إيبولا يضرب من جديد.. مخاوف دولية بعد تسجيل وفيات جديدة في الكونغو

أعلنت السلطات الصحية في الكونغو الديمقراطية عن وفاة ما لا يقل عن 15 شخصا جراء إصابتهم بفيروس إيبولا، أحد أكثر الأمراض فتكا في العالم.
حتى الآن، تم تسجيل 28 حالة مؤكدة، بينهم 4 من العاملين في مجال الرعاية الصحية. ويمثل هذا التفشي الذي بدأ الشهر الماضي في جنوب البلاد المرة الـ16 التي يواجه فيها البلد هذا الفيروس منذ اكتشافه عام 1976.
وأوضحت وزارة الصحة في الكونغو الديمقراطية، أن الإنذار الأول جاء بعد إدخال امرأة حامل تبلغ من العمر 34 عامًا إلى المستشفى في إقليم كاساي المتاخم لأنغولا، وكانت تعاني من حمى شديدة وقيء في 20 أغسطس/ آب، ولم يتضح بعد ما إذا كانت من بين الضحايا.
من جانبه، قال الدكتور محمد جنابي، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أفريقيا، إن المنظمة "تتحرك بعزم لوقف انتشار الفيروس بسرعة وحماية المجتمعات"، محذرًا من أن "أعداد الإصابات مرشحة للزيادة مع استمرار انتقال العدوى".
وقد أرسلت المنظمة خبراء إلى كاساي لدعم فرق الاستجابة السريعة المحلية، عبر تعزيز المراقبة الوبائية والعلاج وإجراءات الوقاية داخل المرافق الصحية. كما أعلنت عن نقل 2000 جرعة من لقاح إرفيبو (Ervebo) إلى المنطقة لتطعيم المخالطين والعاملين في الصفوف الأمامية، إضافة إلى شحنة تزن طنين من المعدات الطبية والمختبرية.
تعتمد الاستراتيجية على التطعيم الحلقي، حيث يتم تلقيح المصابين المحتملين والمخالطين لهم، وهي طريقة أثبتت فعاليتها في احتواء تفشي الفيروس سابقا.
وكان آخر تفشٍ للمرض في الكونغو عام 2021 وأسفر عن وفاة 6 أشخاص، فيما شهدت البلاد بين عامي 2018 و2020 ثاني أكبر تفشي في تاريخها أودى بحياة نحو 2300 شخص.
ويُعرف فيروس إيبولا بنسبة وفيات تصل إلى 53.6%، وينتقل عبر سوائل الجسم، وتتمثل أعراضه في الحمى والقيء والنزيف والإسهال. ويُعتقد أن الفيروس يعيش في خفافيش الفاكهة والقردة والقوارض في الغابات المطيرة، ويمكن أن ينتقل أيضا من خلال تناول لحوم الحيوانات البرية غير المطهية.
ويظل احتواء الفيروس تحديا كبيرا، خاصة في المناطق الحضرية، نظرًا لفترة حضانته التي تتراوح بين يومين و21 يوما، لا يكون خلالها المصاب معديا حتى تبدأ الأعراض في الظهور.