شهود: "تحرير تجراي" قتلت وقصفت مدنيين شمالي إثيوبيا
أفاد شهود بأن جبهة تحرير تجراي قتلت مدنيين بالرصاص وقصفت قرى مطلع سبتمبر/أيلول في منطقة أمهرة المجاورة لتجراي في شمال إثيوبيا.
ووصفت حكومة إقليم أمهرة أعمال العنف التي ارتكبتها جبهة تحرير تجراي التي صنفها البرلمان الإثيوبي "إرهابية"، في مدينة كوبو وضواحيها بأنها "مجزرة".
وتنفي جبهة تحرير تجراي باستمرار استهداف المدنيين، ومددت في الأشهر الأخيرة معاركها ضد القوات الداعمة للحكومة الفيدرالية من إقليم تجراي إلى منطقتي أمهرة وعفار المجاورتين.
وفي ظل انقطاع وسائل الاتصال، يصعب التحقق بشكل مستقل من الشهادات التي جمعتها وكالة "فرانس برس" من المدنيين الذين فروا إلى مخيمات النازحين في مدينة ديسي الواقعة على بعد 150 كيلومترا جنوب كوبو.
ووفق النازحين، بدأ العنف في 9 سبتمبر/أيلول في قرية جيديميو الواقعة جنوب كوبو، بعد أن شرع مقاتلو جبهة تحرير تجراي في تفتيش المنازل بحثا عن أسلحة.
وصدّ السكان عناصر الجبهة الذين استهدفوا المدنيين أثناء انسحابهم شمالا قبل أن يعودوا في اليوم التالي لشن مزيد من الهجمات.
وقال أحد سكان كوبو "لقد ذبحوا مزارعين (...) وعمالا موسميين جاؤوا من المرتفعات المجاورة".
وأضاف "رأيت جثث سبعة أشخاص في محيط منزل. أربعة منهم من العائلة نفسها"، مؤكدا أنه رأى جثثا "كثيرة" أخرى أثناء فراره نحو ديسي.
وقال رجل آخر لوكالة "فرانس برس" إنه عاد إلى الشمال ليعاين الأضرار التي لحقت بقرية زوبيل، وقد رأى جثثا ومباني مدمرة.
وتابع "خلال مذبحة بالأسلحة النارية، ألحقت جبهة تحرير شعب تجراي أضرارا جسيمة بالمدنيين (...) أطلقوا نيران المدفعية الثقيلة على المدنيين والممتلكات"، مضيفا أن منشأة صحية تعرضت للقصف إضافة إلى تدمير مبان حكومية.
وقال المتحدث باسم حكومة أمهرة، غيتاشيو ملونه عبر "تويتر"، مساء الإثنين إنه "تبلّغ بمقتل مئات المدنيين الأمهريين على أيدي إرهابيي جبهة تحرير شعب تيغراي" في المنطقة.
وأضاف "سنعلن العدد الدقيق للأشخاص الذين قتلوا بمجرد أن نحقق في الجريمة".
وشهد إقليم تجراي في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي مواجهات عسكرية استمرت لنحو 3 أسابيع أطاحت بجبهة تحرير تجراي المصنفة "إرهابية"، بعد أن فر قياداتها إلى الجبال عقب دخول قوات الجيش الإثيوبي.
غير أن الحكومة الإثيوبية أعلنت نهاية يونيو/حزيران الماضي قرارا مفاجئا بوقف إطلاق النار ضد الجبهة وسحب قوات الجيش كاملا من الإقليم، لتعود جبهة تحرير تجراي مجددا للإقليم وتسيطر عليه.
ثم سرعان ما بدأت جبهة تحرير تجراي اعتداءات على إقليمي أمهرة وعفار بعد أن دخلت عدة مناطق ومدن أسفرت عن مقتل المئات من المدنيين ونزوح أكثر من نصف مليون شخص بالإقليمين.
وعلى خلفية هذه التطورات، أعلنت الحكومة الإثيوبية إلغاء وقف إطلاق النار أحادي الجانب في الـ10 من أغسطس/آب الماضي وإعلان حالة الاستنفار في كامل البلاد.
وبدأ الجيش الإثيوبي الفيدرالي والقوات الخاصة لإقليمي أمهرة وعفار عمليات عسكرية مشتركة ضد جبهة تحرير تجراي، لإجبارها على الانسحاب من المناطق التي سيطرت عليها بالإقليمين في مواجهات عسكرية خلفت أكثر من 5600 قتيل من قوات جبهة تحرير تجراي، بحسب الجيش الإثيوبي.
ولا تزال المواجهات العسكرية جارية على عدة جبهات بإقليمي أمهرة وعفار بين الجيش الإثيوبي والقوات الخاصة لإقليمي أمهرة وعفار، ضد جبهة تحرير تجراي.
ومطلع الشهر الجاري، طالبت الأمم المتحدة جميع أطراف الحرب في تجراي بالسماح بنقل المساعدات إلى المنطقة، التي قالت إن 5.2 مليون إنسان فيها، يحتاج 90% منهم إلى مساعدات إنسانية عاجلة.
وأضافت أن من بين هذا العدد 400 ألف شخص يواجهون أوضاع المجاعة.
aXA6IDMuMTcuMTY2LjE1NyA= جزيرة ام اند امز