مرصد الإفتاء المصري: معركة الموصل تحدد مصير تنظيم داعش الإرهابي
مرصد "الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة"، التابع لدار الإفتاء المصرية، حذر من احتمالية عودة عناصر تنظيم داعش الإرهابي الهاربة من مدينة الموصل خاصة المقاتلين الأجانب إلى بلدانهم
حذر مرصد "الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة"، التابع لدار الإفتاء المصرية، من احتمالية عودة عناصر تنظيم داعش الإرهابي الهاربة من مدينة الموصل خاصة المقاتلين الأجانب إلى بلدانهم، معتبرًا معركة الموصل تمثل تحولاً جذريًّا في مستقبل تنظيم داعش الإرهابي وتحدد مصير مقاتليه.
جاء ذلك في تقرير جديد للمرصد اليوم الخميس، وصل بوابة "العين" الإخبارية نسخة منه، حيث شدد على أنه بالرغم من التقدم الذي أحرزته القوات العراقية التي عزمت على تحرير المدينة من تنظيم داعش، إلا أن هذا يصاحبه مخاوف متزايدة لدى الدول الغربية من احتمالية عودة عناصر التنظيم الهاربة من المدينة خاصة المقاتلين الأجانب إلى بلدانهم.
وأضاف المرصد، في بيانه أن "محاور المعركة للهجوم على المدينة لم تغطِ مناطق غرب الموصل، مما يعطي التنظيم فرصة الانسحاب نحو الحدود السورية، وهو ما يثير عدة مخاوف على جميع القوى الفاعلة الإقليمية والعالمية، خاصة وأن سقوط داعش في هذه المعركة سيدفع بجميع مقاتلي داعش إلى سوريا ويحشدهم فيها".
وتابع: "هذا السيناريو مشابه لما حدث في مدينة الفلوجة عندما استعادها الجيش العراقي في شهر يونيو (حزيران) الماضي، وهذا يعني أن هزيمة تنظيم داعش في الموصل ستشجع مقاتليه على التوجه غربًا في محاولة للمّ شتاتهم ومحاولة تضميد جراحهم في سوريا".
وأشار المرصد إلى السيناريو الثاني بعد هزيمة داعش في الموصل، والذي يتمثل في هروب المقاتلين الأجانب إلى بلدانهم الأصلية مما يلقي بعبء أكبر على تلك الدول في مواجهة العمليات الانتقامية المحتمل أن يقوم بها العناصر العائدة وهو ما يزيد من المخاوف التي تنتاب الدول الأوروبية والغربية من عودة المقاتلين الأجانب إليها، خاصة وأنهم يمثلون أكثر من 20% من مقاتلي داعش، منهم 50% من أبناء الأقليات المسلمة، وهو ما يعتبر تحديًّا رهيبًا أمام تلك الدول، لما يمثله هؤلاء العائدون من مخاطر محدقة على الأمن القومي والاستقرار المجتمعي والفكري فيها.
وأفاد المرصد أن "إحصاءات أوروبية قدرت أن عدد المقاتلين الأجانب الذين انضموا إلى صفوف تنظيم داعش بأكثر من 50 ألف مقاتل، وأن نحو 20% منهم من الدول الأوروبية فقط، وأن نسبة تتراوح من 5 إلى 10% من المقاتلين الأجانب قد قتل أثناء المعارك، فيما تتراوح نسبة أخرى من 10 إلى 30% من المقاتلين، يتوقع أنهم تركوا أرض المعركة عائدين إلى بلدانهم، أو تم احتجازهم في دول أخرى أثناء عبورهم الحدود".
وفي ظل هذه التخوفات، أوضح المرصد أنه يتابع حالة التأهب التي تعيشها دول أوروبا في مواجهة التهديدات المحتملة من مقاتلي داعش العائدين إليها، خاصة دول مثل فرنسا وألمانيا وبريطانيا وبلجيكا وهولندا.
وشدد مرصد الإفتاء على أن محاربة الإرهاب لا تتحدد في جغرافية معينة، وأنه لا توجد دولة بمنأى عن الإرهاب، لذلك ينبغي أن توجد معالجات حقيقية لمحاربة الإرهاب والتطرف، وعدم اقتصار ذلك على تهديدات المقاتلين الأجانب في أوروبا فقط، بل في جميع أنحاء العالم.
كما دعا المرصد دول العالم إلى إيجاد استراتيجية لمكافحة التطرف تلتزم بها جميع الدول، ومنها على سبيل المثال إنشاء غرف عمل مشتركة على مستوى الخبراء وفرق عمل فنية لتبادل المعلومات ومشاركتها، وتعقب المطلوبين، إلى جانب اتخاذ الإجراءات التقليدية لمكافحة الارهاب والتطرف، لتكون مسئولية مكافحة الإرهاب والتطرف مسئولية أممية مشتركة وليست قاصرة على دول بعينها.