أسعار الأضاحي 2021 في السودان.. الغلاء يهدد فرحة عيد الفداء
غلاء فاحش يسيطر على أسواق الخراف في السودان مع اقتراب حلول عيد الأضحى المبارك 2021، وسط ركود ملحوظ مقارنة بالسنوات الماضية.
أسعار الأضاحي في السودان 2021
وتراوحت أسعار الخراف بين 40 و110 آلاف جنيه سوداني، وهو ما وصفه معظم السودانيين بأنه مبالغ فيه ويفوق قدرتهم المالية، بينما دافع أصحاب الماشية بشدة عن الأسعار التي حددوها لبيع الأضحية، واعتبروها مناسبة في ظل التدهور الاقتصادي.
وأبدت عائلات سودانية حيرتها إزاء الغلاء الذي تشهده أسعار الخراف، وتخوفت من ضياع فرحة عيد الفداء هذه السنة وإلقاء الحزن على نفوس الأطفال الذين درجت العادة على احتفالهم بـ"خروف العيد"
ويروي صبري عبدالله، مواطن سوداني، 41 عاما، أنه ظل يتجول في ساحات بيع الأضحية بالعاصمة الخرطوم بحثاً عن أسعار تناسب وضعه المادي، ولم يوفق نظرا للارتفاع الجنوني في سعر الخروف.
يقول عبدالله لـ"العين الإخبارية" "لم يكن أمامي أي خيار سوى الاجتهاد، وقد أضطر للاستدانة لشراء الخروف لأن أطفالي لن يسامحوني إذا لم يكن هناك أضحية".
وأضاف "هذه مناسبة عظيمة ننتظرها في كل عام، وينبغي أن نفرح بها ونعيشها بكامل فروضها وطقوسها مهما كلفنا ذلك من مبالغ طائلة فالسعادة لا تقدر بثمن".
ويلقي محمد الفاتح 28 عاما، باللائمة على تجار الماشية بسبب الأسعار غير المنطقية للخراف، وحسب رأيه فالسودان دولة غنية بالثروة الحيوانية، ولا ينبغي أن يصل سعر الخروف الواحد إلى 100 ألف جنيه.
يقول الفاتح لـ"العين الإخبارية": "صحيح الوضع الاقتصادي متدهور، ولكن هناك بعض الجشع، ما أسهم في ارتفاع الأسعار بصورة مبالغ فيها وعزز ذلك غياب الرقابة الحكومية".
وأضاف "أسعار الخراف هذه السنة لا تطاق وسوف تفشل الكثير من العائلات في توفير الأضحية ونخشى أن تكون فرحة هذه المناسبة العظيمة حكراً على الأغنياء فقط".
وفي محاولة لتخفيف وطأة الغلاء طرحت الحكومة السودانية مبادرة لبيع خراف الأضحية عن طريق الوزن في ميادين عامة خاصة في العاصمة الخرطوم.
لكن البيع بالوزن بدوره لم يشكل طوق نجاة للعائلات السودانية، فالغلاء يسيطر على أسعار الخراف مع انخفاض وصف بالمحدود عن الأسواق العادية.
ودافع محمد علي وهو تاجر مواشي بالخرطوم، بشدة عن الأسعار التي وضعوها لبيع الخراف هذه السنة، ووصفها بالمناسة ولا يوجد بها مبالغة نظراً للتكاليف الباهظة لتربية الماشية ونقلها من الأقاليم للعاصمة.
وقال علي لـ"العين الإخبارية": "الخراف ليست بمعزل عن باقي السلع، فالغلاء عم البلاد والأسباب معلومة فلا يعقل أن يبيع أصحاب الماشية أنعامهم بأسعار لا تكفي ثمن الخبز".
وأشار إلى ركود كبير في سوق الخراف، فغالبية الأشخاص يكتفون بالسؤال عن السعر ولا يشترون رغم أن عيد الاضحى قد اقترب.
ويعيش السودان أزمة اقتصادية طاحنة تجلت في ارتفاع معدل التضخم لنحو 400% وتراجع مريع في قيمة العملة الوطنية، إذ يبلغ الدولار 445 جنيها في المصارف، بجانب غلاء في السلع والخدمات.
ويجري تطبيق برنامج إصلاح اقتصادي في السودان بإشراف صندوق النقد الدولي، بهدف إنهاء الضائقة المعيشية في البلاد.