البرلمان المصري يعقد مؤتمرا دوليا حول تجديد الخطاب الديني
المؤتمر يعقد قبل نهاية شهر يونيو المقبل ويهدف لوضع قواعد قابلة للتطبيق على أرض الواقع، وآليات التجديد بتوافق بين المؤسسات الدينية.
تجري اللجنة الدينية بمجلس النواب المصري تحركات مكثفة للتحضير والإعداد لمؤتمر شامل عن "تجديد الخطاب الديني" من أجل مواجهة فكر الإخوان والتنظيمات المتطرفة، بمشاركة الأزهر الشريف، ودار الإفتاء، ووزارة الأوقاف، والكنيسة المصرية، فضلاً عن المؤسسات المعنية في العالم العربي والإسلامي.
وقال النائب عمر حمروش، أمين سر اللجنة الدينية في مجلس النواب، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، إن اللجنة تستعد لعقد مؤتمر عن تجديد الخطاب الديني خلال دور الانعقاد الحالي للبرلمان قبل نهاية شهر يونيو/حزيران المقبل، وذلك بعد أن أصبح انعقاد المؤتمر ضرورة ملحة أكثر من ذي قبل لمواجهة الفكر المتطرف.
وتابع حمروش: "يتم الإعداد الجيد للمؤتمر، من أجل أن يكون أكثر شمولية، بمشاركة الأزهر الشريف، ودار الإفتاء، ووزارة الأوقاف، والكنيسة المصرية؛ لأن تجديد الخطاب لا بد أن يشمل جميع الأديان".
وأضاف: "بجانب المؤسسات المعنية، يضم المؤتمر رموزاً في الأدب والفكر والثقافة والشخصيات العامة، وسيكون هناك تنسيق وتواصل مع المؤسسات والمجالس المتخصصة في العالم العربي والإسلامي، ومن أبرزها مجلس حكماء المسلمين الذي يرأسه فضيلة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، ويتخذ من أبوظبي مقراً لأمانته العامة".
وحرص حمروش على التأكيد أن "سلبيات عدم تجديد الخطاب الديني تكتوي بها غالبية دول العالم؛ حيث إن قضية التجديد عالمية وليست محلية".
سماحة الإسلام
وأوضح أن المؤتمر يستهدف وضع ورقة عمل مشتركة تحمل قواعد وأطراً قابلة للتطبيق على أرض الواقع، فضلاً عن وضع آليات التجديد؛ بحيث يتم التنفيذ عبر توافق تام بين المؤسسات الدينية.
ورأى أمين سر اللجنة الدينية أن عمل المؤسسات الحالية في مسألة تجديد الخطاب الديني لا يتواكب مع تحديدات الدولة المصرية في معركة البقاء والبناء، كما أن كل مؤسسة تبذل جهداً بشكل منفرد في مسألة التجديد؛ لذا فإن المؤتمر سيقوم بتوحيد رؤى وأفكار تلك المؤسسات في ورقة عمل واحدة، مردفاً: "هناك تحديات داخلية وخارجية تواجه مصر، وعلينا جميعاً الوقوف صفاً واحداً في وجه مثيري الفتن".
ومن المقرر مشاركة مؤسسات معنية خارجية بمسألة التجديد، على أن يكون "الضابط والمعيار في المشاركات الخارجية، إبراز سماحة الإسلام ويسره وقبول الآخر والفكر الوسطي المستنير"، يتابع حمروش.
وأكد أمين سر اللجنة الدينية أن مؤتمر تجديد الخطاب الديني يأتي استجابة لدعوات الرئيس عبدالفتاح السيسي للتجديد منذ أكثر من 3 سنوات.
ولم تتوقف مطالبات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خلال مناسبات عديدة عن ضرورة تجديد الخطاب الديني بما يتوافق مع مستجدات العصر.
وكان فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، قد دعا في مقال له بجريدة صوت الأزهر، الشهر الجاري، لانعقاد مؤتمر كل عام بشأن تجديد الخطاب الديني، يشترط فيه تمثيل جميع المجامع الفقية، ويعمل كل عام على مراجعة ما يستجد على الناس في حياتهم، وملاحقة متطلبات عصرهم.
تنقية التراث
ومن جهته، رحب الدكتور محمود مهنا، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، في تصريحات خاصة لـ "العين الإخبارية"، بالمشاركة في مؤتمر للتجديد، لمواجهة فكر التنظيمات المتطرفة، والأفكار المغلوطة والمخالفة لصحيح الدين.
وأكد أنه لا مانع من الاجتماع من أجل التجديد بشرط مشاركة علماء في تخصصات أصول الدين والفقه والأحكام، وعلم القراءات، وعلوم في اللغة من نحو وصرف، إضافة إلى علماء في الفلسفة الإسلامية والأوروبية، وفنون الشعر والأدب، إلى جانب العلوم المعاصرة من طب وهندسة واقتصاد وتاريخ وجغرافيا وغيرها.