علاقة الإمارات باليمن الشقيقة ليست بالعلاقة المستجدة التي فرضتها الظروف السياسية الحالية
علاقة الإمارات باليمن الشقيقة ليست بالعلاقة المستجدة التي فرضتها الظروف السياسية الحالية، بل إن علاقة الإمارات باليمن علاقة وطيدة تترجم وفاء الإمارات لقيمها وثوابتها الأصيلة بالانفتاح والتواصل والتعاون مع مختلف البلدان الصديقة، وخاصة البلاد العربية الشقيقة ومنها دولة اليمن التي حظيت بدعم الإمارات ومساعداتها المستمرة التي لا تزال طراوتها ندية في العيون ومن ذلك تسارع الإمارات لمساعدة المنكوبين من فيضانات اليمن عام 1982حيث قامت بتخصيص 3 ملايين دولار للمنكوبين في ذلك الوقت.
كما كان لمبادرة الوالد والقائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه الفضل الكبير في إعادة بناء وتأهيل سد مأرب على نفقته الشخصية عام 1984، وافتتح زايد الخير السد بعد عامين من انتهاء أعمال إعادة البناء والتأهيل وتوسيع مساحة بحيرة السد إلى 30 كيلو متر مربع تستوعب نحو 16 ألف هكتار من الأراضي. وفي عام 2002 تابع زايد الخير مد أياديه البيضاء باستكمال المرحلة الثانية من تطوير السد بتكلفة 88 مليون درهم على نفقته أيضاً.
تصدرت الإمارات دول العالم من حيث تقديم المساعدات لليمن الشقيق حسب بيانات المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة، وكانت من أسرع الدول تلبية للنداء الإنساني للشعب اليمني
وبناء على عمق الروابط والعلاقات القائمة بين البلدين الشقيقين كان من الطبيعي أن تهب الإمارات لدعم الشرعية السياسية والدستورية التي يمثلها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لإعادة الأمن والاستقرار والسلام إلى اليمن، ولإرساء أسس ودعائم التنمية، ورأب الصدع وفاء منها لقيمها وإيمانها وفلسفتها الإنسانية الراسخة التي غدت منهج عمل مؤسساتها وهيئاتها الخيرية للتخفيف من معاناة أبناء الشعب اليمني الشقيق، وما حاق به من ويلات الحرب وتبعاتها.
وتصدرت دولة الإمارات دول العالم من حيث تقديم المساعدات لليمن حسب بيانات المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة، وكانت من أسرع الدول تلبية للنداء الإنساني للشعب اليمني ومساعدته، ليتجاوز محنته اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً. فقامت ببناء جسر جوي وبحري لنقل مواد غذائية وطبية عاجلة، مع دعم البنى التحتية المتضررة من الحرب، وبلغ عدد اليمنيين المستفيدين من هذه المساعدات نحو مليون و100 ألف يمني، وكان حجم المساعدات نحو 29 ألف طن، وبلغت قيمتها نحو 188 مليون درهماً، وبلغ حجم المساعدات الطبية 122 مليون درهماً. بينما بلغت مساعدات الإمارات لليمن بشكل عام حتى نهاية 2016نحو ٦ مليار درهم.
ويتميز مجهود الإمارات الإغاثي بأنه جاء كعمل حكومي وشعبي شاركت فيه الهيئات والمؤسسات المجتمعية والأفراد، تأكيداً على التفاف مختلف مؤسسات الدولة وأبناء الشعب مع قرار قيادتهم الحكيمة والرشيدة، والتعاطف التام والتآزر مع الشرعية اليمنية ضد شراذم الحوثيين.
كما أن المساعدات الإماراتية لليمن لم تتخذ طابع المساعدات الإغاثية فحسب، بل أخذت تلك المساعدات طابع الدعم من التحرير إلى البناء، فمساعدات الإمارات قد ساهمت بإقامة 50 سداً في مديرية رصد لتجميع مياه الأمطار والاستفادة منها، وحفر 40 بئراً لتغذية محطة مياه رئيسية تخدم سكان عدن، وقدمت 41 مليون درهم لدعم قطاع المياه والصرف الصحي في عدة مدن يمنية منذ عام 2015.
وساهمت الإمارات بإعادة إعمار وترميم 154 مدرسة سلم منها 123 مدرسة، وساهمت كذلك بتقديم 15 مشروعاً لخدمات الأمومة والطفولة بمبادرة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، وقدمت 81 مليون و300 ألف درهم لصيانة المشاريع التعليمية، ولإعادة تأهيل جامعة عدن من قبل الهلال الحمر الإماراتي.
وهذه المساعدات الإماراتية للشعب اليمني الشقيق أكبر من أن يتم حصرها نظراً لتعدد مجالاتها، وشمولها لمختلف المناطق والمدن اليمنية، خاصة تلك المناطق التي تم تحريرها من قبضة الحوثيين عبر المساعدات التي نُقلت عبر الطائرات والسفن والشاحنات.
ما سبق ذكره يؤكد ثقة الإمارات بالنصر القريب للشعب اليمني وللشرعية، وأن على اليمن الاستعداد لمرحلة ما بعد التحرير وعودة الحق إلى نصابه، وكما وعد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، برفع علم الإمارات إلى جانب العلم اليمني فوق سد مأرب عام 2015 وهذا ما تحقق في أكتوبر 2015، وقريبا بإذن الله تعالى سيعلو علم الشرعية ومعه أعلام دول التحالف العربي خفاقة على سائر الأرض اليمنية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة