قيادي سابق بحزب أردوغان: داود أوغلو يستعد لانتخابات الرئاسة
سلجوق أوزداغ النائب البرلماني السابق: نريد أن نؤسس كيانا سياسيا مركزيا يحظى بقبول من الجميع في تركيا، ويحترم الأفكار والآراء المعقولة.
قال برلماني تركي سابق بحزب العدالة والتنمية الحاكم، الإثنين، إن رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو يعتزم الإعلان رسمياً عن تأسيس حزبه الجديد في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، كما سيعلن استعداده للترشح لرئاسة البلاد.
جاء ذلك على لسان سلجوق أوزداغ، النائب البرلماني السابق عن ولاية مانيسا (غرب)، الذي شغل لفترة نائب الرئيس العام لحزب العدالة والتنمية، وأحد أبرز الأسماء المقربة من داود أوغلو.
حديث القيادي السابق بالعدالة والتنمية جاء في مقال للكاتب والصحفي التركي أورهان أوغور أوغلو، نشره اليوم الإثنين الموقع الإلكتروني لصحيفة "يني جاغ" التركية المعارضة.
وأوضح أوزداغ أنهم اختاروا يوم 25 نوفمبر/تشرين الثاني ميعاداً للإعلان عن الحزب تزامناً مع اليوم العالمي للعنف ضد المرأة، مضيفاً "هذه المناسبة ستكون بمثابة تعهد بأننا سنكون حزباً سياسياً يعطي أهمية وقيمة للمرأة بشكل مختلف جداً عن باقي الأحزاب الأخرى".
وأشار إلى أن أحمد داود أوغلو سيشارك في الانتخابات الرئاسية المقبلة، مضيفاً، وفق الكاتب: "نحن نعلم أن النظام الرئاسي الحالي خاطئ، وأننا سندخل الانتخابات بنظام مليء بالأخطاء. ونهدف إلى أن نحصل في هذه الانتخابات على 50+1 من الأصوات".
وأكد أنهم يسعون "لتشكيل كيان سياسي يناقش جميع المشكلات التي تواجهها تركيا، وتقديم مقترحات وحلول للتغلب عليها، نحن واثقون بأننا سنقدم أجمل وأفضل خدمة للمواطنين فعلاً وليس قولاً وتصريحاً".
القيادي السابق بحزب أردوغان تابع قائلاً "أعمال حقوق الإنسان، وتفعيل ديمقراطية كاملة غير منقوصة، وإعلاء سيادة القانون أهم أهدافنا، من أجل حل ملفات حالة الطوارئ وقضايا ضحايا مراسيم قرارات أردوغان بين عامي 2016 -2018".
وأضاف: "سنشكل وحدة داخل كياننا السياسي تعمل جاهدة على تحقيق حرية الإعلام والصحافة وحرية الرأي والتعبير. نحن لن نقود سياسة أيديولوجية اعتيادية، وإنما أيديولوجيتنا ستكون العدالة، وهي ما يجب أن تكون عليه الدولة نفسها".
واختتم تصريحاته بقول: "نريد أن نؤسس كياناً سياسياً مركزياً يحظى بقبول من الجميع في تركيا، ويحترم الأفكار والآراء المعقولة".
وكان أوزداغ ضمن ثلاثة أعلنوا استقالتهم مع داود أوغلو يوم 13 سبتمبر/أيلول الجاري من العدالة والتنمية، بعد إعلان الحزب اعتزامه فصلهم منه؛ لانتقادهم سياساته بشكل دائم.
وفي 2 سبتمبر/أيلول الجاري، قررت اللجنة التنفيذية المركزية بالعدالة والتنمية، وبإجماع الآراء، إرسال طلب للجنة الانضباط والتأديب من أجل فصل الرباعي أحمد داود أوغلو، وأيهان سفر أوستون، نائب الحزب السابق عن مدينة سكاريا (غرب)، أحد مؤسسي الحزب، وعبدالله باشجي، نائب الحزب السابق عن مدينة إسطنبول، وسلجوق أوزداغ.
وحتى الآن بلغ عدد المستقيلين من الحزب، منذ إعلان داود أوغلو ورفاقه استقالتهم، أكثر من 30 شخصاً.
كما كشفت وسائل إعلام تركية عن أن هناك عدداً يتراوح بين 10 إلى 15 نائباً برلمانياً حالياً عن الحزب الحاكم يستعدون للاستقالة عنه؛ لاتفاقهم في الرؤى مع كل من داود أوغلو، وعلي باباجان، نائب رئيس الوزراء الأسبق، الذي سبق أن أعلن انشقاقه عن الحزب في يوليو الماضي.
وقبل الاستقالات الأخيرة، شهد الحزب الحاكم خلال الفترة الماضية سلسلة استقالات كانت أبرزها؛ استقالة نائب رئيس الوزراء الأسبق علي باباجان، في يوليو/تموز الماضي، بعد فترة من انتشار مزاعم حول اعتزامه تأسيس حزب جديد مناهض للحزب الحاكم بزعامة أردوغان، رفيقه السابق.
وفي 8 يوليو/تموز الماضي، قدّم باباجان استقالته رسمياً من "العدالة والتنمية"، في خطوة كان لها بالغ الأثر على الحزب الحاكم الذي يعاني من انشقاقات متتالية؛ اعتراضاً على سياسات أردوغان التي أدخلت البلاد في نفق مظلم.
وتعقد الانتخابات التشريعية والرئاسية بتركيا كل 5 سنوات، وكانت النسخة الأخيرة منها في عام 2018، وبذلك ستعقد النسخة المقبلة عام 2023، هذا إن لم تستجد تطورات تجبر نظام أردوغان على الدعوة لانتخابات مبكرة، لا سيما في ظل ما يشهده حزبه بين الحين والآخر من انشقاقات.
ويوم 16 سبتمبر/أيلول الجاري، كشفت صحيفة "يني جاغ" التركية عن أن أردوغان قد يلجأ إلى إجراء انتخابات مبكرة عام 2021، بدلاً من 2023؛ أو يقوم بإجراء تعديل وزاري؛ للحيلولة دون تفاقم الأوضاع داخل حزبه.
aXA6IDMuMTM4LjMyLjUzIA== جزيرة ام اند امز