يوم الطفل الإماراتي.. مبادرات تعزز الأخوة الإنسانية
يحل الاحتفال بيوم الطفل الإماراتي، اليوم الثلاثاء، في وقت يجني فيه أطفال العالم ثمار مبادرات دولة الإمارات الهادفة لتعزيز حقوقهم والنهوض بمستقبلهم.
مبادرات تأتي ضمن استراتيجية الأخوة الإنسانية التي تنتهجها دولة الإمارات وتضع في أولوياتها "الإنسان أولاً" من دون تمييز، بناء على أساس الجغرافيا أو العرق أو الدين.
وجنبا إلى جنب مع جهودها في رعاية أطفال الإمارات وتعزيز حقوقهم، أخذت دولة الإمارات على عاتقها حماية حقوق الطفل على مستوى العالم.
وتنطلق دولة الإمارات في جهودها الدولية لدعم حقوق الطفل وفقا لركائز سياساتها الخارجية القائمة على مبادئ العدالة والمساواة والالتزام بالعمل البناء لدعم تنفيذ مبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، حيث تولي اهتماماً ملحوظاً بتوفير حياة كريمة لأطفال العالم أجمع، لاسيما أطفال الدول المتضررة من الحروب والكوارث الطبيعية.
ورسخت دولة الإمارات مكانتها كأحد أبرز الداعمين لحماية حقوق الطفل على المستوى الدولي عبر مجموعة من المبادرات والمساعدات التي استهدفت بالدرجة الأولى ضمان حق الصحة والتعليم والغذاء لملايين الأطفال حول العالم.
مبادرات متواصلة
ويسجّل تاريخ الإنسانية بأحرف من نور، مبادرات وجهود الإمارات التي لا تتوقف على مدار الساعة لدعم حقوق الطفل حول العالم.
وقبل 3 أيام فقط، تم بتوجيهات الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية الرئيسة الفخرية لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي "أم الإمارات" إطلاق مبادرة "مشروع جسر الأمل" لتدريب القابلات في عدد من الدول تشمل حاليا موريتانيا وكينيا ومالي وذلك لتقليل نسبة الوفيات بين الأمهات والمواليد في المجتمعات السكانية التي تواجه تحديات صحية في هذا الصدد.
وقبلها بأيام أرسلت دولة الإمارات طائرة تحمل على متنها 30 طناً من المواد والإمدادات الطبية والإغاثية في إطار تقديم الدعم العاجل لإغاثة المدنيين المتضررين في أوكرانيا، وخصوصا الأطفال، وذلك استجابة للمناشدة الإنسانية الدولية لدعم النازحين في أوكرانيا واللاجئين في دول الجوار وذلك في ظل وجود أكثر من 1.2 مليون لاجئ حتى الآن.
وهبطت الطائرة في مدينة لوبلن في بولندا وتم تسليم الإمدادات الطبية والإغاثية إلى السلطات الأوكرانية في بولندا ليتم تحريكها إلى داخل البلاد.
وقال سالم أحمد سالم الكعبي سفير دولة الإمارات لدى أوكرانيا إن إرسال طائرة الإمدادات الطبية والإغاثية "يأتي في إطار حرص دولة الإمارات على ضمان توفير المتطلبات الإنسانية الضرورية في حالات النزاع للمدنيين خاصة من النساء والأطفال بما يكفل توفير الاحتياجات الضرورية في مثل هذه الظروف الراهنة وما نتج عنها من تفاقم الأوضاع الإنسانية".
وقبل شهر، واصلت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، تقديم المساعدات الشتوية للمتأثرين من تداعيات البرد وسوء الأحوال المناخية في العديد من الدول، وقامت بتوزيع المساعدات الشتوية التي تضمنت وسائل التدفئة والأغطية والملابس الشتوية والمواد الغذائية ومستلزمات الأطفال، على حوالي 40 ألف أسرة في كل من أرمينيا وقرغيزستان، عبر وفود الهيئة الموجودة هناك وبالتعاون مع مكاتبها وسفارات دولة الإمارات في الخارج.
مبادرات صحية
وفيما يتم الاحتفال بيوم الطفل الإماراتي تحت شعار "حق الصحة" لإبراز جهود دولة الإمارات في توفير الرعاية الصحية لأطفالها، فإن أيادي دولة الإمارات البيضاء كانت حاضرة أيضا لحماية صحة أطفال العالم.
وتقف دولة الإمارات في مقدمة الدول الراعية والداعمة للمبادرات التي تضمن حصول أطفال العالم على الرعاية والعناية الصحية اللازمة لسلامتهم ووقايتهم من الأوبئة والأمراض السارية.
وفي باكستان وحدها، نجحت حملة دولة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال التي نفذت خلال الفترة من عام 2014 حتى سبتمبر/ أيلول عام 2021 في إعطاء 583 مليونا و240 ألفا و876 جرعة تطعيم ضد مرض شلل الأطفال خلال 8 سنوات لأكثر من 102 مليون طفل باكستاني.
يأتي تنفيذ تلك الحملة في إطار مبادرة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية لاستئصال مرض شلل الأطفال في العالم.
جهود ومبادرات أشاد بها الدكتور تيدروس أدهانوم جيبرييسوس مدير عام منظمة الصحة العالمية خلال لقائه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في أبوظبي ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وأشاد مدير عام منظمة الصحة العالمية بدعم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ومبادراته الصحية الإنسانية التي تعزز جهود المنظمة وبرامجها في مواجهة الأمراض المعدية والقضاء عليها في مختلف مناطق العالم خاصة في المجتمعات الفقيرة ومنها حملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال في باكستان ومبادرة "بلوغ الميل الأخير" للقضاء على مرض "العمى النهري" ودعم الجهود الدولية لمكافحة "دودة غينيا" وغيرها.
ولطالما مارست الإمارات دوراً رائداً في مكافحة انتشار مرض شلل الأطفال على الصعيد الدولي، فمنذ عام 2011، خصص الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ، أكثر من 250 مليون دولار لدعم الجهود الدولية للقضاء على شلل الأطفال، كما استضاف في عام 2019 لحظة إعلان التعهدات الخاصة بالمبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال في منتدى بلوغ الميل الأخير والتي جمعت أكثر من 2.8 مليار دولار أمريكي.
أيضا من بين المبادرات الإماراتية الدولية الرائدة لدعم صحة الأطفال، تبرز مبادرة الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية التي قدمت في عام 2014 منحة قدرها 60 مليون جنيه إسترليني لإنشاء "مركز زايد لأبحاث الأمراض النادرة لدى الأطفال" في لندن والذي تم افتتاحه في أكتوبر/ تشرين الأول 2019 ، ليصبح المركز الأول من نوعه في العالم المتخصص في أبحاث الأمراض النادرة لدى الأطفال.
أيضا يعد "برنامج الشيخة فاطمة بنت مبارك للتطوع" أكبر برنامج إنساني عالمي يقوم حاليا بعلاج الأطفال والنساء والمعوزين في العديد من دول آسيا وأفريقيا، ويقيم عيادات ومستشفيات متنقلة يعمل فيها أطباء وممرضون إماراتيون ومتطوعون من دول عديدة.
وقد نجح البرنامج في التخفيف من معاناة ما يزيد على 25 مليون طفل ومسن وامرأة بغض النظر عن اللون أو الجنس أو العرق أو الديانة.
ويعتبر الأطفال المستفيدين الأوائل من المستشفيات والمراكز الطبية التي أقامتها الإمارات على نفقتها في كثير من البلدان النامية، هذا إلى جانب ما تقدمه هيئاتها الخيرية والإنسانية من هبات ومساعدات طبية في جميع الدول والمناطق التي يعيش فيها الأطفال ظروفا معيشية صعبة، وعلى سبيل المثال أطلقت دبي العطاء، وهي جزء من مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، في يناير/ كانون الثاني 2020 برنامجا مدته 3 سنوات بقيمة 3 ملايين دولار أمريكي لمكافحة الديدان المعوية بين الأطفال في سن الدراسة في باكستان.
أيضا تعد دولة الإمارات شريكا وداعما أساسيا لبرامج منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" التي تستهدف تحسين صحة الأطفال في العالم، وفي هذا الإطار أبرمت الإمارات ممثلة بهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، في ديسمبر/ كانون الأول 2020، اتفاقية تعاون مع "اليونيسف" تساهم بموجبها بمبلغ مليون درهم، لدعم برامج خاصة بالحد من التشوهات الخلقية لدى حديثي الولادة في أفغانستان.
