الشعوب لا تعيش فقط بالأرقام، ولكن بالشعور القوي بالأمل في غد أفضل، وأن هناك مستقبلاً واعداً لأجيال قادمة.
في مؤتمر «دافوس الصحراء»، أو الاستثمار في المستقبل، الذي انعقد لمدة 3 أيام في السعودية، تحدث الأمير محمد بن سلمان، ولي عهد السعودية عن آماله في أن «يكون الشرق الأوسط هو أوروبا الجديدة».
عبارة جعلته يتجاوز اللغة، ويرفع سقف الأمنيات والأمل.
استجابت الأسواق العربية لهذه العبارة على الفور، فارتفع أداء السوق السعودي بنسبة 5٪، وحدثت ارتفاعات مختلفة في أسواق الإمارات والبحرين والكويت.
الشعوب لا تعيش فقط بالأرقام، ولكن بالشعور القوي بالأمل في غد أفضل، وأن هناك مستقبلاً واعداً لأجيال قادمة، وهذا ما نجح فيه مؤتمر «دافوس الصحراء» الذي أريد له أن يفشل أو يُؤجل أو يُلغى، لكن إرادة الله فوق كل شيء.
تتحسن الأسواق لمزيج من عدة أسباب، أولها أداء الشركة صاحبة السهم، تأثير الاقتصاد الكلي للبلد المدرج فيه السهم، أو الذي يحدث على أرضه البيزنس، أو مدى الاستقرار في المنطقة، أو معدل المخاطر التي تحيط بالاستثمار.
وأحياناً تتأثر الأسواق بأمور كونية غير مباشرة، مثل أسعار الطاقة أو المعادن أو انتظار نتائج انتخابات رئاسية أو برلمانية أو توقيع معاهدات أو اتفاقات دولية.
العامل النفسي يلعب دوراً أساسياً في إقبال المستثمرين على الاستثمار أو الإحجام عنه، وكلما كانت هناك حالة غموض أو تساؤلات حول الحاضر أو المستقبل سياسياً أو اقتصادياً، زاد القلق وزادت حالات الإحجام عن الاستثمارات من الأسواق.
وأهم ما جاء في كلمة ولي العهد السعودي أنه في ظل ظروف سياسية متوترة، وفي ظل منطقة مأزومة بامتياز في مجالات متعددة، أعطى شحنة هائلة من الأمل في الحاضر والمستقبل القريب.
وحرص الأمير محمد، على أن يتحدث بتفصيل حول اقتصادات دول عربية بعينها مثل الإمارات ومصر والبحرين والأردن ولبنان، وحتى قطر -رغم الخلاف معها- يعطي حالة من الثقة في أن المنطقة مقبلة بالفعل على نمو حقيقي وتطور واعد، مبني ليس على «أحلام وردية»، أو «أوهام خادعة»، ولكن على مؤشرات دقيقة وعناصر موضوعية قادرة على تحويل هذه المنطقة إلى أوروبا الجديدة في العقد المقبل.
بالنسبة للسعودية، وهي الدولة صاحبة الاقتصاد الأضخم في المنطقة، فإن ولي العهد السعودي قد أكد بما لا يدع مجالاً للشك أن هناك تطورات إيجابية في الأداء مبنية على العناصر التالية:
1- ارتفاع توقع معدل النمو السعودي من 1.9 إلى 2.5٪ العام المقبل.
2 - انخفاض العجز الكلي في الموازنة العامة عن العام الماضي.
3 - وصول الموازنة السعودية في العام المقبل لأول مرة في التاريخ إلى تريليون ريال سعودي (الدولار الأمريكي يساوي 3.70 ريال).
4 - زيادة فرص التوظيف في الوقت الذي تناقصت فيه مخصصات الأجور والرواتب بنسبة 5٪.
وأخيراً استطاع «دافوس الصحراء» أن يوقع صفقات تعدت الـ60 مليار دولار أمريكي.
الشعوب لا تعيش فقط بالأرقام، ولكن بالشعور القوي بالأمل في غد أفضل، وأن هناك مستقبلاً واعداً لأجيال قادمة، وهذا ما نجح فيه مؤتمر «دافوس الصحراء» الذي أريد له أن يفشل أو يُؤجل أو يُلغى، لكن إرادة الله فوق كل شيء.
نقلا عن "الوطن المصرية"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة