لانتقاد أردوغان.. حذف صور عبد الله جول من موقع الرئاسة التركية
الرئاسة التركية تحذف مقطع فيديو وثائقي، وعددًا من الصور ورابط الصفحة الرسمية للرئيس السابق عبدالله جول.
حذفت الرئاسة التركية من على موقعها الرسمي فيديو تعريفيا خاصا بالرئيس السابق عبدالله جول، ومجموعة صور كانت ملحقة بملفه الشخصي، في خطوة مفاجئة فسرتها وسائل الإعلام المعارضة على أنها تأتي ردًا على مزاعم اتجاه جول لإنشاء حزب جديد.
- "جول" يهنئ المعارضة برئاسة إسطنبول: حان وقت عودة الأمور إلى نصابها
- كاتب تركي: حزبان لـ"جول" و"داود أغلو" يفتتان العدالة والتنمية لأردوغان
ويوجد بالموقع الرسمي للرئاسة التركي قسم خاص بالرؤساء السابقين للجمهورية التركية، يشتمل على السير الذاتية للرؤساء السابقين وعددهم 11 رئيسًا حتى الرئيس جول، بحسب ما ذكرته العديد من وسائل الإعلام التركية.
كما حذفت الرئاسة الرابط الخاص بالصفحة الرسمية للرئيس السابق ( عبد الله جول) الذي كان يحول مرتادي موقع الرئاسة إلى الموقع الرسمي لجول.
العديد من الصحف التركية المعارضة فسرت الأمر على أنه رد من أردوغان، على المزاعم التي ترددت في الأروقة السياسية خلال الأشهر الماضية، حول اتجاه جول، وعدد من قيادي حزب العدالة والتنمية، ومن بينهم رئيس الوزراء الأسبق، أحمد داود أوغلو؛ لتأسيس حزب سياسي جديد.
وما زاد تلك التفسيرات قيام داود أوغلو قبل نحو أسبوع بإصدار بيان هاجم فيه نظام أردوغان وحزبه العدالة والتنمية، متهما إياه بالتسبب فيما وصل إليه الحزب من ضعف على المستويات كافة، فضلًا عما صاحب ذلك من أزمات اقتصادية واجتماعية بالبلاد.
وذكر أن النظام الرئاسي بقيادة أردوغان يعيش حالة من القطيعة مع نصف المجتمع، منتقداً تراجع الحريات بالبلاد، وانحياز الرئاسة إلى طرف ضد آخر في الانتخابات المحلية التي جرت 31 مارس/آذار الماضي.
البيان الذي هو عبارة عن توصيات واستنتاجات فيما يقرب من 20 صفحة حول الأوضاع بتركيا شدد على "تدخل أردوغان في سجالات سياسية حادة أغلب الوقت، وظهوره كأحد الأطراف، رغم أنه يتعين عليه الوقوف على مسافة واحدة من الجميع، تسبب في قطيعة نفسية بين الرئاسة ونصف المجتمع على الأقل".
وتابع: "سبق وعرضت على أردوغان تقييمي ومخاوفي المتعلقة بالبلاد وحزبنا خلال المراحل الحرجة التي مرت بها البلاد على مدار السنوات الثلاث الماضي، ولم أكشف عن هذا الأمر للرأي العام خشية استغلاله من الجهات".
واستطرد: "ومع أنه لا توجد مشكلة في كون رئيس الدولة منتمياً لحزب ما، إلا أن الأمر أسفر عن عدة محاذير ومشاكل، وإضفاء الطابع المؤسسي على الحزب".
كما سبق أن أصدر الرئيس جول بيانًا للتعليق على الانتخابات المحلية الأخيرة التي جرت نهاية مارس/آذار الماضي، دعا فيه أردوغان إلى عدم التشكيك في نتائج الانتخابات بإسطنبول.
ويعد هذا البيان أول تصريحات يدلي بها الرئيس التركي السابق حول شأن عام في الدولة منذ شهر يناير/كانون الثاني 2018 الذي شهد خلافات بينه وبين أردوغان رفيق دربه في تأسيس حزب العدالة والتنمية الحاكم.
وجاءت هذه الخلافات عقب سنوات من ابتعاد الأخير عن الحزب والحديث المتزايد عن خلافات عميقة بين الحليفين السابقين.
وهذه الخلافات التي حاول الطرفان إبقاءها طي الكتمان وعدم إخراجها إلى العلن للحفاظ على تماسك الحزب الحاكم، لكنها ظهرت عقب توجيه "جول" انتقادات مباشرة لقانون أعلنت عنه الحكومة في تلك الفترة وأثار جدلاً واسعاً في البلاد، وما قابله أردوغان بانتقادات لاذعة وغير مسبوقة للرئيس السابق.
ومني الحزب الحاكم بزعامة أردوغان بخسارة كبيرة في المدن الكبرى مثل مدينة إسطنبول التي فاز برئاسة بلديتها مرشح حزب الشعب الجمهوري أكرم إمام أوغلو، الذي حصل على 4 ملايين و169 ألفاً و765 صوتاً بفارق يقدر بـ13 ألفا و729 صوتاً عن منافسه مرشح الحزب الحاكم بن علي يلدريم الذي حصل على 4 ملايين و156 ألفاً و36 صوتاً.