أطلقت الصين في يوم 5 يونيو الجاري المركبة الفضائية المأهولة "شنتشو-14" بنجاح.
وفي اليوم نفسه تم التحام المركبة مع مجموعة تشمل الوحدة الأساسية "تيانخه" ومركبتي الشحن "شنتشو-3" و"شنتشو-4".. ودخل ثلاثة رواد فضاء صينيين إلى الوحدة "تيانخه" وأطلقوا مهمتهم في الفضاء، والتي تستغرق ستة أشهر.
وتعد هذه أول رحلة مأهولة -تحمل على متنها مدنيين- بعد دخول محطة الفضاء الصينية مرحلة البناء.
ومنذ الموافقة الرسمية على تنفيذ برنامج الفضاء الصيني المأهول في سبتمبر 1992 إلى اليوم، فقد استمرت رحلات الفضاء المأهول الصينية طوال 30 عاما، وخلال هذه الفترة نفذت الصين استراتيجية "ثلاث خطوات" بثبات، حتى دخلت الآن المرحلة الثالثة، وهي استكمال بناء المحطة الفضائية الصينية، وبعد ذلك إجراء تجارب علمية على نطاق واسع.
وحسب الخطة، ستقوم الصين بست رحلات فضائية مأهولة في عام 2022 لاستكمال البناء المداري لمحطتها الفضائية الدائمة، حينئذ ستملك الصين محطتها الفضائية الخاصة بها.
قبل ذلك كانت الصين قد أعلنت أنها ستفتح محطة الفضاء الصينية لجميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، التي وصفت ذلك بأنه "نموذج عظيم"، وفي الوقت الحالي أصبحت 9 مشاريع من 17 دولة جاهزة للانضمام إلى التجارب العلمية في محطة الفضاء الصينية واستكشاف الكون الواسع باعتباره حلما مشتركا للبشرية، والصين تبني هذه المحطة لخدمة البشرية.
أما الإمارات فقد حققت قفزاتٍ استثنائيةً في قطاع الفضاء خلال السنوات الأخيرة، وأظهرت طموحاتها الكبيرة في هذا المجال.
ففي عام 2017 أطلقت دولة الإمارات برنامج رواد الفضاء، كأول برنامج متخصص لإعداد وتدريب رواد الفضاء في الوطن العربي، كما أطلقت خطة لمئة عام تهدف إلى بناء أول مستوطنة بشرية على كوكب المريخ بحلول 2117.
وفي عام 2019، أرسلت الإمارات أول رائد فضاء إماراتي -هزاع المنصوري- إلى الفضاء على متن مركبة "سويوز إم. إس 15". وفي عام 2021، أعلنت الإمارات اسمي رائدي الفضاء الإماراتيين الجديدين، منهما أول رائدة فضاء عربية، واللذين يخضعان حاليا للتدريبات استعدادا للقيام بمهام استكشاف الفضاء.
وفي فبراير هذا العام، وصل أول مسبار عربي "مسبار الأمل" إلى كوكب المريخ، مشعلا حماس العرب مرة أخرى، وأصبحت الإمارات بهذا المسبار خامس دولة في العالم تصل إلى كوكب المريخ.
وقد تزامن ذلك مع وصول أول مسبار صيني "تيانوين-1" إلى الكوكب الأحمر أيضًا، فيما خطت كل من الصين والإمارات خطوة مهمة في استكشاف الفضاء، ورسخت أساسا وخلقت إمكانيات للتعاون بين الجانبين في المستقبل.. فضلا عن خطوة تالية للإمارات، وهي استكشاف القمر، إذ سترسل المركبة "راشد" إلى القمر هذا العام.
وقد أكد علي عبيد الظاهري، سفير دولة الإمارات لدى الصين، أن استكشاف الفضاء يطرح فرصًا جديدة بين الإمارات والصين للعمل معا.
وقال "الظاهري" في مقابلة لصحيفة "جلوبال تايمز" الصينية: "أصبحت الصين دولة رائدة في مجال الفضاء بما حققته من إنجازات في استكشاف القمر وبناء محطة فضائية، ويمكن للإمارات والصين تعميق تعاونهما في تدريب رواد الفضاء وإطلاق الأقمار الصناعية والمسابر الفضائية والمرافق الأرضية والتقنيات ذات الصلة".
وبحسب ما ذكر الموقع الرسمي لوكالة الإمارات للفضاء، فقد وقّعت الإمارات مذكرة تفاهم مع الصين للتعاون في مجال علوم الفضاء في عام 2015.
وبعد التوقيع على مذكرة التفاهم، أصبح هناك تبادل للأبحاث العلمية في مجال دراسة الفضاء بين وكالة الفضاء الإماراتية ووكالة الفضاء الصينية.. كما تتضمن المذكرة تبادل التدريب والمحاضرات وغيرها من برامج بناء القدرات المتصلة بعلوم الفضاء.
وتسعى الصين والإمارات إلى التوسع السريع في أنشطة استكشاف الفضاء، وذلك من أجل تحفيز شغف شبابها ومواطنيها بالبحث والتعلق بالعلم، وتحقيق رؤيتها المستقبلية من خلال تطوير قدراتها العلمية والتكنولوجية، فيما تستخدم الدولتان برنامج الفضاء لتحقيق الهدف المشترك، المتمثل في التنمية العلمية والمستقبل المستدام للبشرية.
وفي يوم إطلاق مركبة "شنتشو-14" أجريتُ بثا مباشرًا على صفحتي الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، لأشارك هذه اللحظة التاريخية مع أصدقائي العرب، وشعرت بحماسة قوية، خاصة من أبناء الشعب الإماراتي لاستكشاف الكون.. لذا نرحب برواد فضاء إماراتيين لزيارة المحطة الفضائية الصينية في المستقبل لنستكشف الكون الواسع معًا.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة