مصر.. دور جديد برئاسة مجموعة الـ77
مصر تسلمت رئاسة مجموعة الـ77 لعام 2018 بمقر الأمم المتحدة.. ماذا تعرفون عن هذه المجموعة؟ وماذا تعني؟
بعد أداء مشهود له بالكفاءة على مدار عامين رئيسا للجنة الإرهاب من خلال عضويتها غير الدائمة بمجلس الأمن، تجري الجمعة 12 يناير/كانون الثاني الجاري مراسم تسلم مصر لرئاسة مجموعة الـ77 والصين لعام 2018 بمقر الأمم المتحدة، حيث يتسلم الرئاسة السفير عمرو أبوالعطا مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة، من دولة الإكوادور التي ترأست أعمال المجموعة العام الماضي.
- مجلس الأمن يعتمد قرارين مصريين لمكافحة الإرهاب
- مصر بمجلس الأمن: قرار ترامب أحادي غير قانوني لا اعتراف به
وصرح المستشار أحمد أبوزيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية بأن رئاسة مصر لمجموعة الـ77 والصين خلال العام الحالي تأتي خلال مرحلة مهمة في مسار العمل متعدد الأطراف، خاصة داخل منظومة الأمم المتحدة، في ظل مرحلة الإصلاح التي تشهدها الأمم المتحدة سواء على صعيد التنمية أو الإصلاح الإداري أو السلم والأمن، وما تمثله من فرصة سانحة لمصر لأن تكون صوتاً متزناً يعبر عن مواقف ورؤى دول المجموعة، وقضايا الدول النامية في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، فضلاً عن المتطلبات التنموية للدول النامية وفقا لأولويات واحتياجات تلك الدول.
وأوضح أبوزيد أن مجموعة الـ77 والصين تعتبر أكبر محفل تفاوضي باسم الدول النامية داخل منظومة الأمم المتحدة يستهدف تعزيز المصالح الاقتصادية والتنموية لتلك الدول، فضلاً عن الدفع بجهود التعاون جنوب- جنوب بصفته مكملاً للتعاون شمال- جنوب، وأن تقلد مصر لهذا المنصب يمثل محفلاً جديداً لإبراز دور الدبلوماسية المصرية خلال عام 2018 على صعيد العمل متعدد الأطراف، وفرصة للبناء على ما تحقق خلال عضوية مصر بمجلس الأمن خلال العامين الماضيين، وعضويتها في مجلس السلم والأمن بالاتحاد الأفريقي، فضلاً عن جهود مصر داخل الجمعية العامة بشكل عام، والتي تمثل سياق العمل المستمر لمصر داخل المنظمة الدولية.
وأردف المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، أن رئاسة بلاده للمجموعة تتزامن مع مرحلة دقيقة تتعاظم فيها التحديات الاقتصادية والتنموية والبيئية أمام اقتصادات الدول النامية، ومن ثم تأتي أولويات الرئاسة المصرية للمجموعة للدفاع عن قضايا الدول النامية والتفاوض باسمها في مختلف المجالات ذات الأولوية، وتركز بشكل رئيسي على قضية إصلاح الأمم المتحدة وبصفة خاصة إصلاح المنظومة التنموية والإصلاح الإداري للمنظمة، فضلاً عن تعزيز التعاون الدولي في تنفيذ الأجندة التنموية الدولية 2030 وموضوعات دعم وتمويل التنمية خاصة في أفريقيا، وقضايا البيئة ومفاوضات تغير المناخ. كما تنوي الرئاسة المصرية للمجموعة خلال عام 2018 إعطاء الزخم اللازم لقضايا تشغيل الشباب وارتباطها المباشر بالتنمية، خاصة في الدول التي تمثل فئات الشباب فيها النسبة الكبرى من السكان.
الـ77 والإرهاب
يقول الدبلوماسي المصري الدكتور جمال بيومي مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق: إن مصر أولى الدول المؤسسة لمجموعة الـ77 داخل الأمم المتحدة، وبرغم أن عددها تخطى الـ130 دولة إلا أن المجموعة ما زالت تحتفظ باسمها الذي تأسست به، وألق اسم الصين باسم المجموعة للمجاملة، لا سيما وأن الصين ليست دولة نامية اليوم، بل من أهم الدول في المجال الاقتصادي والمجالات الأخرى.
