أردوغان يواصل تسلطه على الجيش بتغييرات ديكتاتورية
الرئيس التركي أصدر تعليماته بإجراء تغييرات في قيادة قوات الدرك بـ38 مدينة تركية بعد ساعات من تعيين قيادات جديدة بالجيش
واصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ديكتاتوريته بإصدار تعليماته بإجراء تغييرات في قيادة قوات الدرك بـ38 مدينة، في قرار جاء بعد أقل من 24 ساعة من تعيينه 6 جنرالات في مناصب مهمة داخل المؤسسة العسكرية.
وبحسب ما ذكرته العديد من وسائل الإعلام التركية، من بينها الموقع الإلكتروني لصحيفة "يني آسيا"، نشر القرار في الجريدة الرسمية التركية، الخميس.
القرار شمل 18 لواءً بالقيادة العامة و30 عقيدا، فضلا عن إحالة جنرالين للتقاعد، هما قائد قوات الدرك بمدينة قوني "وسط" العميد إرجان ياشين وقائد قوات الدرك بمدينة مانيسا "غرب" العميد إرهان جان، وترقية 4 عقداء آخرين في القيادة العامة لقوات الدرك لرتبة جنرال.
قرارات التغيير، تضمنت 38 مدينة تركية من بينها ديار بكر وماردين، وشرناق ووان "جنوب شرق"، وأرضروم "شمال شرق"، وإزمير "غرب"، وطونجلي وبتليس "شرق"، وموغلا "جنوب غرب".
وقوات الدرك، فرع من فروع القوات المسلحة، مسؤولة عن الحفاظ على النظام العام في المناطق التي تقع خارج نطاق اختصاص قوات الشرطة "عموما في المناطق الريفية"، وكذلك ضمان الأمن الداخلي ومراقبة الحدود على طول العام مع تنفيذ واجبات محددة أخرى يكلف بها من قبل بعض القوانين واللوائح.
والأربعاء الماضي، كان الجيش التركي قد أعلن تعيين 6 جنرالات في مناصب مهمة داخل المؤسسة العسكرية، بموجب قرار من الرئيس أردوغان، بحسب مرسوم نشر بالجريدة الرسمية.
والجنرالات الستة الذين شملهم قرار التعيين هم: اللواء أَرْهان أوزون لقيادة فرقة المشاة الآلية وقوة المهام الخاصة المشتركة واللواء أحمد قورو محمود لقيادة الفيلق الرابع والعميد توفيق ألغان لقيادة الفيلق الخامس.
كما شمل قرار التعيين العميد معمر ألبر في قيادة فرقة المشاة الثالثة والعميد حقان ييت ترك لقيادة فرقة المشاة الآلية الـ52 والعميد إبراهيم دولغَر في رئاسة إدارة الدفاع والتخطيط والمشاريع التابعة لقيادة القوات الجوية.
وتعليقا على هذه القرارات يقول معارضون إن أردوغان يريد تفريغ الجيش وإعادة تشكيله بعناصر موالية لحزبه العدالة والتنمية، من خلال استبدال القادة القدامى وتغييرهم لوجوه جديدة تدين بالولاء للنظام.
كما جاءت هذه التعيينات بعد مرور أقل من أسبوع على تعيين 127 جنرالا بواقع 75 قائدا بالقوات البرية، و25 قائدا بالقوات البحرية، و27 قائدا بالقوات الجوية، بموجب قرار جمهوري صدر بالجريدة الرسمية الخميس الماضي، تفعيلا لقرارات صادرة عن اجتماع مجلس الشورى العسكري التركي الأخير الذي انعقد في 2 أغسطس/آب الجاري.
ولم تمر هذه التغيرات التي جرت الخميس قبل الماضي في هدوء بل أحدثت ضجة كبيرة، حيث أثارت غضبا بين صفوف الجيش التركي، وعلى إثر ذلك تقدم 5 جنرالات، الأحد الماضي، باستقالاتهم؛ من بينهم القائد المسؤول عن العمليات العسكرية في مدينة إدلب السورية ومساعده.
وسائل الإعلام ذكرت حينها أن هذه الاستقالات تأتي في سياق ردود الفعل الغاضبة تجاه القرارات التي صدرت عن المجلس الأعلى للشورى العسكري التركي الأخير الذي انعقد يوم 2 أغسطس/آب الجاري.
وقضت هذه القرارات بإجراء سلسلة من الإقالات والتعيينات الجديدة، إلى جانب تغيير مناصب عدد من العسكريين، ما أدى إلى إثارة حفيظة قادة عسكريين اعتبروا أن هذه القرارات "لا تعتمد على مبدأ الكفاءة والأقدمية".
كما أن القادة الذين تمت إقالتهم اعتبروا القرارات "عملية تستهدف تقزيم حجم القوات المسلحة التركية"، بحسب الصحيفة.
والقادة الذين استقالوا الأحد الماضي كانوا من ضمن من تم تغيير مناصبهم بقرارات مجلس الشورى العسكري الأخير، وهم العميد أحمد أرجان تشورباجي واللواءات: أرطغرول صاغلام، رجب أوزدمير، عمر فاروق أوزدمير، وأوغور بولند آجارباي.
العميد تشورباجي، كان قبل قرارات مجلس الشورى العسكري قائدا للقوات الخاصة، لينقل بعد ذلك قائدا إلى ولاية آضنة قائدا لقوات المهام الخاصة المشتركة التابعة لقيادة فرقة المشاة الآلية السادسة.
وكان تشورباجي وأرطغرول صاغلام القائدين المسؤولين عن العمليات العسكرية التي يشنها الجيش التركي في إدلب السورية. أما بقية الرتب فيعملون كقادة مدن حدودية مثل وان، وهكاري، وفيهما تجري عمليات ضد حزب العمال الكردستاني، وفي محافظتي كيليس وأضنة الحدوديتين مع سوريا.