مخدرات وغسل أموال وتجنيد.. عمليات مشبوهة لحزب الله في ألمانيا
صحيفة ألمانية تفضح أنشطة مليشيا حزب الله وتشير إلى أن نحو 1050 من أنصاره يعيشون في البلاد بينهم 250 في برلين وحدها.
في شارع رويتر شتراسه ببرلين، يقبع ما يعرف بمركز "الإمام رضا" الإسلامي، وهو مسجد شيعي للرجال والنساء، لا يتمتع بسمعة طيبة في العاصمة الألمانية لارتباطه بشكل مباشر بمليشيا حزب الله الإرهابية.
وفي الوقت التي خرجت فيه تقارير عن اتجاه الحكومة الألمانية لحظر المليشيا اللبنانية، كان مركز "الإمام رضا" يمارس ما اعتاد أن يمارسه؛ البروباجندا، وتجنيد أتباع جدد وجمع التبرعات لصالح قيادات حزب الله في بيروت، وفق تقرير لصحيفة "تاغس شبيجل" الألمانية.
ونقلت الصحيفة عن هيئة حماية الدستور "الاستخبارات الداخلية" أن نحو 1050 من أنصار حزب الله يعيشون في ألمانيا بينهم 250 في برلين وحدها.
ويرفض مركز الإمام رضا التعليق على علاقته بحزب الله، لكن إمامه والمسؤول عنه، إيمان إرول، ينشر دعايا للمليشيا اللبنانية بشكل مستمر على حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي، وخطابات قياداته، ويصفهم بـ"مقاتلي الحق".
لكن عمليات حزب الله لا تعكس تلك الصورة البراقة التي يريد إيمان إرول الترويج لها؛ فالحزب يستغل الأراضي الألمانية ليس فقط في جمع الأموال وتجنيد الأتباع، بل أيضا لتهريب المخدرات وغسل الأموال، وفق الصحيفة الألمانية.
و"توثق السلطات الألمانية عمليات حزب الله لتهريب المخدرات بشكل جيد، حيث تصل شحنات المخدرات إلى ألمانيا قادمة من أمريكا الجنوبية عبر القارة الأفريقية، في مسارات محددة رسمها حزب الله". بحسب "تاغس شبيجل".
وتابعت "وبجانب ميناء هامبورج الألماني، تصل المخدرات عادة إلى موانئ روتردام في هولندا وأنتويرب في بلجكيا، ويستخدم الحزب الأموال التي يجنيها من هذه التجارة في شراء الأسلحة وتمويل عملياته".
وخلال السنوات الماضية، مر حزب الله بضائقة مالية؛ لأن مموله الأساسي، إيران، لم يعد قادرا على دفع الأموال بسبب الأزمة الاقتصادية الطاحنة في البلاد ما دفعه لمسارات أخرى لجني التمويل منها غسل الأموال وتجارة المخدرات.
ووفق الصحيفة، فإن حزب الله يستغل شركة لتأجير السيارات في مدينة دوسلدورف غربي ألمانيا، كواجهة لعمليات غسل الأموال.
وكانت صحيفة "ذود دويتشه تسايتونغ" الألمانية قالت في تقرير نشرته مؤخرا إن حزب الله يستغل ألمانيا واقتصادها الأقوى في أوروبا، لجمع الأموال لتمويل عملياته العسكرية، وممارسة نفوذ على الجالية اللبنانية، وتقوية روابطه مع طهران.
وأوضحت الصحيفة أنه "ليس سرا أن الحزب نشط جدا في ألمانيا"، مضيفة "تشاهد أعلام الحزب الصفراء بكثافة في الفاعليات والمظاهرات في برلين، وترصد الشرطة تحركات صناديق التبرعات الخاصة به".
وأردفت "كما تصنف هيئة حماية الدستور حزب الله كجماعة تهدد الدستور".
وأمس الأول الخميس، قالت مجلة "دير شبيجل" ذائعة الصيت نقلا عن مصادر رفيعة أن الحكومة الألمانية تخطط لحظر الميلشيا اللبنانية بعد أن وافقت وزارات الخارجية والداخلية والعدل على الخطوة الأسبوع الماضي.
ومن المحتمل أن يصدر قرار الحظر الأسبوع المقبل خلال مؤتمر وزراء داخلية الولايات الألمانية، وفق المصدر ذاته.
وكنتيجة للحظر، ستتعاطى السلطات الألمانية مع أنشطة وعناصر حزب الله في ألمانيا مثلما تتعاطى مع أنشطة وعناصر تنظيم "داعش" الإرهابي.
كما ستمنع الحكومة كل الأنشطة والفعاليات التي ينظمها الحزب في ألمانيا، بما يشمل حظر رفع علم حزب الله في أي مظاهرات أو فاعليات، وفق "دير شبيجل".
ولا يتوقف الأمر عند ذلك، حيث منحت الحكومة الادعاء العام الضوء الأخضر للتحقيق في كل أنشطة حزب الله بالبلاد.
ولسنوات طويلة، كانت الحكومة الألمانية تفرق بين الجناحين العسكري والسياسي لحزب الله، وترفض حظر الجناح السياسي لأسباب متعلقة بدورها في لبنان كوسيط بين الأطراف المختلفة.
aXA6IDMuMTcuMTgxLjEyMiA=
جزيرة ام اند امز