«عاصفة النار».. «رافال» تُروّض الأعداء وتطمئن «المشككين»

في زمن تتسابق فيه القوى الكبرى لامتلاك مقاتلات الجيل الخامس، تثبت «رافال» الفرنسية أن التفوق يُقاس بقدرة الطائرة على خوض الحروب الحديثة بمرونة وحمولة نارية هائلة.
فالمقاتلة التي سُمّيت «رافال» على اسم «عاصفة النار»، وُلدت من رحم الطموح العسكري الفرنسي، وفرضت نفسها في أكثر من ميدان قتال، من صحراء الشرق الأوسط إلى مياه المحيط الهندي.
ورغم حملات التشكيك والدعاية السلبية، لا تزال رافال تثبت أنها مقاتلة لم تُخلق لتُقارن، بل لتتفوق.
الأكثر تطورا
وقد تكون "داسو رافال" أكثر الطائرات المقاتلة تطورًا في القارة الأوروبية حيث تتميز الطائرة ذات المحركين بتعدد استخداماتها.
و"رافال" هي طائرة فرنسية الصنع، سُميت بهذا الاسم نسبةً إلى تعبير فرنسي يعني "انفجار نار" أو "عاصفة ريح" وذلك وفقا لما ذكره موقع "ناشيونال إنترست".
ودخلت "رافال" الخدمة عام 2004، وهي أكثر تطورًا من العديد من مقاتلات الجيل الرابع الأخرى إلا أنها لا ترقى إلى مستوى مقاتلات الجيل الخامس المتطورة.
وصُممت "رافال" لتكون مقاتلة متعددة الأدوار حيث جمعت بين أدوار عدد من الطائرات الأخرى، بما في ذلك التفوق الجوي، والدعم الأرضي، والاستطلاع، والهجوم المضاد للسفن، والردع النووي، كل ذلك في منصة واحدة.
ومن حيث المواصفات، تتميز "رافال" بتصميم ديناميكي هوائي مثالي، مع أجنحة دلتا وأجنحة كانارد نشطة ومتقاربة، مما يجعلها فائقة الرشاقة وقادرة على الإقلاع والهبوط في فترات قصيرة.
وبفضل نظام التحكم تتمتع "رافال" بالقدرة على الحفاظ على ثباتها في زوايا هجوم عالية جدًا، وإجراء مناورات عالية الجاذبية.
وتعتمد الطائرة على محركين توربينيين مروحيين من طراز " SNECMA M88-2 " يعملان باحتراق لاحق، ينتج كل منهما 17,000 رطل من الدفع، مما يسمح بسرعة قصوى تبلغ 1.8 ماخ (1,380 ميلًا في الساعة) وارتفاع خدمة يتجاوز 50,000 قدم.
أسلحة متعددة
أما بالنسبة للأسلحة، فتستطيع رافال حمل حمولة قصوى تبلغ 20,900 رطل، مع 14 نقطة تعليق خارجية قادرة على التعامل مع مجموعة متنوعة من ذخائر جو-جو، وجو-أرض، وجو-بحر مثل صاروخ "ميتيور" جو-جو بعيد المدى، وصواريخ "ميكا EM/IR"، وصواريخ "كروز سكالب إي جي"، وقنابل" AASM " دقيقة التوجيه، وصواريخ "إكزوسيت" المضادة للسفن، والصاروخ النووي" ASMP-A " للردع الاستراتيجي.
كما تم تجهيزها داخيا بمدفع "غيات" عيار 30 ملم، مزود بـ 125 طلقة، وهو ما يكفي للمواجهات القتالية القريبة.
بالإضافة إلى ذلك فإن "رافال" تتميز أيضًا بمجموعة متطورة من إلكترونيات الطيران، بما في ذلك رادار "ثاليس RBE2-AA AESA"، الذي يوفر للطائرة تتبعًا بعيد المدى متعدد الأهداف، ورسم خرائط عالية الدقة، ومقاومة للحرب الإلكترونية.
كما تتميز رافال بنظام البصريات الأمامية للقطاع، الذي يُمكّن من البحث والتتبع بالأشعة تحت الحمراء وتحديد المدى بالليزر، والقدرة على التعرف البصري دون إصدار إشارات قابلة للكشف.
حماية ذاتية
ولتعزيز قدرة الطائرة على البقاء، تتميز "رافال" بنظام " SPECTRA" أو (معدات الحماية الذاتية لمواجهة التهديدات لطائرات رافال)، وهو نظام حرب إلكترونية متكامل يكشف التهديدات، ويعطل الرادار، وينشر الطعوم، ويسحب الطعوم النشطة.
وفي الوقت نفسه، تم تصميم قمرة لتوفر الراحة للطيار، حيث تتضمن أدوات تحكم يدوية بدواسة الوقود وعصا التحكم وشاشة عرض أمامية ثلاثية الأبعاد بزاوية واسعة، وثلاث شاشات كبيرة متعددة الوظائف، وخاصية الإدخال الصوتي كما تم تجهيز الطائرات الأحدث بنظام رؤية مثبت على الخوذة.
وأثبتت "رافال" جدارتها كطائرة مقاتلة متطورة في القتال، وفي سوق الدفاع العالمي.
ومؤخرا، تصدرت "رافال" عناوين الأخبار عندما تم إسقاط إحدى مقاتلاتها خلال المواجهات بين الهند وباكستان ومع ذلك، لا تزال "رافال" قادرة بفضل ترقياتها المعيارية على الحفاظ على مكانتها كطائرة صامدة قادرة على القتال في سماء أوروبا.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjA4IA== جزيرة ام اند امز