قوات أردوغان تداهم منازل بإسطنبول لسؤال السكان: من انتخبتم؟
ضمن محاولات التشكيك في نتائج الانتخابات بالمدينة
حملة المداهمات تثير غضبا بين السكان والسياسيين، ووصفها نائب رئيس الكتلة النيابية لحزب الشعب الجمهوري أنجين آلطاي بأنها دليل فشل أردوغان
داهم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، منازل إحدى البلديات بمدينة إسطنبول لمعرفة المرشح الذي صوتوا له، في الانتخابات المحلية الأخيرة، في خطوة جديدة ضمن مساعيه للمطالبة بإلغاء نتائج الانتخابات بالمدينة التي خسرها لصالح مرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو.
- أردوغان وإسطنبول.. هزيمة تسقط قناع ديمقراطيته الزائفة
- صفعة جديدة لـ"أردوغان".. رفض طلب إعادة فرز الأصوات بإسطنبول
وبحسب وسائل إعلام محلية تركية، الأربعاء، فقد شهدت بلدية منطقة "بيوك تشكمه جه" بإسطنبول، مداهمة قوات الشرطة للمنازل لسؤال السكان عن المرشح الذي انتخبوه في الانتخابات التي جرت 31 مارس/آذار الماضي.
واعتبرت وسائل الإعلام حملة المداهمات، محاولة من حزب أردوغان لإثبات "وجود تلاعب" في انتخابات البلدية لينطلق منها إلى المطالبة بإلغاء الانتخابات في المدينة بأكملها.
وتولت قوات مديرية أمن إسطنبول هذه العملية، بالتزامن مع مطالب العدالة والتنمية بإعادة الانتخابات بعد سقوط يلدريم المدوي أمام منافسه مرشح حزب الشعب الجمهوري أكرم إمام أوغلو الذي نجح في اقتناص المدينة لأول مرة منذ 25 عامًا.
وأثارت حملة المداهمات غضبا واسعا بين السكان، والسياسيين، حيث قال نائب رئيس الكتلة النيابية لحزب الشعب الجمهوري المعارض أنجين آلطاي:" إنهم يحاولون إلغاء نتائج انتخابات المحليات بإسطنبول من خلال بلدية بيوك تشكمه جه".
وتابع: "قوات الأمن تداهم المنازل في المنطقة ويسألون السكان عن أصواتهم في الانتخابات.. هذا دليل فشل فريق الرئيس أردوغان".
وفاز مرشح حزب الشعب الجمهوري، حسن آق غون، ببلدية "بيوك تشكمه جه" بعد حصوله على 50.34% من الأصوات، متفوقا على مرشح الحزب الحاكم، مولود أويصال الذي حصل على 47.45%.
ومُني الحزب الحاكم بزعامة أردوغان بخسارة كبيرة في المدن الكبرى أفقدته توازنه، فبدأ على الفور الطعن في نتائج الانتخابات، وطالب بإعادة فرز الأصوات، وتمادى في مطالبه، وطلب إلغاء الانتخابات في مدينة إسطنبول، لكن اللجنة العليا للانتخابات رفضت مطلبه الأخير، كما عمد الحزب الحاكم لتعطيل تسليم البلديات للفائزين في الانتخابات بذرائع مختلفة.
ومن ضمن المدن الكبرى التي خسرها، مدينة إسطنبول التي فاز برئاسة بلديتها وفق نتائج أولية، مرشح حزب الشعب الجمهوري، أكرم إمام أوغلو، الذي حصل على 48.80%، مقابل 48.55% لمنافسه مرشح الحزب الحاكم، والمقرب من أردوغان، بن علي يلدريم، رئيس البرلمان السابق.
ورغم مرور أكثر من أسبوع على إجراء الانتخابات، فإن أردوغان وحزبه لا يزالان يناوران ويشككان في نتائج الانتخابات، ويقدمان طعونا في مختلف اللجان الانتخابية لإعادة فرز الأصوات، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل ذهب بعض القياديين بالحزب للمطالبة بضرورة إعادة الانتخابات بالمدينة.
ويرى مراقبون أن فساد البلديات طيلة حكم العدالة والتنمية، السبب الرئيسي الذي يدفع أردوغان ونظامه للتعنت في تسليم البلديات، وعدم الإقرار بخسارته، لا سيما في بلديات المدن الكبرى مثل أنقرة وإسطنبول وإزمير.
وجرت الانتخابات المحلية التركية في 31 مارس/آذار الماضي؛ لاختيار رؤساء بلدية لـ30 مدينة كبرى و1351 منطقة، بالإضافة إلى 1251 عضو مجلس ولاية و20 ألفاً و500 عضو مجلس بلدية.
aXA6IDE4LjExOS4xMzMuMTM4IA== جزيرة ام اند امز