يوم الجمعة، الأول من أكتوبر 2021، سيشهد افتتاح إكسبو 2020 دبي، لذا فهو يوم من أيام التاريخ الإماراتي العريق.
الذي سيسجل بأحرف من نور في سجل الإنجازات الإماراتية الكبرى، التي بدأت في الثاني من ديسمبر 1971 واستمرت تتزايد وترتفع وتتعالى حتى بلغت قمة المجد، برؤى وحكمة ومتابعة قيادة إماراتية، سيحكي عنها التاريخ أيضا أنه لم يحظ شعب في العالم أجمع بمثل هذه القيادة المخلصة الحكيمة.
كنت واحدا من الملايين الذين سهروا تلك الليلة مترقبين، خلال انعقاد جمعية المكتب الدولي للمعارض العامة في باريس يوم 27 نوفمبر 2013.. كان العالم كله يترقب، كنّا في الإمارات نبتهل بالدعاء، ومع ثقتنا العظيمة بأننا سنحوز ثقة العالم، حسب حجم الاستعداد الهائل الذي قدمته الإمارات، إلا أن فرحتنا بإعلان فوز دبي باستضافة إكسبو 2020 كانت عظيمة أيضا، وسيبقى صداها سنوات طويلة لاحقة قد تعبر التاريخ إلى الأبد.
ليت الأمير ألبرت، زوج الملكة فيكتوريا، الذي افتتح أول معرض إكسبو دولي في لندن عام 1851 في هايد بارك، وكذلك المخترع السير هنري كول، قد وجدا آنذاك آلة لعبور الزمن، ليحط بهما الرحال في إكسبو 2020 دبي، ويشهدا حجم التقدم البشري في مجال الصناعة والتكنولوجيا، والذي كان الموضوع الأساسي لإكسبو 1851 لندن، وكيف أن "دبي"، التي ذكرها عالم الجغرافيا الأندلسي العربي "أبو عبد الله البكري" في كتاب الجغرافيا عام 1095، وزارها الرحالة البرتغالي، تاجر اللؤلؤ "جاسبارو بالبي" سنة 1580م، وقال إنها "مدينة ضمن موانئ في منطقة الخليج، تشتهر حينها بتجارة اللؤلؤ. وإن سكان دبي يكسبون لقمة العيش بالاعتماد على الصيد البحري والغوص لصيد اللؤلؤ وبناء القوارب وتأمين المسكن والقوت للتجار"، وكيف أنه حين تسلمت قبيلة "بني ياس" السلطة السياسية في عام 1793 واستقرت في أبوظبي، ثم استقرت قبيلة "آل مكتوم" في دبي في عام 1833، وكيف شدّوا الهمم والعزائم لبنائها، فأصبحت دانة الدنيا، أجمل مدن العالم وأكثرها تطورا وتقدما، من جميع النواحي وفي كافة المجالات، خاصة في مجال التقدم العلمي والتكنولوجي.
يوم الجمعة الإماراتي، الأول من أكتوبر 2021 سيعلن للعالم كيف تحول شعار "تواصل العقول.. وصنع المستقبل" إلى واقع لا مثيل له، فالإمارات أصبحت بفضل القيادة الرشيدة وجهة عالمية للتسامح والانفتاح والحوار وبوابة رئيسية لمفاهيم وأصول التعاون والتواصل وبناء العلاقات والشراكات الإيجابية التي تحقق نمو وتقدم الإنسانية جمعاء.
أما صناعياً، فقد قفزت الإمارات خمس مراتب على مستوى العالم في مؤشر الأداء الصناعي التنافسي، وهي أيضا أول دولة في الشرق الأوسط وأول دولة عربية تستضيف "إكسبو"، مع أنها لا تزال دولة فتية، معظم سكانها من الشباب وتحتفل بعيدها الخمسين.
يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إن دولة الإمارات تستضيف أحد أكبر الأحداث الثقافية والحضارية على مستوى العالم "إكسبو 2020 دبي".. وقال سموه: "قدرات فريقنا الوطني وكفاءاتهم، بقيادة أخي محمد بن راشد، ستقدم للعالم نموذجاً ملهماً في الإرادة والعزيمة والإنجاز، مستلهمين من إرثنا العريق في التواصل والتبادل الثقافي"، لذلك فإن العالم كله اليوم يعلم ويشهد بأن توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، "رعاه الله"، ومتابعته الدائمة والحثيثة، منذ ترشيح دبي لاستضافة هذا الحدث التاريخي وحتى افتتاحه يوم الجمعة الإماراتي المشهود، كان لها أبلغ الأثر في تحقيق تلك المعجزة الإماراتية الجديدة، والتي ستنعكس بتأثيرات إيجابية لا يمكن حصرها على الشعب الإماراتي والمقيمين على أرض الإمارات الطيبة المعطاءة، وعلى دول وشعوب منطقة الشرق الأوسط والوطن العربي الكبير.
في هذا اليوم الإماراتي العظيم، يحق لنا جميعا أن نشعر بالفخر بأن دبي، المتفوقة دائما، تمتلك قدرات لوجستية عملاقة، سواء من ناحية الموقع الاستراتيجي في قلب العالم، أو البنية التحتية المرنة ومنظومة العمل المتكاملة القادرة على مواكبة كافة المتطلبات العالمية في أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي، وكذلك الاستعداد التام لاستقبال الملايين من جميع أنحاء العالم، ولما لدانة الدنيا من تاريخ حافل في مجال التواصل والأفكار المبدعة الابتكارية وتقديم إكسبو 2020 دبي كمنصة استثنائية تتيح للمجتمع العالمي التعاون معًا لاكتشاف الحلول الرائدة والنماذج الجديدة الكفيلة بتعزيز روح ريادة الأعمال والابتكار التي ستؤسس جميعا لمستقبل مشرق.
إكسبو 2020 دبي، سيحقق أول أهدافه الاستراتيجية بتعزيز وتكريس مكانة دولة الإمارات كوجهة اقتصادية عالمية باعتباره منصة تجمع أهم الشركات وصناع القرار والخبراء والرواد والمبدعين، من مختلف أنحاء العالم لرسم ملامح المستقبل، وتجسيد طموح قيادة الإمارات الرشيدة في تعزيز التعاون الدولي والعمل المشترك.
نقلا عن الاتحاد الإماراتية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة