نظمت وزارة الموارد المائية الصينية مؤخرا مؤتمرا صحفيا مهما تناول جهود الصين في تعزيز التنمية المستدامة من خلال إدارة الموارد المائية.
وقدم نائب وزير الموارد المائية تشن مين عرضا شاملا للسياسات والإنجازات التي حققتها الصين في هذا المجال، التي يمكن أن تقدم دروسا قيمة للدول العربية التي تواجه تحديات مشابهة.
رؤية شاملة لإدارة الموارد المائية
وأكد الرئيس الصيني شي جين بينغ أن تحقيق التنمية المستدامة يتطلب دمج إدارة الموارد المائية في جميع جوانب التنمية الاقتصادية والاجتماعية، إذ تمثل إدارة المياه أساسا لتحقيق التنمية عالية الجودة، وقد أطلق الرئيس شي جين بينغ مبادرة شاملة تعتمد على "الأولوية للحفاظ على المياه، والتوازن المكاني، والإدارة النظامية، والجهود المشتركة".
إنجازات ملموسة في إدارة الفيضانات والجفاف
أشار تشن مين إلى أن الصين حققت تقدما كبيرا في تعزيز قدراتها على مواجهة الفيضانات والجفاف.
إذ تم تطوير أنظمة هندسية متقدمة لرصد الفيضانات وإدارة مياه الأمطار، مما أدى إلى انخفاض كبير في الخسائر التي تسببها الفيضانات كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي من 0.51% إلى 0.24% خلال العقد الماضي.
بفضل هذه الجهود، تمكنت الصين من التصدي بنجاح لعدة فيضانات كبيرة، مما أسهم في حماية الأرواح والممتلكات.
تعزيز كفاءة استخدام المياه
تعتبر الصين من الدول الرائدة في تطبيق سياسات ترشيد استهلاك المياه، رغم تضاعف الناتج المحلي الإجمالي خلال العقد الماضي تمكنت الصين من الحفاظ على استقرار إجمالي استهلاك المياه عند 610 مليارات متر مكعب.
حققت البلاد تحسينات كبيرة في كفاءة استخدام المياه في القطاع الزراعي، حيث انخفض معدل استخدام المياه للري بنسبة 13%، مما أسهم في زيادة إنتاجية المحاصيل دون زيادة استهلاك المياه.
تحسين توزيع الموارد المائية
قامت الصين بتنفيذ مشاريع ضخمة لنقل المياه بين الأقاليم، أبرزها مشروع نقل المياه من الجنوب إلى الشمال، ساعدت هذه المشاريع في تحسين توزيع المياه بين المناطق المختلفة، مما أدى إلى تعزيز الأمن المائي وتحسين حياة الملايين من السكان، كما تم إضافة قدرة تخزين مياه جديدة تصل إلى 200 مليار متر مكعب، مما يعزز من قدرة الصين على تلبية احتياجاتها المائية المتزايدة.
حماية النظم البيئية المائية
تبنت الصين نهجا شاملا لحماية النظم البيئية المائية، بما في ذلك الأنهار والبحيرات، تم تنفيذ مبادرات لإعادة تأهيل الأنهار والبحيرات، مما أدى إلى تحسن كبير في نوعية المياه وزيادة كميات المياه المتاحة. من الأمثلة البارزة على هذه الجهود إعادة تأهيل قناة بكين-هانغتشو الكبرى التي كانت تعاني الجفاف لعدة عقود.
الابتكار في الإدارة والتشريعات
أصدرت الصين عدة قوانين جديدة لحماية الموارد المائية، بما في ذلك قوانين لحماية نهر اليانغتسي والنهر الأصفر. وعززت التعاون بين السلطات التنفيذية والقضائية لضمان تطبيق هذه القوانين بفعالية. كما تم إدخال إصلاحات لتحسين كفاءة استخدام المياه، بما في ذلك تداول حقوق استخدام المياه وتسعير المياه بطرق تعزز الاستخدام المستدام.
تقدم التجربة الصينية في إدارة الموارد المائية نموذجا ناجحا يمكن للعالم الاستفادة منه لتعزيز أمنه المائي وتحقيق التنمية المستدامة، من خلال تبني سياسات مبتكرة واستثمار في البنية التحتية وتعزيز التشريعات، يمكن للدول العالمية تحقيق تقدم كبير في هذا المجال الحيوي.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة