علماء يحددون 5 طرق لتفادي اليأس.. لا تيأس

مهما واجهت من مصاعب، لا تترك نفسك فريسة لليأس، فكلما سقطت، عليك أن تنهض لتعاود المحاولة حتى ييأس اليأس منك
أمام وضع معاكس على صعيد العمل، مثل البقاء لفترة مؤقتة دون عمل لينضم اسمك إلى قوائم العاطلين، أو بعد "صدمة عاطفية" ما، قد تقع فريسة لليأس إذا كانت نظرتك سلبية، أو قد تستغل الأزمة للمضي قدما في حياتك بشكل مختلف، بمعنى أن الخيار بيدك.
في ظل الأزمات، يجب أن نتجنب أسئلة مثل: "وماذا لو فشلت؟"، و"ماذا لو ساءت أوضاعي؟"، فلا أحد يستطيع التكهن بالمستقبل، وعلى الجميع أن يحاول، والحالة الوحيدة التي يمكن أن يخشى فيها من الفشل هي عدم المحاولة.
أجمع علماء النفس على أن الإنسان يتمتع بقدرة مدهشة على تجاوز الصعاب على مختلف مستوياتها وأنواعها، ولكنه في العادة يميل إلى الراحة في عمل ما، أو في علاقة ما، أو تجاه أسلوب حياة معين.
أجبرت الأزمة الاقتصادية الحالية الكثير من الناس في مختلف الدول، وخاصة في العالم الغربي، على التحرك والبحث في فرص جديدة لحياة أفضل. وينصح المتخصصون أن نتجنب الوقوف عند الجانب السلبي للوضع الحالي، وإنما يجب التفكر في كيفية استغلاله والتقدم خطوة أخرى في حياتنا، ولو في اتجاه مختلف عن الذي تعودنا عليه.
تركت الأزمة الاقتصادية والمالية بصماتها واضحة على غالبية بلدان العالم، وأثرت بشكل كبير على مختلف شرائح المجتمعات بعد أن تخلت عشرات الشركات والمؤسسات العالمية عن الآلاف من موظفيها، وهو ما انعكس بشكل مباشر ليس فقط على الدخول والمصروفات، وإنما كان له آثاره الاجتماعية والنفسية السيئة.
فلا تزال في زيادة مطردة أعداد الباحثين عن العمل، فيما تتضخم القوائم بأسماء من يجدون أنفسهم في الشارع دون عمل، ولكن على الرغم من كل ذلك هناك جانب آخر للموضوع، حيث بدأت أيضا بالظهور القدرات الإبداعية لدى آخرين يبحثون بشكل اكثر إيجابية عن موارد تمكنهم من مواصلة الحياة.
وعلى سبيل المثال، تتمثل زيادة هذه القدرات الخيالية والإبداعية خلال فترات الأزمة في العمل بالساعة، وازدهار شبكات العمل على الإنترنت (networkings)، والاستعداد لتغيير محل الإقامة، والتعاون بين العاملين ورجال الأعمال المستقلين، وتنفيذ الخدمات من المنزل، أو بعض الأعمال الجديدة على شبكة المعلومات الدولية "on line".
وفي هذا الصدد، يشير عالم النفس ريكاردو روس، رائد ما يعرف باسم "علم نفس العمل"، إلى أن "غالبية الأشخاص يخشون التغير بصفة عامة، ولكن هناك من يستغلها ليحقق أحلامه، ويتقدم في وظيفته، ويحرز خطوات جديدة في تكوينه لذاته، أو يحسّن مستوى معيشته".
ويتابع هذا الخبير في التمييز الشخصي والمهني بنبرة تهدئة: "فلنتذكر أن لفظ أزمة يعني تغيير وأن الفصل من العمل ليس نهاية مرحلة في حياتك، بل البداية لأخرى. ربما يبدو أننا لن نعثر على عمل آخر، ولكننا ننسى خيار أن نخلق نحن فرصة العمل الجديدة".
ويعتقد روس أن "الإنسان لديه قوة غير مذهلة على تجاوز أي صعوبات تواجهه، ولكنه يميل إلى الراحة في عمل ما، أو في علاقة، أو في إحدى طرق الحياة..".
ويقول إن الأزمة أجبرتنا على التحرك، وبرغم أنها "وضع غير مريح" إلا أنها يجب أن تدفعنا إلى البحث عما هو أفضل، وإننا "يجب أن نتفكر في كيفية استغلال أزمة يشهدها الاقتصاد وسوق العمل مثل التي نعانيها اليوم للتقدم خطوة أخرى في حياتنا"، كما يعتبر أن الأزمة من الممكن أن تكون "وقتا جيدا للتخلص من كل ما لا يفيدنا من اتجاهات، وسلوكيات، واعتقادات، وعلاقات،.. وغيرها".
ويضرب عالم النفس مثالا بحالة "شخص لديه متجر لبيع الأسطوانات الموسيقية CDs إلا أن حجم مبيعاته يتضاءل شيئا فشيء بسبب عمليات القرصنة -على وجه الخصوص- فيسوء عمله. ولكنه خطر بباله الترويج بشكل أفضل لمنتجاته والتوسع في تجارته، فأصبح يبيع حاليا المزيد من أسطوانات DVDs والكتب الخاصة بالموسيقى، وقمصان، وقبعات، وبوسترز، وتذاكر للحفلات الموسيقية. وهذا يعني أنه حاول توسيع آفاقه ونظرته للعمل".
وعلى حد قوله، فإن ذلك الشخص قام بتحويل الجانب السلبي إلى إيجابي، وأن جميعنا بإمكانه أن يفعل نفس الشيء إذا تخلينا عن الأفكار التقليدية ونظرنا للأمر من زاوية إيجابية.
وفيما يلي بعض النصائح التي يوصي بها روس لمواجهة الأزمة:
الانفتاح:
الاعتقاد بأنك بنّاء فقط سيمكنك من تشييد المنازل أو بأن إتمام دراستك وحده سيجعلك تحصل على وظيفة، يعتبر تفكيرا محدودا. يتعين علينا فتح آفاق عقولنا وتقييم ووزن كل الخيارات المتاحة أمامنا. والمفتاح لذلك هو التكيف وألا نقصر حياتنا العملية على اتجاه واحد.
الانتباه:
تتاح حاليا فرص، قليلون هم من يبدو أنهم يرونها ولكن لأنهم يبحثون عنها.
الثقة:
من المهم جدا أن لا ندع الخوف والقلق يشلان حركتنا ويقضيان على آمالنا.
العزم:
لا بد أن تتهرب من تلك الأسئلة، أمثال "ماذا لو فشلت؟" و"ماذا لو ساءت أوضاعي؟" لا أحد باستطاعته أن يتكهن بالمستقبل ولكنه ما لم يحاول، فإنه في طريقه نحو الفشل، إن الخوف يعرقل التقدم، وما لم تتقدم فإن أوضاعك لن تتحسن.
العمل:
يمكن العمل في الحاضر عن طريق استغلال أوقات الفراغ في تأهيل الذات، وإقامة شبكة من الاتصالات القوية، والانتباه إلى كل الفرص التي تتاح أمامك. لا بد من استغلال أوقات الأزمة لخلق وسائل جديدة تمكننا من مواصلة الحياة.
aXA6IDMuMTQ0Ljk1LjE4NiA= جزيرة ام اند امز