مقتل دروكبال وكورونا على طاولة قادة جيوش الساحل الأفريقي
الاجتماع تناول أيضا العمليات الأخيرة ضد معاقل الجماعات الإرهابية شمال مالي، وسبل تعزيز التعاون بين دول الساحل الخمسة
استعرض قادة جيوش بلدان تجمع الساحل الأفريقي الخمسة، آخر تداعيات مقتل زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي في بلاد المغرب الإسلامي عبدالملك دروكبال، إضافة إلى تطور انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
وتناول الاجتماع الذي عقد الخميس، عبر تقنية الفيديو، العمليات الأخيرة ضد معاقل الجماعات الإرهابية شمال مالي، وتعزيز التنسيق والتعاون بين دول الساحل الخمسة وشركائها الدوليين.
وأشاد قائد أركان الجيش الموريتاني الفريق محمد ولد مكت الذي تولى رئاسة الاجتماع، بما حققته القوة المشتركة لدول الساحل وقوة "بارخان" الفرنسية خلال عملية "ساما"، مما مكن إلحاق خسائر فادحة في صفوف الإرهابيين وأخذ زمام المبادرة في المنطقة الحدودية المشتركة.
واعتبر الفريق محمد ولد مكت، أن الأمور الطارئة التي تواجه الساحل الأفريقي "تتطلب من البلدان المعنية والشركاء وتبادل المعلومات المنتظم حول الموضوعات الأمنية الأساسية المشتركة".
ونوه بأهمية "تشجيع كافة المبادرات والدعم الرامية لإعادة هيكلة قوات الدفاع والأمن الوطنيين وتعزيز قدراتهم من حيث التجهيز والتكوين".
تفكيك تحالف الإرهاب
ويأتي اجتماع قادة جيوش الساحل الأفريقي، بعد أشبوع من مقتل عبد الملك دروكبال، زعيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، عبر طائرات فرنسية مسيرة، في منطقة جبال "أيفوغاس" الحدودية بين الجزائر ومالي.
واعتبر عدد من الخبراء في شؤون المنطقة في تصرحات لـ"العين الإخبارية" أن مقتل "دروكبال" سيؤدي إلى تفكيك التحالفات الإرهابية بين الجماعات المسلحة التي كان تنصهر مع القاعدة، ضمن ما يعرف بتنظيم "نصرة الإسلام" الذي يقوده فعليا "دروكبال".
البخاري محمد مؤمل، عميد سابق بالجيش الموريتاني، وخبير مختص في قضايا الأمن بمنطقة الساحل الإفريقي، يعتبر أن مقتل زعيم ما يعرف بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي، لا يشكل ضربة لقدرات التنظيم فحسب، بل ربما يفكك التحالفات التي نسجها التنظيم مع بعض الحركات المتشددة الأخرى.
وأوضح الخبير الأمني، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، أن غياب العقل المدبر لهذا التحالف الذي تم سنة 2017 بين القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وعدد من تلك الحركات في إطار ما يعرف بجماعة "نصرة الإسلام"، من شأنه أن يكون البداية لتفكك هذا التحالف الذي يضم عدد من الحركات المحلية المتشددة.
وتوقع مؤمل أن تتجه كل جماعة من تلك الحركات إلى الاستقلال بذاتها عن بقية الكيان المتشددة، بسبب غياب ما اعتبره الزعيم الروحي لهذا التحالف عبد المالك دروكبال,
بدوره يرى الخبير في شؤون غرب إفريقيا إسماعيل الشيخ سيديا، أن الضربة الجديدة القاعدة تضاف إلى ضربات أخرى موجعة تلقاها التنظيم أمنيا وسياسيا في مالي خلال السنتين الماضيتين، وكان آخرها القبض على محمد لمرابط مسؤول الاكتتاب فيه، من قبل عناصر القوات الفرنسية الخاصة في النيجر منتصف مايو/آيار الماضي.
والأسبوع الماضي، قتل عبد الملك دروكبال، من قبل طائرات فرنسية مسيرة عقبها إنزال لقوات فرنسية خاصة محمولة بمروحية، وبدعم من الطيران الحربي لقوة برخان الفرنسية وبمعلومات استخبارية أمريكية، وفق تقرير مفصل عن الحادث اطلعت عليه "العين الإخبارية".
ووفق هذا التقرير فإن مسرح العملية كان جبال أيفوغاس في منطقة حدودية بين الجزائر ومالي وحصيلتها ستة قتلى منهم عبد المالك وخمسة من مقربيه قد يكون من بينهم المسؤول الإعلامي للتنظيم توفيق شعيب، إضافة إلى استسلام أحد المرافقين دون قتال.