أكبر مشروع جينوم بشري في الصين يثبت نجاحه
أكبر دراسة وراثية للشعب الصيني حتى الآن تبشر بالمساعدة على تحديد الجينات التي تجعل الناس عرضة للأمراض المعدية.
أجرى علماء صينيون مؤخراً دراسة وراثية للشعب الصيني، تعد الأكبر من نوعها في البلاد، على مجموعة من النساء الصينيات، بهدف اكتشاف المزيد من الحقائق بشأن السمات البشرية.
وبحسب ما ذكرته صحيفة "تشاينا ديلي" الصينية، أتاحت الدراسة، التي شملت أكثر من 140 ألف امرأة حامل في البلاد، للباحثين فهما موسعا للتغيرات الجينية التي تفسر السمات البشرية للمجموعات العرقية الصينية، وبشرت بالمساعدة على تحديد الجينات التي تجعل الناس عرضة للأمراض المعدية.
وقد أجريت هذه الدراسة من قبل معهد بكين لعلوم الجينوم بمدينة شنتشن ونشرت في مجلة الأكاديمية الدولية "الخلية" في 4 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقال شو شيون هو، رئيس معهد بكين لعلوم الجينوم والمؤلف الرئيسي للدراسة، إن "الدراسة مهمة لتطوير صناعة الطب والصحة بالصين، والتي اعتمدت على التكنولوجيا والدراسات الأجنبية لفترة طويلة لأننا لم نمتلك بيانات جينومية كافية من السكان الصينيين للعمل عليها".
وقد اكتشفت الدراسة البنية الجينية لمختلف المجموعات العرقية، ووجدت أن هناك 6 جينات تُظهر اختلافات كبيرة بين الناس، وحددت أنماط تدفق الجينات الصينية بين الأوروبيين، وجنوب آسيا، وآسيا الشرقية والصينية.
على سبيل المثال، يتمتع الناس من الجزء الجنوبي للصين بمناعة أقوى ضد الملاريا من تلك الموجودة لدى الصينيين في الشمال، ولكن الجين المرتبط باستقلاب الأحماض الدهنية له تردد أعلى بكثير في معظم المقاطعات الشمالية.
بالإضافة إلى ذلك، يشترك الناس في مقاطعات جانسو وتشينغهاي، وهي منطقة رئيسية على طول طريق الحرير، في وجود جينات مماثلة أكثر مع الأوروبيين.
كما اكتشفت الدراسة وجود جينات لدى الشعب الصيني تجعله أكثر عرضة للإصابة بالأمراض، مثل العيوب الخلقية والأمراض المعدية والسرطانات.
واضاف شو أن نحو 78% من الدراسات التي أجريت في جميع أنحاء العالم حول العلاقة بين الجين والأمراض تعتمد على أفراد أوروبيين فقط، وهذه هي المرة الأولى التي تُجري فيها الصين مثل هذه الدراسة.
وقال شو: "في السنوات الثلاث المقبلة يخطط معهد بكين لعلوم الجينوم لتوسيع قاعدة البيانات إلى مليون شخص"، وكان قد بدأ معهد بكين لعلوم الجينوم "مشروع المليون جينوم الصيني" في عام 2016 وتمثل دراسة شو المرحلة الأولى.
وقد اعتبرت الدراسات الجينومية على المستوى الوطني عاملاً مهماً في الكفاءة الأساسية للدولة في مجال الطب الحيوي.
وفي المملكة المتحدة، الدولة الرائدة في هذا المجال، أنهيت دراسة وراثية لأكثر من 500 ألف مواطن، وتم الإعلان عن مشروع آخر يشمل خمسة ملايين في وقت سابق من الشهر الجاري.
واعترف الباحثون في معهد بكين لعلوم الجينوم بأنه لا تزال هناك فجوة بين الأبحاث الجينية في الصين وبين الأبحاث في أوروبا والولايات المتحدة، لكنهم قالوا إنها تضيق.