هبة عبدالحميد لم تستسلم للمبررات، بل أخذت المبادرة مباشرة لحل مشاكلها ونزلت إلى سوق العمل من أجل توفير مصاريف دراستها حتى لا تكون عبئا على أسرتها
بالرغم من دراستها في أكاديمية الطيران التي تعد حلما للكثيرين لم تخجل الفتاة المصرية العشرينية هبة عبدالحميد من بيع التين الشوكي صباحا والعمل في عيادة علاج طبيعي مساءً لمساعدة أسرتها على مواجهة أعباء الحياة.
وكانت "العين الإخبارية" التقت هبة قبل نحو 4 أيام حيث روت بداية قصتها مع بيع التين الشوكي، ثم قضت معها في جولة أخرى يوما كاملا لمحاولة رصد رحلة كفاحها اليومية التي تبدأ منذ الساعة 11 صباحا وتنتهي قبل منتصف اليوم بنصف ساعة تقريبا.
وبعد نشر قصتها في “العين الإخبارية”، قررت قناة TeN الفضائية المصرية، مساعدة الطالبة هبة عبدالحميد، وتوفير منحة تدريبية لها براتب ثابت.
وقال الإعلامي نشأت الديهي، الرئيس التنفيذي للقناة المصرية، أثناء استضافة الفتاة عبر شاشة القناة، إن هبة نموذج للفتاة المصرية العاملة وهي فخر لكل الفتيات ونموذج يحتذى به.
وأضاف: "هبة بنت مصرية جدعة شاطرة لا تخجل من العمل وتساعد نفسها وتساعد أهلها".
ومن جانبها قالت الفتاة المصرية: "حلمي توفير شغل دائم لي لأن بيع التين الشوكي أمر موسمي وأكون شاكرة لتوفير عمل أو مشروع دائم لكل العام".
ونشرت بوابة "العين الإخبارية" قصة فتاة "التين الشوكي"، حيث أكدت أنها تحدت ظروف حياتها الاجتماعية الصعبة التي تعرضت لها منذ الصغر وحتى الآن، وجعلتها تعتمد على نفسها وتعول أسرتها بشكل كامل.
ولم تستسلم للمبررات، بل أخذت المبادرة مباشرة لحل مشاكلها ونزلت إلى سوق العمل من أجل توفير مصاريف دراستها حتى لا تكون عبئا على أسرتها.
وعند التحاقها بالأكاديمية، اشتدت قسوة الحياة عليها، ما دفعها لاستكمال رحلتها الشاقة، لتبيع التين الشوكي داخل مدينة الشروق بالقاهرة، حتى تتمكن من جمع مصاريف دراستها.
وتروي الفتاة المصرية قصتها لـ"العين الإخبارية" بتفاصيل أول يوم عمل لها عندما كان عمرها 14 عاما قائلة: "منذ فترة طويلة جدا وأنا مقيمة في مدينة الشروق برفقة والدتي وأشقائي الـ3 بشقة إيجار، وعند شعوري بأن الحمل زاد على والدتي لجأت للعمل حتى أساعدها".
وأضافت: "لم أعش طفولتي لأنني أردت تحمل المسؤولية منذ الصغر، وكل هذه الهموم التي حملتها على ظهري تزول بمجرد شعوري بالدور الذي أقوم به تجاه أسرتي وشقيقي الأصغر الذي دائما ما يقف بجواري ويساعدني في كل أموري".