صراع الأسد ومخلوف.. أسرار جديدة في "لعبة حافة الهاوية" بسوريا
رجل الأعمال السوري مخلوف يقول إنه أسس شركات واجهة بالخارج لمساعدة الرئيس بشار الأسد في التحايل على العقوبات الغربية.. اقرأ التفاصيل عبر "العين الإخبارية".
الصراع العلني بين رئيس النظام السوري بشار الأسد، وابن خاله رجل الأعمال رامي مخلوف، فيما يمكن أن نطلق عليه "لعبة حافة الهاوية بين الأسد ومخلوف" بدأت تدخل آفاقا جديدة، بعد مرور نحو 3 أشهر على انطلاقها منذ نهاية أبريل/ نيسان الماضي.
وفي حلقة جديدة من الصراع بهرم السلطة في سوريا، كشف رجل الأعمال السوري رامي مخلوف أمس الأحد، عن أنه أسس شبكة شركات واجهة في الخارج لمساعدة الرئيس بشار الأسد في التحايل على العقوبات الغربية وذلك في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي ندد فيه بالحكومة بشأن تحقيقاتها في أنشطة امبراطوريته الاستثمارية.
الخلاف بين الرئيس السوري وابن خاله رامي مخلوف يكشف عن صراع على السلطة يهدد وجود النظام برمته، وفقا لصحيفة "الجارديان" البريطانية.
وتقرير لمراسل الصحيفة في الشرق الأوسط مارتن تشولوف يشير إلى أن كلمات مخلوف تسببت في خلاف بين أنصار الأسد، على الرغم من أن جميعهم لا يزالون يدعمون النظام ولكن البعض بدأ أيضا يتعاطف مع رامي متسائلا لماذا يفعل الرئيس ذلك لابن خاله.
وقال مخلوف، وهو أحد أغنى وأقوى رجال الأعمال في سوريا، إن قوات الأمن تستهدف حاليا شركة الشام القابضة وهي درة مجموعة استثمارية ضخمة صادرت الحكومة التي تعاني ضغوطا مالية معظم أنشطتها.
وأوضح مخلوف في منشور على فيسبوك "اخترعوا قصة اختلاسنا لمبالغ العقد وتحويلها لحسابنا الشخصي في الخارج...كفى ظلم وافتراء على الناس اقرأوا جيدا العقود".
وأضاف أن "دور هذه الشركات وهدفها هو الالتفاف على العقوبات (الغربية) المفروضة على الشام القابضة".
واستعان مخلوف، الذي ساعد في تمويل أسرة الأسد وداعميها، بسبعين مستثمرا قبل نحو 15 عاما لتأسيس الشام القابضة، وهي حاليا أكبر شركة سورية من حيث رأس المال وتحتكر مشروعات عقارية رئيسية.
وفرضت واشنطن عقوبات كاسحة على سوريا الشهر الماضي بموجب ما يعرف بقانون قيصر مستهدفة قوائم جديدة بأفراد وشركات تدعم حكومة الأسد منها كيانات مملوكة لمخلوف.
وظهر خلاف مخلوف والأسد للمرة الأولى في 30 أبريل/ نيسان الماضي، عندما ندد رجل الأعمال بضرائب فرضت على سيريتل أكبر شركة لخدمات الهواتف المحمولة في سوريا وتسيطر عليها عائلته.
وندد مخلوف في وقت لاحق باعتقال موظفين في شركاته بشكل "لا إنساني" وذلك في هجوم غير مسبوق على الحكومة من قبل أحد أفراد الدائرة الداخلية للأسد وهو ما يكشف عن شقاق عميق داخل النخبة الحاكمة. وقال مخلوف إنه لن يتنازل عن ثروته تحت الترهيب.
وقال رجال أعمال ومصادر داخلية مطلعة على الخلاف إن الأسد يستهدف ثروة مخلوف في الخارج مع انهيار الاقتصاد السوري بعد عشرة أعوام من الحرب. وجرت مصادرة معظم أصوله في الخارج وألغيت عقوده لإدارة وتشغيل أسواق معفاة من الرسوم.
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على مخلوف وآخرين مقربين منه بتهمة الفساد.
وفرض الاتحاد الأوروبي أيضا عقوبات على مخلوف منذ بداية الصراع السوري في عام 2011 بتهمة تمويل الأسد.
وفي إطار الصراع العلني بين الأسد ومخلوف منذ أبريل/ نيسان الماضي، أصدرت حكومة النظام السوري نهاية الشهر الماضي قراراً بفسخ العقود التي كانت أبرمت مع شركة مخلوف لإدارة واستثمار الأسواق الحرة، وبذلك يكف الأسد يد مخلوف.
وكان مخلوف يستولي على الأسواق الحرة بسوريا، منذ سنوات، ويحتكر هذا القطاع احتكارا تاما ولا يسمح لأي رجل أعمال بمنافسته، نظرا للقربى التي تجمعه بآل الأسد ودعمهم له.
وبحسب ما ورد في عقوبات الخزانة الأمريكية والتى صدرت بحق مخلوف عام 2008، فإن رامي مخلوف، رجل الأعمال وابن خال الأسد المعاقب دوليا، متورط بقضايا فساد عديدة، واستعمل نفوذه وقربه من نظام الأسد، لتخويف خصومه التجاريين واكتساب مزايا متقدمة عليهم، ثم تلاها عقوبات مختلفة وتجميد أمواله، في الاتحاد الأوروبي وسويسرا.
aXA6IDMuMTQ3LjczLjg1IA== جزيرة ام اند امز