برلمان مصر يحذر من توظيف جماعات الإرهاب لـ"ألعاب الموت"
تحذيرات من استخدام تنظيمات الإرهاب الألعاب الإلكترونية التفاعلية على الإنترنت، كوسيلة لتجنيد واستقطاب الشباب والتواصل أيضا بين أعضائها
دق تصنيف منظمة الصحة العالمية مؤخرا إدمان الأطفال والمراهقين للألعاب الإلكترونية كـ"اضطراب عقلي"، ناقوس الخطر أمام أعضاء بمجلس النواب المصري.
وأسرع عدد من النواب المصريين في توجيه طلبات إحاطة برلمانية للمسؤولين حول مخاطر الألعاب الإلكترونية "التفاعلية"، واصفين إياها بـ"ألعاب الموت والخطر القادم الذي بات يهدد مستقبل وحياة الأطفال والشباب.
ونبه برلمانيون آخرون إلى ضرورة مواجهة استغلال التنظيمات الإرهابية مثل تنظيم داعش والإخوان وغيرها لبعض الألعاب الإلكترونية في التواصل بين الأعضاء عبر شفرات سرية، فضلا عن تجنيد الشباب عن بعد، خشية الملاحقات الأمنية.
وصنفت منظمة الصحة العالمية إدمان الأطفال والمراهقين ألعاب الفيديو والألعاب الإلكترونية كاضطراب عقلي، ومن أجل تشخيص «اضطراب الألعاب» أو «إدمان الألعاب» تقول منظمة الصحة العالمية: إن نمط سلوك الشخص يجب أن يكون "شديد الخطورة يؤدي إلى تدهور كبير في المجالات الأسرية أو الاجتماعية أو التعليمية أو المهنية أو غيرها".
وأفادت المنظمة العالمية بأن هذا الإجراء "سيؤدي إلى زيادة اهتمام الأطباء وخبراء الصحة بمخاطر تطور اضطراب الألعاب، ومن ثم سيقومون باتخاذ تدابير الوقاية والعلاج المناسبة".
وأكدت صحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية أنه تم التصويت خلال الاجتماع الثاني والسبعين لمنظمة الصحة العالمية، حيث وافق 194 عضواً بالإجماع على اعتبار اضطراب ألعاب الفيديو مرضا معترفا به.
تجنيد واستقطاب
حذر النائب محمد عبدالله زين الدين وكيل لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب المصري، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، من استخدام التنظيمات الإرهابية كتنظيم "داعش" والإخوان عددا من الألعاب الإلكترونية التفاعلية على الإنترنت كوسيلة لتجنيد واستقطاب الشباب، والتواصل أيضا بين أعضائها.
وأوضح زين الدين أنه تقدم إلى البرلمان ببيان عاجل يتضمن التحذير من بعض الألعاب الإلكترونية، خاصة التي تتيح لمستخدميها الاعتماد على أكثر من لاعب، حيث تلجأ إليها العناصر الإرهابية عبر استخدام شفرات سرية لإرسال التعليمات، والتواصل بين أعضائها من أجل تخطيط وتنفيذ عمليات إرهابية.
وطالب النائب الحكومة بمواجهة مثل هذه الأساليب التي تلجأ إليها التنظيمات الإرهابية، وإعداد برامج التوعية اللازمة من أجل تغيير ثقافة استخدام الألعاب الإلكترونية اللازمة لحماية شبابنا.
حرب تستهدف الشباب
بدوره، دعا عصام القاضي، عضو لجنة الشؤون الصحية في مجلس النواب، الحكومة المصرية إلى ضرورة التدخل الفوري لمنع انتشار الألعاب الإلكترونية التي تحمل خطورة وتأثيرات سلبية على الأطفال.
وقال القاضي لـ"العين الإخبارية" إن تلك الألعاب بمثابة حرب تستهدف الشباب والأطفال بشكل مباشر، قائلا إن بعض ألعاب الفيديو تحض على العنف، فضلا عن الاضطرابات العقلية والنفسية مع استمرار استخدامها لفترات طويلة.
