادل الحر".
وأوضحت أن إجراءات الجزائر "خلقت أفضلية للمنتجات الصينية، ولا بد من إيجاد حلول ويجب عدم إدراج بنود في الاتفاق من أجل حل الخلافات".
وكانت هذه المسؤولة الأوروبية تتحدث عن وضع الجزائر قائمة بمئات السلع منعت السلطات استيرادها في إطار مخطط لمواجهة تبعات الأزمة النفطية التي بدأت نهاية العام 2014.
وفي شهر مايو/أيار الماضي أكد السفير الصيني بالجزائر يانغ غانغو ماس، أن حجم الصادرات الصينية نحو الجزائر لم ينخفض بالرغم من إجراءات المنع التي اتخذتها الجزائر، والسبب هو تنافسيتها في السوق.
"طريق الحرير"
وأعلنت الجزائر في مطلع سبتمبر/أيلول الماضي الانضمام رسميا إلى "طريق الحرير الصينية الجديدة"، وهي عبارة عن مبادرة أطلقها الرئيس شى جين بينغ فى 2013 وتضم مجموعة من مشاريع البنى التحتية الضخمة الرامية إلى تعزيز العلاقات التجارية بين بكين وقارات آسيا وأوروبا وأفريقيا.
والمشروع الذي يطلق عليه كذلك في الصين اسم "الحزام والطريق" هو عبارة عن حزام أرضى يصل الصين بأوروبا الغربية عبر آسيا الوسطى وروسيا وطريق بحري يتيح لها الوصول إلى أفريقيا وأوروبا عبر بحر الصين والمحيط الهندى.
- الجزائر تنضم إلى مبادرة الحزام والطريق الصينية
- 3 وثائق تدعم التعاون العربي الصيني في مبادرة الحزام والطريق
وقال الرئيس الجزائري، عبدالعزيز بوتفليقة، مطلع الشهر الجاري في رسالة إلى نظيره الصيني شي جين بينغ، بمناسبة إحياء الذكرى الـ69 لقيام جمهورية الصين الشعبية إنه "جد متفائل" بمستقبل العلاقات بين البلدين بعد انضمام الجزائر إلى هذه المبادرة.
وكان مجلس الشيوخ الفرنسي قد حذر سلطات باريس من الخطر الذي يمثله انضمام الجزائر إلى هذه المبادرة على مصالح فرنسا حتى قبل حدوث ذلك رسميا.
وأكد في تقرير له مؤرخ في 30 مارس/ آذار الماضي نشرته وسائل إعلام جزائرية وفرنسية أن الصين مرشحة لأن تظفر بالمزيد من الصفقات في المنطقة المغاربية خاصة الجزائر والمغرب.
وحسب التقرير فإن الصين ورغم بعدها إلا أنها ظفرت بصفقات كبرى في الجزائر منها إنجاز أكبر ميناء بمنطقة شرشال شمال البلاد وكذا إطلاق القمر الصناعي "ألكوم سات 1".
وتحدث التقرير عن مشروع الطريق العابر للصحراء الذي يمكن للصين أن تقوم بتنشيطه، إضافة إلى مشروع الطريق السيار شرق – غرب بالجزائر الذي فازت شركات صينية بأجزاء منه.
ودعا التقرير السلطات الفرنسية إلى ضرورة استفادة فرنسا من تعاون مع الصين في إطار مشاريعها الضخمة في الجزائر والمغرب، من خلال مشاريع مناولة لشركات فرنسية.
واعتبر معدو التقرير الفرنسي أن طريق الحرير الصينية الجديدة ظاهرها اقتصادي، ولا بد من الحذر من باطنها الذي يبدو أن له أهدافا أخرى غير الاقتصاد.