هل سيفطم "COP 26" الأسواق عن الطاقة الأحفورية؟.. تجربة الإمارات
يبدو أن استعداد الأسواق العالمية للعيش وتنمية اقتصادها بعيدا عن الطاقة الأحفورية وأبرزها الفحم، ما يزال بعيد المنال.
أمام أكثر من 120 من قادة العالم المجتمعين في قمة المناخ "COP 26" في غلاسكو، يوم الإثنين، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: "آن الأوان للقول كفى"، لاستمرار الانبعاثات.
وقال غوتيريش في كلمة له خلال القمة: "كفى لانتهاك التنوع البيولوجي.. كفى لقتل أنفسنا بالكربون.. كفى للتعامل مع الطبيعة كمكب قمامة.. كفى للحرق والحفر والاستخراج على أعماق أكبر.. إننا نحفر قبورنا بأنفسنا".
- كوكب الأرض "على الفحم".. "الأحفورية" تشعل الحرارة وتستنزف المناخ
- الصين تعلن حربا شاملة على التلوث وتتمسك بخطتها للحياد الكربوني
في المقابل، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون "إنها الفرصة الأخيرة وعلينا التحرك حالا"، وتحدث عن تفجر غضب شعبي "لا يمكن احتواؤه" في حال فشلت القمة في تحقيق الهدف المنشود.. إذا فشل الزعماء في تحقيق الهدف، فإن الأجيال التي لم تولد بعد لن تسامحنا".
ويبدو أن استعداد الأسواق العالمية للعيش وتنمية اقتصادها بعيدا عن الطاقة الأحفورية وأبرزها الفحم، ما يزال بعيد المنال، في وقت عززت فيه الصين إنتاج الفحم لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة الكهربائية.
بينما غالبية دول قادة العشرين، فشلوا مطلع هذا الأسبوع في التواصل إلى أهداف محددة بتواريخ، لخفض الانبعاثات الكربونية بحلول 2050، في مؤشر على أن قمة المناخ الحالية أمام تحديات كبيرة لإقناع الدول الصناعية الكبرى.
تجربة الإمارات
أمام هذه التحديات، خاصة لدى الدول الصناعية، أصبحت الإمارات العربية المتحدة، ملهما عالميا بسبب قدرتها في فترة زمنية قصيرة، بناء نماذج جديدة ومتجددة للطاقة، رغم أنها دولة نفطية وتنتج الغاز بكميات تجارية.
وتستهدف دولة الإمارات ضمن استراتيجية الطاقة حتى عام 2050 مزيجاً من مصادر الطاقة المتجددة والنووية والنظيفة.
ولضمان تحقيق التوازن بين الاحتياجات الاقتصادية والأهداف البيئية أطلقت الإمارات استراتيجيتها لتحقيق الحياد المناخي باستثمارات تبلغ 600 مليار درهم (164 مليار دولار) حتى 2050، لضمان تلبية الطلب على الطاقة.
وتهدف استراتيجية الإمارات لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050 إلى رفع كفاءة الاستهلاك الفردي والمؤسسي بنسبة 40%، ورفع مساهمة الطاقة النظيفة في إجمالي مزيج الطاقة المنتجة في الدولة إلى 50% منها 44% طاقة متجددة و6% طاقة نووية، وتحقيق توفير يعادل 700 مليار درهم (191 مليار دولار) حتى عام 2050.
وأمام هذه الخطوات الإماراتية، سيتم خفض الانبعاثات الكربونية في الدولة من عملية إنتاج الكهرباء بنسبة 70% خلال العقود الثلاثة المقبلة.
ويأتي تحقيق هدف الحياد المناخي أيضاً بالتعاون الوثيق مع المجتمع والحكومات والمنظمات الدولية، ومن أبرزها الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا)، التي تتخذ من دولة الإمارات مقراً لها، وتعمل الوكالة حالياً مع 184 دولة.
** بطء عالمي
وأمام تعهدات الالتزام بمكافحة التغير المناخي، ما تزال الدول الصناعية الكبرى، المسؤولة عن 80% من الانبعاثات بقيادة الصين (10 مليارات طن انبعاثات سامة في 2020)، والولايات المتحدة (5.6 مليارات طن)، بطيئة في التحول الطاقي.
ويعني ذلك، أن هذه الاقتصادات على وجه الخصوص تعتمد على الطاقة الأحفورية وتحديدا الفحم، في توليد الطاقة، كما أنها لم تطور منشآتها العاملة في الغاز الطبيعي، لتقليل حدة الانبعاثات من خلال بناء فلاتر ضخمة.
aXA6IDMuMTQ2LjM3LjIyMiA= جزيرة ام اند امز