مصر عبرت وبشكل صريح عن موقفها الذي يعكس في الحقيقة موقف كل الدول العربية بلا استثنا
مصر بطبيعتها التاريخية دولة عربية تمتلك عمقا استراتيجيا في محيطيها الإقليمي والدولي، فهي تاريخيا مثلت العمق العربي بكل أبعاده، وحملت هذه الصفة بمعاييرها الواضحة مكانة مصر في المحيط العربي، ولذلك فإننا عندما تتحدث القيادة المصرية فإن الجميع ينصت بلا تردد، ليس عربيا فقط وإنما أيضا دوليا.
فمصر وجيشها الكبير كما قال عنه فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي "الجيش المصري من أقوى جيوش المنطقة ولكنه جيش رشيد، يحمي ولا يهدد، يؤمن ولا يعتدي، تلك هي عقيدتنا وثوابتنا التي لا تتغير، كونوا مستعدين لتنفيذ أي مهمة داخل حدودنا وإذا تطلب الأمر خارج حدودنا".
في السياق التاريخي وعندما تتحدث القيادة المصرية ممثلة بالرئيس السيسي بمثل هذا الخطاب، فإن ذلك مؤشر كبير للمخاطر المحتملة ليس على مصر فحسب بل على المنطقة بأكملها، وخاصة الحزام العربي الذي تشكل فيه مصر ركيزة أساسية،. لقد كانت الرسائل واضحة لكل من استمع إلى خطاب الرئيس المصري، ولعل من أبرز تلك الرسائل أن مصر وبجانبها الأمة العربية كلها لن تسمح بأي تهديد لأمنها القومي عبر تواجد قوات أجنبية تمثلها تركيا التي تتدخل في ليبيا للسيطرة والاستحواذ على مقدرات هذا البلد الجار لمصر.
مصر عبرت وبشكل صريح عن موقفها الذي يعكس في الحقيقة موقف كل الدول العربية بلا استثناء.
مصر عبرت وبشكل صريح عن موقفها الذي يعكس في الحقيقة موقف كل الدول العربية بلا استثناء، ماعدا تلك الدول والقيادات التي أصبحت ضحية للاستعمار والسيطرة التركية، إما عبر التدخل في أراضيها أو عبر التدخل في شؤونها، الأمن العربي سياق تاريخي يصعب تجاوزه لمجرد رغبة تركيا أو نظامها الراديكالي العبث به، ولن يكون هناك رسالة أقوى من تلك التي أطلقتها مصر عبر قيادتها لتذكير تركيا ومن يقف معها: أن الأمن القومي المصري والأمن القومي العربي خطوط حمراء يستحيل تجاوزها.
العالم العربي قياداته وشعوبه تتفهم وبشكل دقيق تلك المخاوف التي تحدث عنها الرئيس المصري في خطابه الذي أكد فيه على الدور الذي يجب أن تلعبه القوات المصرية في تعزيز الموقف المصري والعربي تجاه تلك التدخلات المباشرة في أرض عربية، ليبيا لا تعيش في الواقع أزمة سياسية داخلية، ليبيا تعاني من احتلال مخطط من قبل تركيا و ممن يحاولون خلط الأوراق في عالمنا العربي.
مصر اليوم وكما اعتاد العالم العربي منها عبر التاريخ، تتحمل مسؤليتها كحليف موثوق في قضايا الأمة العربية، وهذا ما جعل كل الدول العربية الفاعلة والكبرى في المنطقة تعلن تأييدها المباشر لتلك المسارات، التي ترى مصر أنها ضرورية لحفظ الأمن العربي سواء كانت مسارات سياسية أو عسكرية إذا ما تطلب الأمر ذلك.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة