ترسخت جذور احترام القانون في مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة الذي أسسه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"
ترسخت جذور احترام القانون في مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة الذي أسسه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، والتي تقوم على المواطنة وسيادة القانون وهذه الأسس خلقت شعورا إيجابيا لدى جميع من يعيش على أرض هذا الوطن المعطاء، هو شعور الانتماء والولاء والحس الوطني والأخلاقي في مواجهة الجرائم والظواهر الاجتماعية السلبية التي يرفضها من يحب الإمارات وشعبها الأصيل.
وسأسرد لكم جزءا من حوار جمعني بصديقي أبو راشد الذي اتخذ قراراً بقضاء إجازته في ربوع أوروبا، وأول ما قرر أبو راشد أن يقوم به قبل البدء برحلته هذه هو الاطلاع على نظام السير والمرور وجميع القوانين في القارة العجوز والتي تجعله في مأمن من المخالفات التي قد ترهق ميزانيته وحتى يكون في الوقت ذاته خير سفير لوطنه خارج أسواره.
حيث قام بشراء مقعد خاص لطفله الرضيع لكي يجلس في المكان المخصص له في المركبة العائلية التي قرر أن يستأجرها والتي تتسع لجميع أفراد أسرته، كما جدّد رخصة القيادة الخاصة به علاوة على التأكد من تواريخ انتهاء جوازات سفر أبناءه، بل حتى أنه قد قام بشراء أكياس المهملات التي سيستعملها في المركبة تفاديا لرمي المخلفات في المكان غير المناسب لها، بالإضافة إلى شرائه أحدث أنظمة الملاحة التي ترشده للسرعات المطلوبة على الطرقات.
وهنا تداخلت معه وقلت له ما كل هذا الاهتمام المفاجئ والاحترام الكبير للقانون، وأنت مجرد ربط حزام الأمان لا تلتزم به هنا في وطنك على الرغم من أنه إجباري لكل الركاب! فقال "تصدق أنا الحزام يضايقني لأنه يؤثر على رونق (الكندورة) ومظهرها! ولكن في أوروبا بما أنني سأرتدي (الجينز) والملابس الرياضية فالأمر مختلف ولن يتأثر مظهرها ورونقها بربطي للحزام".
أستغرب من تصرفات بعض الشباب بتناقلهم لصور الرادارات في الطرق متذمرين من كثرة المخالفات التي تردهم عن طريق الرسائل النصية، ولكنهم في المقابل لا يعون بأن الالتزام بالسرعة المطلوبة سيحميهم من هذه المخالفات ومن وزرها
فقلت له: "يا أبو راشد من الأولى احترام قانون الوطن قبل الترحال لبقية الأوطان"، لكن أبو راشد وهو أعز أصدقائي قد استشاط غضبا وتأثر من حديثي معه وتركني بسبب صراحتي، لدرجة أن أخباره قد انقطعت عني ووصل الأمر به أن حظرني حتى من متابعته على حساباته في شبكات التواصل الاجتماعي، وعندما سألت عنه أحد أصدقائه، صدمت بجوابه حين قال: صديقك أبو راشد يرقد في إحدى مستشفيات الدولة بسبب حادث تعرض له ونتج عنه تعرضه لكسر في ساقه بسبب عدم تقيده بربط حزام الأمان.
فبادرت على الفور متوجها نحو المستشفى لزيارة "أبو راشد" والذي قابلني بجملة قال فيها: "ليتني سمعت كلامك يا سعود".
هنا انتهت حكايتي مع أبو راشد، ولكن لن تنتهي ثقافة احترام القانون الذي يجب على الجميع أن يعي ويدرك هذه الثقافة التي إن رسخناها في جميع معاملاتنا اليومية سندرك بلا أدنى شك مدى حاجتنا لهذه الثقافة وارتباطنا اليومي بها، فجميع القوانين الوضعية وُجدت لتنظم حياة الناس أينما حلوا وارتحلوا، ولا يخفى عليكم كذلك أن قانون الخدمة المجتمعية الذي وجد لردع التصرفات الدخيلة على مجتمعنا وإنسانيتنا، رغم أن جميع من عُرضت صورهم وهم يقومون بتنظيف الشوارع أو الحدائق أو في محطات الوقود جميعهم متعلمون وأنهوا جميع متطلبات الحصول على رخصة القيادة من المدارس الخاصة بتعليم القيادة وفنونها وقوانينها ولكنهم وفِي لحظة طيش، خالفوا النظم والتعليمات وشوهوا المنظر العام.
أستغرب من تصرفات بعض الشباب بتناقلهم لصور الرادارات في الطرق متذمرين من كثرة المخالفات التي تردهم عن طريق الرسائل النصية، ولكنهم في المقابل لا يعون بأن الالتزام بالسرعة المطلوبة يحميهم من هذه المخالفات وتحمل وزرها المادّي المرهق، كما أن الإنسان المثالي والمواطن الصالح ذو السلوك القويم والمتحضر، هو النواة لأسرة كريمة ومجتمع معافى يسهم في تحسين نوعية الحياة وجودتها واستقرارها وازدهارها بين الأمم.
ولمعلوم الجميع بأن دولة الإمارات العربية المتحدة قد احتلت المركز الأول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الأمن والأمان، وبالتالي فعلينا جميعا المحافظة على ثقافة احترام القانون لأن الوطن أمانه غالية لابُد أن نعي مكانتها ففيها تنعم 200 جنسية بالأمن والأمان.
حفظ الله حكومتنا الرشيدة التي جعلت لسمعة دولة الإمارات مكانة مرموقة بين الدول يحترمك الجميع أينما ذهبت مرددين "مرحبا بعيال زايد الخير".
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة