روسيا تمهل بريطانيا شهرا لخفض عدد دبلوماسييها.. وتستدعي سفراء دول غربية
وزارة الخارجية الروسية أصدرت بياناً، الجمعة، أعلنت خلاله أنها استدعت سفراء عدد من الدول، التي أقدمت على "تصرفات غير ودية" بحق موسكو.
في أحدث تطورات الأزمة الخاصة بالجاسوس الروسي السابق، سيرجي سكريبال، أعلنت موسكو، الجمعة، استدعاء سفراء عدد من الدول، لتسليمهم مذكرات احتجاج بشأن تلك القضية.
وأمهلت موسكو بريطانيا شهراً لخفض عدد دبلوماسييها، بحسب وزارة الخارجية الروسية.
وأفادت قناة "روسيا اليوم" بأن وزارة الخارجية الروسية استدعت السفير البريطاني في موسكو، لوري بريستوو، لتسليمه مذكرة احتجاج على طرد دبلوماسيين روس من دول عديدة.
ووصفت الخارجية الروسية خطوات بريطانيا بـ"الاستفزازية وغير المبررة".
كما أمهلت موسكو بريطانيا شهرا واحدا لتقليص عدد دبلوماسييها بالسفارة والقنصليات العامة، حتى يتساوى مع عدد الدبلوماسيين الروس الموجودين في المملكة المتحدة.
وأصدرت وزارة الخارجية الروسية بيانا، أعلنت خلاله أنها استدعت سفراء عدد من الدول، التي أقدمت على "تصرفات غير ودية" بحق موسكو، فيما يتعلق بقضية الجاسوس سكريبال، لـ"تسليمهم مذكرات احتجاج والإعلان عن تدابير جوابية".
جاء ذلك وفق ما نشرته وكالة "سبوتنيك" الروسية على موقعها الإلكتروني، دون الإشارة إلى أسماء تلك الدول، فيما أفادت وكالة الأنباء الفرنسية بوصول سفراء بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا وجمهورية تشيكيا وسلوفاكيا، وكذلك سفراء العديد من دول خارج الاتحاد الأوروبي، إلى وزارة الخارجية الروسية، بعد ظهر الجمعة.
وذكرت وزارة الخارجية الروسية اليوم في بيانها أنه "يجري اليوم استدعاء رؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدة في روسيا لعدد من الدول، التي اتخذت تدابير غير ودية بحق روسيا، تعبيرا عن التضامن مع بريطانيا بسبب حادث تسمم عميل الاستخبارات الروسية السابق سيرجي سكريبال وابنته".
وأضاف البيان: "سيتم تسليم السفراء مذكرات احتجاج، والإعلان عن تدابير جوابية من الجانب الروسي".
كما أبلغت روسيا السفير الهولندي، الجمعة، قرارها طرد دبلوماسييْن، في رد على إجراء مماثل اتخذته بلاده على خلفية تسميم الجاسوس الروسي السابق في بريطانيا.
ووفق ما قاله السفير الهولندي رينيه جونز، لوكالة الأنباء الفرنسية، إن "2 من زملائي سيغادرون روسيا. ولكن نحن (السفارة) باقون هنا".
كما كشفت وكالة "سبوتنيك" الروسية بأن موسكو طردت ٩ دبلوماسيين من إيطاليا وفنلندا وهولندا وبولندا.
تضامن غربي ضد روسيا
وفي الرابع من مارس/ آذار الجاري، عُثر على العميل الروسي المزدوج وابنته، مغمى عليهما على أريكة في مدينة سالزبوري جنوب شرقي بريطانيا.
واتهمت لندن موسكو بتسميم سكريبال وابنته، ما فجّر أزمة دبلوماسية بين الجانبين، لم تضع أوزارها حتى الساعة، في وقت اصطف فيه عدد كبير من البلدان الغربية خلف المملكة المتحدة، مؤيدين اتهاماتها ضد موسكو و"حقها في الدفاع عن سيادتها وحرمة أراضيها".
وتصدرت عدة بلدان أوروبية طليعة المؤيدين للموقف البريطاني، عبر طرد دبلوماسيين روس من أراضيها، وهي: ألمانيا التي أعلنت طرد 4 دبلوماسيين، وفرنسا (4)، وبولونيا (4). تليها التشيك التي طردت 3، وليتوانيا (3)، وإيطاليا والدانمارك وهولندا (اثنان لكل منها).
أما أستونيا ولاتفيا وفنلندا، فقد أعلنت كل منها طرد دبلوماسي روسي، لتنسج على منوالها رومانيا والسويد وكرواتيا.
ففرنسا التي كانت من أوائل البلدان الأوروبية التي سارعت بإعلان دعمها للمملكة المتحدة، لم تتأخر في تفعيل دعمها عبر إعلان وزير خارجيتها، جان إيف لودريان، في بيان: "أبلغنا السلطات الروسية بقرارنا طرد 4 من الموظفين الروس الحاملين للصفة الدبلوماسية، وقد أمهلناهم أسبوعا لمغادرة أراضينا".
وعلاوة على ما تقدم، أعلنت أوكرانيا طرد 13 دبلوماسيا روسيا من على أراضيها، في قرار قال رئيس البلاد، بترو بوروشنكو، إنه يأتي "في إطار روح التضامن مع شركائنا البريطانيين وحلفائنا عبر الأطلسي، وبالتنسيق مع بلدان الاتحاد الأوروبي".
من جهتها، أعلنت واشنطن، الإثنين الماضي، طرد 60 "جاسوسا" روسيّا، في إطار تدابير التضامن المتخذة بالتنسيق بين الدول الغربية.
موقف موسكو
وفي الوقت الذي أشادت فيه لندن بموجة التضامن الغربية معها، توعدت موسكو بالرد.
وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، حيا ما وصفه بـ"الرد الاستثنائي" لحلفاء بلاده ضد روسيا، معتبرا في تغريدة عبر "تويتر" أن "أكبر موجة طرد للعملاء الروس في التاريخ، من شأنها أن تحمي أمننا المشترك".
رد "جماعي" رأت فيه موسكو "استفزازا"، وفق الخارجية الروسية التي قالت في بيان: "نستنكر بشدة قرار العديد من بلدان الاتحاد الأوروبي ودول الناتو طرد دبلوماسيين روس".
واعتبر البيان أن "هذه الحركة الاستفزازية للتضامن المزعوم مع لندن (…) يشهد على استمرار خط مواجهة يرمي لتصعيد الوضع"، لافتا إلى أن البلدان التي اختارت طرد الدبلوماسيين "إنما سارت وراء لندن دون أن تكلف نفسها عناء الفهم (…)، وهذا ما حدث".
وجددت الوزارة استنكارها لـ"الاتهامات المجانية" ضد موسكو، مشيرة إلى أن "هذا القرار غير الودي لن يمر دون عواقب، وسنرد عليه بالضرورة".
في السياق نفسه، قال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لايزال يحبذ إصلاح العلاقات مع الدول الأخرى رغم قرار طرد عشرات الدبلوماسيين الغربيين في إطار الخلاف المتعلق بتسميم عميل روسي مزدوج سابق وابنته في بريطانيا.
ونقلت وكالة أنباء رويترز، الجمعة، قول بيسكوف إنه لا يتفق مع تقييم الحكومة الأمريكية بأن قرار روسيا طرد 60 دبلوماسيا أمريكيا يظهر عدم اكتراثها بالدبلوماسية.
aXA6IDMuMTM5Ljk4LjEwIA== جزيرة ام اند امز