كفاح على عربة تين.. "العين الإخبارية" تقضي يوما مع طالبة الطيران المصرية
الفتاة المصرية، المعروفة إعلاميا بـ"فتاة التين الشوكي" تستقبل العديد من رسائل التحفيز والثناء من قبل المارة الذين يحرصون على توجيه أرقى الكلمات ولشقيقها الأصغر.
في محاولة لرصد رحلة كفاحها اليومية التي تبدأ منذ الساعة 11 صباحا وتنتهي قبل منتصف اليوم بنصف ساعة تقريبا قضت "العين الإخبارية" يوما كاملا برفقة هبة عبدالحميد، طالبة أكاديمية الطيران، بائعة التين الشوكي بمدينة الشروق في العاصمة المصرية القاهرة.
تستيقظ أسرة هبة عند الـ9 صباحا لتناول الإفطار مع الأم فتحية إبراهيم، التي تتحرك لعملها في العاشرة والنصف، تاركة هبة وشقيقها الأصغر حسن مع رحلة الكفاح في عالم التين الشوكي، والتي تبدأ بقطعهما مسافة لا تقل عن 15 كليومترا لشراء بضاعتهما من أحد بائعي التين بمنطقة عين شمس.
وعند مغادرة "هبة" لمنزلها لشراء بضاعتها، رصدت "العين الإخبارية" موقفا طريفا مع أحد جيرانها والذي قال لها "أصبحت أشهر من تامر حسني.. التين الشوكي وشه حلو عليكِ"، لترد الفتاة المصرية عليه "أنا أريد فقط مصدر رزق حلال يساعدني.. لا أريد الشهرة".
ولم تستقطع الفتاة العشرينية وقتا طويلا لشراء بضاعتها نظرا لأن التاجر الذي تتعامل معه يسهل لها أمورها بشكل كبير، وبعد ذلك تقوم "هبة" بتحميل بضاعتها داخل السيارة التي تستأجرها يوميا لشراء التين الشوكي، ثم تعود إلى نطاق سكنها تاركة شقيقها الأصغر "حسن" لتجهيز البضاعة حتى تؤدي هي صلاة الظهر في منزلها، ثم تعود مستقلة دراجتها التي تستخدمها كوسيلة مواصلات للذهاب إلى عملها الثاني بإحدى عيادات العلاج الطبيعي.
وتبدأ طالبة الطيران رحلة بيع التين بارتداء قفازات تحميها من الشوك، ثم تقوم بعرض جزء صغير من بضاعتها أعلى الطاولة التي كانت تستخدمها في الماضي القريب لمراجعة دروسها خلال فترة الثانوية العامة، وبعد ذلك تبدأ "هبة" مرحلة تنظيف التين بالماء حتى يكون طازجا ولامعا أمام زبائنها.
تستقبل الفتاة المصرية بمجرد وقوفها أعلى رصيف ميدان "الجيتار" العديد من رسائل التحفيز والثناء من قبل المارة الذين يحرصون على توجيه أرقى الكلمات والعبارات لطالبة الطيران وشقيقها الأصغر لكفاحهما في عالم التين الشوكي.
"نفسي أشوف ولادي مثلك، أنا حرصت على شراء التين منك لتشجيعك، أنت تستحقين كل التقدير والاحترام، يا ريت الشباب والفتيات يقلدونك، فأنتِ أصبحت ملهمة لنا جميعا، الكل يتحدث عن شجاعتك وقوتك، لا تتراجعي أبدا عن موقفك، واتركي المنتقدين خلفك".. بهذه العبارات استقبلت طالبة الطيران أول زبونة.
ويتوالى الزبائن على الفتاة المصرية لشراء التين دون توقف، وتقول لهم: "أنتم تصدرون لي الطاقة الإيجابية، دائما تحفزونني وترفعون من معنوياتي بكلماتكم الطيبة والرقيقة التي تجعلني مستمرة في رحلتي الصعبة مع التين الشوكي، وحتى لا أكون عبئا ثقيلا على والدتي التي تساعدني وتساندني بكل قوة".
ولم تكتف "هبة" ببيع التين فحسب، بل جعلت من رصيف ميدان "الجيتار" معرضا للأعمال المنزلية لجيرانها، حيث لجأ عدد من أهالي الميدان للفتاة العشرينية حتى تعرض لهم بضاعتهم وتسوقها لزبائنها الذين يأتونها خصيصا لشراء التين الشوكي.
ورصدت "العين الإخبارية" مشهدا لطفل لا يتخطى عمره 7 سنوات، حمل بضاعة والدته وأعطاها لطالبة الطيران لبيعها.