دعم الأطفال العرب
أيضا تبرز مساهمات الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، في دعم الأطفال العرب، حيث سطرت سجلا حافلا بالإنجازات في هذا المجال ومن أبرزها دورها البارز في دعم ومساندة الأطفال اللاجئين السوريين الذين قدمت لهم تبرعات سخية.
كما اهتمت دولة الإمارات بتنمية قدرات الأطفال العرب بإنشاء برلمان الطفل العربي والتابع لجامعة الدول العربية في مدينة الشارقة، بدعم من الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي قام باستضافته وتخصيص مقر خاص له.
ويهدف البرلمان العربي للطفل إلى ترسيخ مفهوم المشاركة في صنع القرار عن طريق الحوار المشترك بين أطفال الدول العربية.
تعليم الأطفال
وإلى جانب مبادراتها في مجال الصحة، تمتلك دولة الإمارات سجلا حافلا بالمبادرات الداعمة لحقوق الطفل في التعليم وذلك من خلال إنشاء المدارس أو من خلال تقديم المنح والتمويلات التي تساعد في توفير التعليم لجميع الفئات وبالدرجة الأولى للأطفال.
ولعل من أبرز الشواهد على ذلك مساهمة مؤسسة مبادرات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في بناء أكثر من 2126 مدرسة حول العالم حتى عام 2019، وكذلك إعلانها في فبراير/ شباط من العام 2018 عن تقديم مساهمة مالية بقيمة 100 مليون دولار أمريكي لبرنامج "الشراكة العالمية من أجل التعليم"؛ بهدف تحسين نتائج التعلُّم لنحو 870 مليون طفل وشاب في 89 بلداً نامياً.
وحرصت الإمارات على إعطاء الأولوية لحماية تعليم الأطفال باعتباره عنصراً أساسياً في الارتقاء بالمجتمعات بأكملها، حيث بلغ إجمالي تبرعاتها لدعم مشاريع التعليم حول العالم ما يزيد على 1.55 مليار دولار، بما في ذلك التبرع بمبلغ 284.4 مليون دولار للمناطق المتأثرة بالأزمات، حيث تتعاون دولة الإمارات مع منظمة اليونيسف والشركاء الآخرين منذ عام 2017 من أجل دعم تعليم 20 مليون طفل في 59 دولة.
وتبذل الإمارات جهودا حثيثة بالتعاون مع شركائها الإقليميين والدوليين من أجل توفير التعليم المناسب للأطفال للاجئين حول العالم والمساهمة في تنمية المهارات التي يحتاجون إليها لضمان مستقبلهم على المدى الطويل، وعلى سبيل المثال بلغت قيمة المساعدات التي قدمتها في قطاع التعليم استجابة للأزمة السورية والمتضررين منها خلال الفترة من 2012 إلى يناير/ كانون الثاني 2019، نحو 190.1 مليون درهم.
الحماية الرقمية
أيضا تنشط دولة الإمارات في مجال توفير الحماية الرقمية للأطفال حول العالم حيث تعود جهودها في هذا الإطار إلى عام 2001 حيث كانت أول بلد عربي ينضم إلى اتفاقية حماية الطفل من الجرائم السيبرانية، وفي عام 2015 استضافت الإمارات القمة العالمية الثانية لـ"ويبروتكت" التي أسفرت عن اتفاق الحكومات والمنظمات على إنشاء استجابة وطنية منسقة للاستغلال الجنسي للأطفال على الإنترنت.
وتقديرا لجهودها في حماية الأطفال من مخاطر العالم الرقمي انتخبت الإمارات في يونيو/ حزيران 2017 لقيادة اللجنة الدولية لحماية الأطفال عبر الإنترنت خلال مؤتمر الاتحاد الدولي للاتصالات في جنيف.
وفي عام 2018 نجحت الإمارات في حشد أكثر من 450 من القيادات الدينية من شتى أنحاء العالم ضمن فعاليات مؤتمر "تحالف الأديان لأمن المجتمعات: كرامة الطفل في العالم الرقمي" وذلك بهدف وضع رؤية عالمية مشتركة لتعزيز حماية المجتمعات، خاصة الأطفال من جرائم الابتزاز عبر العالم الرقمي ومخاطر الشبكة العنكبوتية.