كورونا في غزة.. 3 أسباب لازدياد الإصابات وتحذيرات من الانهيار
بين التحذير من وضع كارثي، والوصول للانهيار، تباينت التقديرات حول الارتفاع المتكرر في معدل الإصابة بفيروس كورونا في قطاع غزة.
وبات معدل الإصابات اليومي في غزة لا يقل عن 600 ويقترب أحيانا من 1000، بعد أن كان الأمر يتعلق بعدد محدود من الإصابات خلال الأيام الأولى لانتشار الفيروس في المجتمع المحلي في 24 أغسطس/آب الماضي.
وقال الدكتور فتحي أبووردة، مستشار وزيرة الصحة الفلسطينية لـ"العين الإخبارية": "نحن مقبلون على ارتفاع أكبر في الإصابات لأن أغلب المناطق في قطاع غزة مصنفة حمراء الآن، وبالتالي العدوى تنتشر بسرعة بين المواطنين في ظل عدم الالتزام بأساليب الوقاية".
3 أسباب لارتفاع الإصابات
ويعزو المسؤول الفلسطيني أسباب تفشي كورونا بغزة وزيادة أعداد المصابين إلى 3 أسباب أساسية، وهي: عدم التزام المواطنين بإجراءات السلامة للوقاية من كورونا، وكذلك عدم إيمان المواطنين بوجود فيروس كورونا بغزة، وأخيرا موجات البرد التي وصلت غزة مؤخرا وساهمت في الزيادة.
وتفرض السلطات الحاكمة بغزة إجراءات عقابية، لكن حجم الالتزام بإجراءات التباعد والوقاية محدود نسبيا، فيما هناك شكوكا شعبية في جدوى بعض هذه الإجراءات لا سيما إغلاق المحلات بعد الساعة الـ5 مساء، في الوقت الذي تشهد حركة الأسواق والمحال حركة كبيرة في ساعات الصباح.
قدرات المواجهة
وحول واقع القدرات المحلية لمواجهة الفيروس يشير أبووردة إلى أن مستشفى غزة الأوروبي تم تخصيصه منذ البداية للحالات الصعبة المصابة بكورونا، وسعته تتراوح من 340 إلى 360 سريرا، وحاليا أكثر من 300 سرير مشغولات الآن.
وقال: "هناك أكثر من 80 حالة حرجة في العناية، وإذا استمر الوضع في الارتفاع والمرضى الحرجين في ازدياد لن نستطيع السيطرة على الوضع الصحي".
ووفق وزارة الصحة الفلسطينية، توفي 65 فلسطينيا وأصيب 14768 بفيروس كورونا في غزة منذ مارس/آذار الماضي، منها 5517 حالة نشطة حاليا.
ويرى أبووردة أن المطلوب إغلاق القطاع بشكل كامل 14 يوما على الاقل ليتسنى للطواقم الطبية تقديم العلاج لمرضى كورونا الموجودين وخفض عدد الإصابات في المجتمع.
ومنذ أيام، توقفت وزارة الصحة عن نقل المصابين إلى المشافي، وقصرت ذلك على الحالات التي تدهورت حالتها وباتت بحاجة إلى عناية طبية مباشرة.
أسوأ معدلات الانشار
بدوره، يؤكد الدكتور عبدالناصر صبح، مدير مكتب منظمة الصحة العالمية في قطاع غزة، أن المنظومة الصحية في غزة قد تتعرض للانهيار في حال استمرت أعداد الإصابات بفيروس كورونا بالارتفاع.
وقال صبح لـ"العين الإخبارية": "زيادة أعداد المصابين خلال الأسبوع المنصرم مقلق جداً لأن فيها استنزاف لقدرات المنظومة الصحية الموجودة في قطاع غزة".
وحذر بأنه إذا استمرت الزيادة في أعداد الإصابات فإن المنظومة الصحية لن تصمد لأكثر من أسبوعين، مشيرا إلى أن سيناريو انتشار الوباء في قطاع غزة من أسوأ السيناريوهات حول العالم، إذ يسجل ما بين 21% إلى 29% من العينات الإيجابية من الفحوص التي تجري، وهو ما عده مؤشرا خطيرا يدل على استهتار المواطن وعدم وعيه بإجراءات السلامة والوقاية.
وحول تقديره لجدوى الإغلاق الشامل، أوضح أن الإغلاق هو قرار الحكومة فقط، مبينا أن الإغلاق وتقليل الحركة يؤدي إلى تقليل منحنى الإصابات ويزيد من كفاءة المنظومة الصحية للتعامل مع الحالات الحرجة.
وأوضح أن الإغلاق الشامل له تبعات لا تقل عن انتشار الفيروس نظرًا لتأثيره السيئ على شرائح المجتمع نتيجة الوضع الاقتصادي المتدهور والفقر المدقع في قطاع غزة، ومع ذلك قد يكون الحل الأخير أمام السلطات في غزة إذا استمر عدم التزام المواطنين بإجراءات السلامة والوقاية.
وأشار صبح إلى أن اللقاحات العلاجية لن تصل قطاع غزة قبل شهر يوليو/تموز أو أغسطس/آب من العام المقبل.
الحالة الوبائية غير مستقرة
ويشير رئيس المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، سلامة معروف، إلى أن الواقع للحالة الوبائية غير مستقر، مشيرا إلى أن قرار الإغلاق التام يتم تحديده من وزارة الصحة في حال وصلت لعدم القدرة للتعامل مع المصابين وفور صدوره لا وجود لاجتهادات أخرى أمام الإغلاق.
وقال: "قرار الإغلاق التام لن يقضي على الفيروس بنسبة كبيرة كما أن الإغلاق التام يشكل ضغطا على الوضع المجتمعي في ظل وضع اقتصادي سيء".