حكومة السراج تضحي بطلبة ليبيا.. انتظام للدراسة في ذروة كورونا
عمل دون مقابل، تدني المرتبات، عودة الدراسة في ذروة انتشار كورونا، قرارات كارثية اتخذتها حكومة "الوفاق"، غير عابئة بالطلبة أو المعلمين.
ففي الوقت الذي ألغت أو علقت معظم دول العالم الدراسة، وفرضت إجراءات صارمة للحد من انتشار فيروس كورونا في موجته الثانية التي تعد أكثر عنفًا، إلا أن ليبيا تعزف على وتر منفرد، لتعلن حكومة السراج، عودة الدراسة بجميع المدارس الخاضعة لسلطتها، دون توفير أية إجراءات احترازية للطلبة أو المعلمين.
عودة الدراسة
عودة الدراسة أثارت غضب أولياء الأمور، الذين عبروا عن رفضهم لقرار الحكومة بانتظام الدراسة، في الوقت الذي تعاني فيه ليبيا من انتشار جائحة كورونا، معبرين عن تخوفهم بسبب انعدام وسائل الحماية في المدارس، ما يجعلهم أبناءهم أكثر عرضة للإصابة بالفيروس، بعد انتشار تقارير تشير إلى أن صغار السن، في مرمى السلالة الجديدة من فيروس كورونا.
لم يكن أولياء الأمور وحدهم من احتجوا على عودة الدراسة، بل إن المعلمين عبروا عن غضبهم تجاه القرار، الذي اعتبروه "بعيدًا عن الواقع"، خاصة مع ذروة تفشي الفيروس في ليبيا وخاصة في العاصمة طرابلس، التي تسجل يوميًا أعلى معدلات الإصابة، وفقًا لتقارير المركز الوطني لمكافحة الأمراض في ليبيا.
إلغاء عطلة المعلمين
كما احتج معلمو طرابلس على قرار رئيس حكومة الوفاق غير الشرعية فايز السراج، بإلغاء عطلة المعلمين الرسمية، السبت، وإلزامهم بالعمل دون مقابل.
وقال أشرف أبوراوي، نائب رئيس النقابة العامة لمعلمي طرابلس، إن المعلمين فوجؤوا بقرار يلغي عطلة المعلمين الرسمية التي توافق السبت من كل أسبوع، مؤكدًا أن قرار السراج يحرم العاملين في وزارة التعليم من يوم راحة أسبوعي، ويجبرهم على العمل، بنفس الأجر السابق، دون أي زيادة.
وأوضح نائب رئيس النقابة العامة لمعلمي طرابلس، في تصريحات صحفية، أن مراقبات التعليم طالبت في بيانات عدة الأسبوع الماضي، بزيادة المرتبات المتدنية وتوفير تأمين صحي للمعلمين، دون جدوى، محذرًا حكومة السراج باللجوء إلى القضاء، حال عدم تعديل القرار.
وكان فايز السراج رئيس حكومة الوفاق غير الشرعية، أصدر قراراً، باعتبار السبت من كل أسبوع يوم دراسة وعمل عادي للعاملين بوزارة التعليم خلال العام الدراسي 2020-2021.
فشل ذريع
وتشهد ليبيا ارتفاعا ملحوظا في أعداد المصابين بفيروس كورونا منذ بداية شهر سبتمبر/أيلول الماضي، وبلغت أعلى حصيلة للإصابات 1639 يوميًا، وارتفع العدد الإجمالي للمصابين بفيروس كورونا في ليبيا إلى 100 ألف و744 شخصا، بينهم 26 ألفًا و5 حالات نشطة، ووفاة 1487 شخصًا.
وكشفت بيانات حديثة عن إنفاق حكومة فايز السراج أكثر من مليار دينار لمواجهة كورونا، رغم فشلها في السيطرة على تفشي الفيروس في ليبيا.
وتستغل حكومة السراج جائحة كورونا، لرصد ميزانيات كبيرة، في الوقت الذي لم تصرف فيه تلك المخصصات في وجهتها الحقيقية.
وقال مصرف ليبيا المركزي، الأسبوع الماضي، في بيان اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، إنه جرى تخصيص أكثر من مليار دينار لمجابهة جائحة كورونا، خصص منها 632 مليون دينار لصالح وزارة الصحة، فيما خصص للبلديات والمجالس المحلية 50 مليونا، و95 مليون دينار لصالح جهاز الطب العسكري، في إطار مواجهة فيروس كورونا.
كما أظهرت بيانات مصرف ليبيا المركزي إنفاق 35 مليونا لجهاز الإسعاف والطوارئ، ونحو 151 مليون دينار لجهاز الإمداد الطبي، و44 مليون دينار لصالح السفارات والقنصليات و22 مليون دينار لصالح وزارة التربية والتعليم.
وبحسب بيانات المصرف المركزي، تم تخصيص 779 مليون دينار ليبي للإمداد الطبي، عدا المبلغ المخصص لمواجهة كورونا، إلا أنه رغم كل تلك الأموال، فإن حكومة السراج، فقدت السيطرة على تفشي فيروس كورونا في البلاد.
aXA6IDE4LjIyNi4xODcuMjEwIA== جزيرة ام اند امز