"فاسدون وخونة".. كيان ثالث للإخوان يهاجم جبهتي منير وحسين

"فاسدون وخونة".. هكذا وصفت قيادات في تنظيم الإخوان الإرهابي جبهة إبراهيم منير القائم بأعمال المرشد العام، والمقيم في لندن، وجبهة محمود حسين الأمين العام السابق للجماعة (إسطنبول)، المتناحرتين على المال والسلطة والنفوذ.
وتزامنا مع الانشطار غير المسبوق الذي يضرب التنظيم الإرهابي، وانقسامه بين جبهتين، خرج "كيان ثالث" من التنظيم يهاجم محمود حسين ، وإبراهيم منير، ويدعو شباب الجماعة إلى طريق ثالث، بعيدا عمن وصفهم بـ"الفاسدين والخائنين".
وفي تطور جديد للحرب المشتعلة في قمة رأس الإخوان، شن عدد من قيادات التنظيم -في هجوم متزامن- هجوما حادا على جبهتي منير المقيم في لندن، وحسين (معسكر إسطنبول)، يعكس وفقا لمراقبين حالة "التدمير الذاتية" التي يعيشها التنظيم.
واليوم، وجه أشرف عبدالغفار القيادي الإخواني الهارب في تركيا منذ سنوات، هجوما على قيادات الجبهتين، قائلا عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك" : "أنتم (منير وحسين) عناصر أساسية في تدمير الجماعة، بل تتقاتلون (الآن) على بقاياها".
وزاد في هجومه: "أنتم فقدتم الإحساس، والإخلاص لأي شيء، وتتقاتلون على بقايا الجماعة كي تكملوا إنهائها تماما".
وأوضح "أصبحت أدرك وكثيرون غيري أنكم عناصر أساسية لتدمير مصر والجماعة.. ولا عزاء للمغيبين".
منصة هجوم
ومنذ اندلاع أزمة الإخوان، تحولت صفحة عبدالغفار على "فيسبوك" إلى منصة هجوم على قيادات الجبهتين. حيث قال في مشاركة سابقة له إن "السفينة الصحيحة هي سفينة البنا (مؤسس الجماعة)، ولو اضطررنا أن نعيد البناء من جديد من الشباب بعيدا عمن تلوثوا.. فلا يعقل أن تختار بين فاسدين"، في إشارة للقيادات الحالية للتنظيم.
وأضاف عبدالغفار "لو استطاع الصف أن يعبر مرحلة محمود حسين ورفاقه ويكمل، ويعبر مرحلة إبراهيم منير ورفاقه، فسوف يتجدد الأمل وستكون ثورة حقيقية تخرج الكيان من عثرته".
بدوره اتهم عصام تليمة القيادي الإخواني، والمدير السابق لمكتب يوسف القرضاوي (من كبار قيادات تنظيم الإخوان التاريخية)، بالفساد والخيانة، قائلا عبر حسابه الرسمي على "فيسبوك" "تخيل عدد البيانات التي خرجت من قيادات الجماعة، وعدد اللقاءات التي تم عقدها لإثبات أن القيادة (هذه أو تلك) على حق وليست مفصولة، وكم التخطيط للسيطرة على المؤسسات والمال والقنوات".
وأردف قائلا "بتزعلوا لما بنقول: فساد وخيانة".
وقال تليمة في مقال سابق منشور عبر أحد المواقع التابعة للإخوان إن "الأحداث كشفت عن سوس نخر في عظم التنظيم، كنا نكتب عنه من قبل، من أن أي عمل جماعي أو تنظيمي يغيب عنه: المؤسسية، والشفافية في اتخاذ القرار، وفي الجانب المالي، وفي جانب الدخول لهذا التنظيم، أو الخروج منه، هي عوامل تؤدي بلا شك إلى انتهائه".
وسبق أن قال أحمد عبدالعزيز، القيادي الإخواني عضو الفريق الرئاسي للرئيس المعزول والراحل محمد مرسي، عبر حسابه بموقع تويتر"، إن "الفريقين المتصارعين على قيادة الإخوان كانا فريقا واحدا قبل ثماني سنوات، وكلاهما شريك فيما آلت إليه الأمور، فلا يحق لأي منهما (اليوم) توجيه الاتهامات للآخر.. كلاهما مطلوب للمساءلة أمام قواعد الإخوان وإخوان الإخوان".