ولفت إلى أنه في حال توفير الحكومة الآليات اللازمة لحجب مواقع الألعاب الإلكترونية الخطيرة، سيكون من الضروري إعداد مشروع قانون لحماية الأطفال والنشء يكون قابلا للتطبيق.
خطر على الأطفال
النائب أحمد رفعت، عضو لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مجلس النواب، قال في تصريحات لـ"العين الإخبارية" إنه سيتقدم بطلب إحاطة موجه لرئيس المجلس الأسبوع المقبل؛ للتحذير من خطورة إدمان الألعاب الإلكترونية التي أصبحت تمثل خطرا كبيرا على الصحة العامة والنفسية للأطفال، كما حذر في الوقت ذاته من الإعلانات التي تتخلل بعض تلك الألعاب وتتضمن مواد إباحية".
وأوضح عضو لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن بعض الألعاب الإلكترونية يتخللها عرض إعلانات إباحية دون أي رقابة من الحكومة، مطالبا بضرورة اضطلاع الأجهزة المعنية بدورها في المتابعة الصارمة لتلك الألعاب.
ودعا رفعت في هذا الصدد الحكومة المصرية إلى تطبيق مواد قانون مكافحة جرائم الإنترنت، ويعطي الحكومة الحق في حجب مواقع هذه الألعاب لحماية حاضر ومستقبل الأطفال والمراهقين.
ووافق مجلس النواب، في يونيو 2018، نهائيا على مشروع قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات، المعروف إعلاميا بـ"مكافحة جرائم الإنترنت".
ونظم القانون إجراءات حجب المواقع الإلكترونية، إذ منح جهات التحقيق المختصة حق الأمر بحجب موقع أو عدة مواقع أو روابط أو محتوى، كلما أمكن تحقيق ذلك فنيا، متى قامت أدلة على قيام موقع يبث داخل الدولة أو خارجها بوضع أي عبارات أو أرقام أو صور أو أفلام أو أية مواد دعائية، أو ما في حكمها، ما يُعدّ جريمة من الجرائم المنصوص عليها بالقانون، وتُشكّل تهديدا للأمن القومي المصري، أو تُعرّض أمن البلاد أو اقتصادها القومي للخطر.
ألعاب الموت
كما تقدم النائب تادرس قلدس عضو لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب، حسب ما أكده لـ"العين الإخبارية"، بطلب إحاطة موجه إلى رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، حول انتشار بعض الألعاب الإلكترونية والتي وصفها بـ"ألعاب الموت"؛ لأنها تمثل خطورة على الأطفال والمراهقين.
وبين قلدس تعدد مخاطر تلك الألعاب على الأطفال، حيث تسهم في عزلتهم عن محيطهم الاجتماعي، فضلا عن أن بعضها يساعد على أمراض نفسية بينها الاكتئاب.
يشار إلى أن دار الإفتاء المصرية أصدرت في أبريل/نيسان 2018 فتوى بتحريم المشاركة في لعبة الحوت الأزرق، بعدما نتج عنها عدد من حالات الانتحار، حيث تطلب ممن يشاركون فيها اتباع بعض الأوامر والتحديات التي تنتهي بهم إلى الانتحار.
كما أصدر مركز الأزهر للفتوى عبر صفحته الرسمية على فيسبوك بيانا حذر فيه من خطورة ممارسة لعبة (Pubg).
وأشار المركز إلى أنه "تابع ما نشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي من ألعاب تخطف عقول الشباب خاصة وكثير من أفراد المجتمع، وتجعلهم يعيشون عالما افتراضيا يعزلهم عن الواقع، وتدفعهم بعد ذلك إلى ما لا تحمد عاقبته، ومن ذلك ما انتشر مؤخرا من لعبة تدعى (pubg) وما يماثلها، وتستهدف هذه اللعبة جميع الفئات العمرية، خاصة الشباب وتعتبر الوجه الآخر للعبة الحوت الأزرق".
aXA6IDE4LjExOS4xMjIuMTQwIA==
جزيرة ام اند امز