وأوضح بيومي في تصريح خاص لـ"بوابة العين" الإخبارية، إن تولي مصر مسؤولية هذه اللجنة في هذا التوقيت يمكّنها من مواصلة مسيرتها لإحلال التنمية والاستثمار في الدول النامية خاصة التي نال منها الإرهاب، وقال إن الدور المصري في هذا الإطار سيبرز في محاولاتها تخفيف ضغوط الإرهاب على الدول وتخصيص أموال للتنمية والاستثمار.
مؤهلات مصر
العميد عادل العمدة المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، يقول إن تبوؤ مصر لهذا المقعد في الأمم المتحدة يعكس صورتها في عين العالم، فهي لا شك دولة ناجزة في الملف الاقتصادي ولديها رؤية واضحة لعام 2030 بدأت تتضح ملامحها فعليا على الأرض، وبالتالي تضع 134 دولة هي قوام مجموعة الـ 77 والصين أملها في مصر لتحريك الماء الراكد للدول النامية من خلال ترأسها المجموعة.
وأوضح العمدة في تصريحٍ خاص لـ"بوابة العين" الإخبارية أن العامين اللذين قضتهما مصر في رئاسة لجنة الإرهاب بمجلس الأمن خلال وجودها كعضو غير دائم، وما حققته من نتائج إيجابية في تلك الفترة لصالح الحرب على الإرهاب، يضاعف الثقة في مصر وقدرتها على إدارة مجموعة الـ77 والصين بالأمم المتحدة إدارة حكيمة ومُنتجة.
وأضاف أيضًا أن ما رشح مصر بقوة لرئاسة المجموعة المؤتمرات الاقتصادية الضخمة التي استضافتها على أرضها وكانت كلها ناجحة، والمؤتمرات الاقتصادية التي دُعيت إليها في الخارج، وتحول الاقتصاد المصري خلال السنوات الأخيرة من اقتصاد غير مستقر إلى مستقر ثم إلى مُتنامٍ، كل ذلك يؤكد أن مصر باتت دولة تمتلك استراتيجية واضحة للإصلاح الاقتصادي وناجزة في هذا الملف فضلًا عن الملف الأمني.
وعن تحدي الإرهاب الذي نال من الدول النامية خاصة في المنطقة العربية، قال العمدة أيضا: مصر عندما وضعت استراتيجية للإصلاح الاقتصادي داخليا شرعت في تطبيقها في وقت تعاني فيه من الإرهاب، واستطاعت مواجهة الإرهاب وإطلاق التنمية في جميع المجالات في نفس الوقت، وهو ما ستسعى لرسمه في استراتيجيات تستفيد بها الدول النامية خلال الفترة القادمة.
وأشار إلى أن العراق وسوريا وليبيا واليمن أهم الدول النامية التي نالها الضرر البالغ نتيجة الإرهاب، والتي من المتوقع أن تضعها مصر في رأس أولوياتها خلال معالجتها لهذا الملف.
مجموعة الـ77
تأسست المجموعة في 15 يونيو/حزيران 1964 حيث تم إطلاق "الإعلان المشترك لدول الـ77" في ختام الاجتماع الدولي الأول للحكومات العضوة في منظمة التجارة العالمية "الأونكتاد" (UNCTAD)، وكان أول اجتماع رئيسي للمجموعة في الجزائر عام 1967 حيث تم تبنّي إعلان الجزائر وتم إنشاء أساس الهيكل التنظيمي للمجموعة.
هنالك ممثلون للمجموعة في كلّ من منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) ومقرها في روما ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) ومقرها في فيينا ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة (اليونسكو) ومقرها في باريس وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (اليونيب) ومقرها في نيروبي وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومقرهما في واشنطن.
وتضم المجموعة كل الدول العربية، بالإضافة إلى دول مثل: الأرجنتين، البرازيل، كولومبيا، إثيوبيا، أريتريا، غانا، الهند، إيران، إندونيسيا، ماليزيا، باكستان، سنغافورة، السنغال، زامبيا، زيمبابوي.
وسبق لمصر أن تولت رئاسة المجموعة في العام 1972/ 1973، والعام 1984/ 1985.
aXA6IDE4LjExOS4xMjMuMTU0IA== جزيرة ام اند امز