عبدالله جول لأردوغان: لا داعي للتشكيك في نتائج الانتخابات
الرئيس التركي السابق عبدالله جول يدعو أردوغان إلى إنهاء حالة التشكيك في نتائج الانتخابات المحلية وإنهاء حالة الجدل الدائر حولها.
دعا الرئيس التركي السابق عبدالله جول، الجمعة، حكومة الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان إلى إنهاء حالة التشكيك في نتائج الانتخابات المحلية التي شهدتها البلاد مؤخرا، قائلا: "لا داعي لجعل تركيا دولة يدور الجدل حول انتخاباتها".
- بزعم الإرهاب.. الإطاحة بـ8 رؤساء بلديات منتخبين لصالح حزب أردوغان
- المعارضة التركية: تشكيك أردوغان بانتخابات إسطنبول "مذبحة قانونية"
وكان حزب العدالة والتنمية الحاكم تعرض لهزيمة مدوية في الانتخابات المحلية التي جرت نهاية الشهر الماضي، حيث خسر عددا من المدن الكبرى مثل أنقرة وإسطنبول وإزمير، فبدأ على الفور الطعن في النتائج، وطلب إعادة فرز الأصوات.
وقال جول، الذي شغل منصب الرئيس الحادي عشر لتركيا، اليوم الجمعة: "أعتقد أنه من المهم للغاية أن يبتعد مَن يديرون تركيا عن هذا الجدل (الدائر بخصوص نتائج الانتخابات)، لا سيما أن هناك قضايا مهمة تقتضي عملهم عليها، كما أن هناك 4 أعوام ونصف العام أمامهم لن تشهد فيها تركيا أي استحقاق انتخابي".
وتابع في بيان نشره على موقعه الإلكتروني الرسمي قائلا: "وبالتالي لا داعي على الإطلاق لجعل تركيا دولة يدور الجدل حول انتخاباتها بهذا الشكل الذي نراه".
وفي السياق ذاته، واصل جول قائلا: "وعليه لا بد وبشكل سريع مراجعة جميع الطعون المقدمة ضد نتائج الانتخابات، والبت فيها؛ لأن التمادي في هذا الأمر يلحق ضررا بالغا بتركيا وبديمقراطيتنا".
وأوضح أن "تركيا منذ أن تحوّلت إلى النظام متعدد الأحزاب عام 1950، أي منذ 70 عاما، لم تشهد هذه الحالة من الجدل التي نراها حاليا مع الأسف".
وجدد الرئيس التركي السابق تأكيده أن "هذا الجدل يضر بسمعة البلاد سواء في الداخل أو الخارج"، معربا عن استيائه من "إبطال اللجنة العليا للانتخابات فوز عدد من المرشحين برئاسة البلديات، بدعوى صلتهم بالإرهاب، وهي من وافقت على خوضهم الانتخابات منذ البداية، وأمر كهذا سيظل مثار جدل كبير".
ولفت إلى أن "الأمر خرج الآن من الشق القانوني والتقني للعملية الانتخابية، ليصبح مسألة خطابات سياسية بين هذا وذاك، وكل هذه الأمور كما أوضحت تضر بصورة تركيا بشكل كبير".
وأضاف: "كان يتعين على الجهات المعنية وبشكل سريع النظر إلى الذرائع القانونية التي ساقها البعض بشأن نتائج الانتخابات، وإعلانها وإنهاء حالة الجدل الدائر حولها".
ويعد هذا البيان أول تصريحات يدلي بها الرئيس التركي السابق حول شأن عام في الدولة منذ شهر يناير/كانون الثاني 2018 الذي شهد خلافات بينه وبين أردوغان رفيق دربه في تأسيس حزب العدالة والتنمية الحاكم.
وجاءت هذه الخلافات عقب سنوات من ابتعاد الأخير عن الحزب والحديث المتزايد عن خلافات عميقة بين الحليفين السابقين.
وهذه الخلافات التي حاول الطرفان إبقاءها طي الكتمان وعدم إخراجها إلى العلن للحفاظ على تماسك الحزب الحاكم، ظهرت آنذاك بشكل قطعي عقب توجيه "غل" انتقادات مباشرة لقانون أعلنت عنه الحكومة في تلك الفترة وأثار جدلاً واسعاً في البلاد، وما قابله أردوغان بانتقادات لاذعة وغير مسبوقة للرئيس السابق.
وخلال الآونة الأخيرة، ترددت في الأروقة السياسية التركية مزاعم حول استعداد جول ورئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو إلى جانب قيادات بحزب العدالة والتنمية الحاكم، لتأسيس حزب سياسي جديد، وذلك بحسب ما ذكره صحفيون ومستشارون سابقون مقربون من جول وداود أوغلو.
وجرت الانتخابات المحلية التركية في 31 مارس/آذار الماضي لاختيار رؤساء بلدية لـ30 مدينة كبرى و1351 منطقة، بالإضافة إلى 1251 عضو مجلس ولاية و20 ألفاً و500 عضو مجلس بلدية.
ومُني الحزب الحاكم بخسارة كبيرة في المدن الكبرى لم يستوعبها، فبدأ على الفور الطعن في نتائج الانتخابات، وطلب إعادة فرز الأصوات، وتمادى في مطالبه بإلغاء الانتخابات في مدينة إسطنبول.
ورغم مرور أكثر من 10 أيام على إجراء الانتخابات فإن اللجنة العليا للانتخابات لم تعلن حتى الآن النتائج النهائية الرسمية لها.
والخميس الماضي، قررت اللجنة ذاتها إسقاط 8 من رؤساء البلديات الفائزين في الانتخابات المحلية الأخيرة، وينتمون جميعهم إلى حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، لصالح مرشحي حزب العدالة والتنمية، بدعوى أنهم متهمون في قضايا تتعلق بالإرهاب.
ويرى مراقبون أن فساد البلديات طيلة حكم العدالة والتنمية هو السبب الرئيسي الذي يدفع أردوغان ونظامه إلى التعنت في تسليم البلديات، وفي عدم الإقرار بخسارته، لا سيما في بلديات المدن الكبرى كأنقرة وإسطنبول وإزمير.
aXA6IDMuMTM5LjIzNC4xMjQg جزيرة ام اند امز