جماعة منشطرة
وتعقيبا، قال هشام النجار الخبير في شؤون حركات الإسلام السياسي في حديث خاص لـ"العين الإخبارية" إن عبدالغفار وتليمة وغيرهم يمثلون كيانا ليس بحجم جبهة ومعكسر مثل منير أو معسكر حسين، ولا يملك هذا الكيان ما تملكه الجبهتان من أوراق وأدوات".
واستدرك "لكنه كيان لديه ما يلعب به ويناور به خاصة الملفات المتعلقة بفساد وعجز وفشل معسكري منير وحسين وهو ما يستطيع من خلاله إحداث شوشرة لكسب أرضية واتباع ومريدين".
ورأى النجار أن "الجماعة ليست منقسمة فقط إلى جبهتين إنما تندرج تحت هذا الانقسام الثنائي الكبير لانقسامات أصغر تجعل الجماعة منشطرة إلى ما يقارب الأربع جبهات أو أكثر".
ويوضح "مع جبهتي منير وحسين، هناك أيضا جبهة إخوان مصر التي تقف موقف الصامت المترقب، وتحرص على عدم الانحياز نظرا لارتباكها وظروفها الخاصة، وأيضا مجموعة المكتب العام التي تضم أشرف عبدالغفار وآخرين، وتيار التغيير والكماليين ومجموعة قيادات وعناصر حسم فضلا عن جبهة المستقلين والخارجين الرافضين لاستمرار الجماعة كتنظيم والداعين لحلها".
وإزاء هذا الطرح يتابع النجار "هذا هو المشهد العام، وهو يعكس مدى ما أصاب التنظيم من انقسامات وترهل، ويؤكد أيضا عدم قدرة جناح من أجنحته على لملمة شتاته وشمله، لذا يقتصر الجهد على محاولة إثبات الحضور في المشهد لتحقيق مكاسب".
ويستطرد "من المكاسب ضمان استمرار التمويل، وتوفير الملاذ، وكسب تعاطف وثقة بعض القواعد والاسترزاق من وراء محاولة لعب دور في الصراع الجاري، أما بالانحياز لإحدى الجبهتين المتصارعتين، أو شن هجوم على كليهما وبلورة طريق ثالث يجذب الكثير من الناقمين والساخطين على الوضع الحالي برمته".
تصاعد الصراع
واشتعل الصراع بين "جبهة لندن" بقيادة إبراهيم منير، وجبهة إسطنبول في المقابل التي يتزعمها محمود حسين، عقب إعلان الأخير مؤخرا تشكيل "لجنة للقيام بأعمال المرشد" واختيار القيادي مصطفى طلبة ممثلا عنها بمنصب مرشد الجماعة لمدة 6 أشهر.
وفي رده، أصدر تنظيم الإخوان (جبهة منير) بيانا تحت عنوان "ليسوا منا ولسنا منهم"، أعلن خلاله فصل مصطفى طلبة، إضافة إلى فصل قيادات جبهة الأمين العام السابق، وبينهم مدحت الحداد، ومحمد عبدالوهاب، وهمام علي يوسف، ورجب البنا، وممدوح مبروك.
وقال بيان لجبهة منير، نشره موقع "إخوان سايت" التابع للجبهة مؤخرا: "ليس منا ولسنا منه، كل من خرج عن الصف، وكل من ساهم في شق الجماعة، وترديد الافتراءات الكاذبة".
وبتشكيل جبهة إسطنبول لـ"لجنة للقيام بأعمال المرشد" تكون الجماعة كتبت الفصل الأخير من نهايتها، حيث يتم تدشين تنظيمين رسميين داخلها لأول مرة، ولكل منهما متحدث رسمي، ومكتب شورى الأول في لندن والآخر في إسطنبول.
aXA6IDMuMTQzLjIyMy43MiA= جزيرة ام اند امز