إن اختيار الشاعر العراقي الراحل كريم العراقي إمارة أبوظبي؛ عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة، لتكون محطته الأخيرة في حياته الأدبية والشعرية الزاخرة بالعطاء، أمرٌ له دلالة كبيرة،
ويستحق هذا الأمر في الوقت نفسه تسليط الضوء على رعاية القيادة الإماراتية للنخب العربية، التي وجدت في الإمارات كل أشكال التكريم والحفاوة والترحيب.
ولعل الصورة التي نشرها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الإمارات في حسابه الرسمي على منصة X مع الشاعر الراحل كريم العراقي كان لها عظيم الأثر في مواساة محبي هذه القامة الشعرية المعروفة في الأوساط العربية، سيما وأن رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة يولي الثقافة العربية اهتماماً كبيراً، ولديه رعاية مباشرة لمختلف المبادرات الكبيرة على مستوى الإمارات والعالم.
و يختار العديد من الشعراء والكتاب والأدباء والمشاهير دولة الإمارات كمنطلق لهم في عملهم وإنتاجهم الأدبي والثقافي، لاسيما وأن كافة إمارات الدولة تسابق الزمن نحو مزيد من التطور والتحديث، بغية تقديم الأفضل للمواطنين والمقيمين و الزائرين والمستثمرين.
ولا يوجد عربي في العالم لم يسمع بمسابقة "شاعر المليون" التي أصبحت أكبر حدث عالمي يهتم بالشعر العربي بمختلف تفرعاته، و سبق للشاعر الراحل كريم العراقي أن أشاد بها وتحدث عنها ، سيما وأن إمارة دبي بقيادة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رسخت مفاهيم التحدي للقراءة في العالم العربي من خلال مسابقة ضخمة يشارك عشرات الآلاف من الشباب والأطفال العرب الحريصين على تقديم أعظم الجهود من أجل الفوز.
ومع أن رحلة الشاعر كريم العراقي مليئة بالحزن والغربة والألم والصراع مع المرض في آخر أيام حياته، إلا أن الأرشيف الإماراتي الإعلامي والثقافي المعاصر يزخر بالعديد من اللقاءات والأمسيات والندوات التي تؤرخ لمسيرة علم فذ من أعلام الشعر العربي الأصيل.
وخلاصة القول في ذلك أن الإمارات ليست مصدر إلهام فقط للأجيال، بل هي حاضنة مثلى من حواضن الإبداع العربي والعالمي، الذي يؤمن للمبدعين كافة وسائل الراحة، ويعزز علاقتهم بمتابعيهم ومحبيهم حول العالم، و تلك حكاية مؤسسات وعمل دؤوب على مدار الساعة من قبل المسؤولين الإماراتيين على كافة المستويات.
وأن يرحل الشاعر المحبوب كريم العراقي إلى لقاء ربه من أرض الإمارات معززاً مكرماً وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، إنها لميزة جديدة قديمة تُضاف إلى فصول الكرم الإماراتي القادر على سبر أغوار الحب والضيافة لكل قامة عربية آمنت بمشروع الشيخ زايد الاتحادي وإرثه الكبير الذي يصونه "عيال زايد" بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الزعيم العربي المؤثر والقائد الساعي لخدمة الناس.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة